وطنية

مناورات عسكرية بين المغرب وأمريكا عند الحدود مع الجزائر

الرباط اليوم: متابعة

احتضن مقر قيادة المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية، نهاية الأسبوع الماضي، اجتماع بين ضباط مغاربة ونظرائهم من الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أخرى لوضع آخر التحضيرات لمناورات “الأسد الإفريقي 2021″التي ستنظم في يونيو المقبل بمشاركة 8 آلاف عسكري من عدة دول.

وسائل إعلام إسبانية، اعتبرت أن “إجراء مناورات “الأسد الإفريقي 2021” بين المغرب والولايات المتحدة، هذه السنة في منطقة المحبس التي توجد على خط التماس عند الحدود مع الجزائر، وهي أقرب منطقة عسكرية إلى تندوف الحاضنة لجبهة “البوليساريو”، ستكون الإشارة الأولى، التي ترسلها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى الرباط بعد اعتراف الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب ، بمغربية الصحراء.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن مناورات “الأسد الإفريقي 2021″، لن تكون مشابهة لسابقاتها، حيث تم رفع عدد الجنود المشاركين من خمسة آلاف إلى ثمانية آلاف جندي، وسينظم جزء منها في منطقة المحبس التي توجد على خط التماس عند الحدود مع الجزائر.

وجزء من مناورات “الأسد الإفريقي 2021″، جرى تصميمه لمحاكاة سيناريو التصدي لقوة شبه عسكرية تدعمها دولة أخرى، وتقول عنه قيادة “أفريكوم” التي تشرف على المناورة إنه تمرين “للتصدي للأنشطة الخبيثة” وأكدت أنه مرتبط أيضا بمناورة “الدفاع الأوروبي” التي تشارك فيها قوات من الاتحاد الأوروبي وقوات من الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان الجنرال أندرو روهلينغ، نائب قائد الجيش الأمريكي بأوروبا وإفريقيا، قد أكد أن “الأسد الأفريقي 2021″، فرصة كبرى لتعزيز واحدة من أعرق العلاقات الاستراتيجية والتي تجمع الولايات المتحدة والمغرب.

وقال الجنرال روهلينغ خلال مؤتمر صحفي “بينما نستعد للاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لافتتاح المفوضية الأمريكية في طنجة، فإن هذا التمرين يعزز العلاقات الوطيدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية، الشريك الأكبر للولايات المتحدة”.

ويعتبر محمد أكضيض، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن “مناورات الأسد الافريقي هي مناورات عسكرية تجسد العلاقات التاريخية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وهي كذلك علاقات استراتيجية من بين أهدافها العمل على الحد من الإرهاب وتمدده وقد عرفت في المدة الأخيرة تطورا نحو الأفضل في العلاقات العسكرية من خلال ما وقفنا عليه قبل بضعة أسابيع من إجراء مناورات بحرية جوية شاركت فيها واحدة من بين أقوى حاملات الطائرات أمريكية”.

وأوضح أكضيض، في تصريح لـ”الأيام24″، أنه لأول مرة في تاريخ التعاون العسكري بيننا وبين أقوى ترسانة وجيش في العالم سيحل في يونيو المقبل، لإجراء مناورات الأسد الافريقي والتي تشارك فيها عدد من الدول الصديقة إلى جانب القوات المسلحة الملكية والجيش الأمريكي المارينز ولكن هذه المرة بطعم آخر، وهي أنها ستجري ليس في إقليم طانطان بل في منطقة المحبس بالصحراء المغربية التي اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس السابق ترامب بمغربية الصحراء، وهو القرار السياسي التاريخي كما تم وصفه من أغلب المحللين الاستراتيجيين.

وأضاف المحلل السياسي، أنه “اذا كان اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، فإنه لم يعد أي مانع للجيش لأمريكي من حيث أولا إجراء هذه المناورات في الصحراء المغربية وثانيا هذه نقلة كبيرة في المناورات من إقليم طانطان إلى منطقة المحبس وثالثا تبين أن هناك شراكة استراتيجية منها في ميدان التعاون والتدريب والاستفادة من خبرة أقوى جيش في العالم، ورابعا أن واشنطن تمثل 90 في المائة من التسليح للمملكة ولابد للإشارة إلى الاتفاقية العسكرية بين البلدين والتي بموجبها سيحصل فيها المغرب على سلاح بتكنولوجيا متطورة وخاصة في مجال السلاح الجوي”.

واعتبر أكضيض، أن “هذه المناورات العسكرية تبين الاهتمام الأمريكي بالمغرب، كخيار استراتيجي، وكما سبقت الإشارة إليه المغرب حليف استراتيجي منذ استقلال الولايات المتحدة الأمريكية وتبين هذه المناورات العسكرية تزايد اهتمام واشنطن لمحاربة الارهاب في دول الساحل والصحراء وهي تعلم أن المملكة لها مدرسة متميزة في هذا الجانب من خلال التعاون الاستخباراتي بين البلدين”.

ورأى أكضيض، في سياق تعليقه على رسائل مناورات “الأسد الإفريقي 2021″، أن “هذه المناورات العسكرية المقررة في شهر يونيو تنال رضى السياسيين في البلدين، حيث لم يتم تسجيل أي اعتراض عليها سواء في لجنة الدفاع بالكونغرس الأمريكي أو البرلمان المغربي وهذا أساسي في هذه المرحلة حيث نعلم ان بعض اللوبيات التي تخدم الجزائر حاولت التشويش على قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بمغربية الصحراء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى