RABATTODAYالرئيسيةالرباط اليوم

مكفوفون جامعيون يطالبون بالكرامة في مسيرة بالرباط

nonvoyantssitin5_435364617
الرباط اليوم: صلاح السبتي
يعيش العديد من المكفوفين المغاربة، الحاصلين على شهادات جامعية، بين مطرقة البطالة وعدم العثور على عمل يلائم وضعهم، وسندان المعاناة النفسية والاجتماعية التي يتخبطون فيها، فضلا عن غياب المرافق والمبادرات التي تيسّر اندماجهم في المجتمع.

وتبلغ نسبة الأشخاص المعوقين في المجتمع المغربي 6.8 في المائة، أي ما يناهز مليوني شخص من المغاربة، وفق الإحصائيات الرسمية. فيما يعرّف القانون المغربي المعوق بأنه “كل شخص يوجد في حالة عجز أو عرقلة دائمة أو عارضة ناتجة عن نقص أو عدم قدرة تمنعه من أداء وظائفه الحياتية”.

ويواجه مكفوفون شباب حاصلون على شهادات جامعية معاناة متفاقمة، حيث يجوب الكثيرون منهم شوارع الرباط، إما احتجاجا على عطالتهم، وطلبا للحصول على وظائف تناسب وضعياتهم الخاصة، وإما استجداءً للمارة بغرض المساعدة من أجل توفير لقمة عيش تضمن لهم كرامتهم.

ويقول محمد بلبوس، كفيف حاصل على شهادة الإجازة في الكيمياء، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، إن معاناته قبل البحث عن عمل يضمن له كرامته تبدأ أولا منذ مغادرته بيته، حيث يجد صعوبة في ركوب الحافلة التي تقلّه إلى وسط مدينة الرباط، للقاء زملائه المجتمعين بحثا عن حلول لملفهم المطلبي.

ويضيف بلبوس، “أن من المشاكل الأخرى التي تعترضه في حياته اليومية وجود صعوبة في ولوج المرافق العمومية، ما يضطره إلى طلب المساعدة من الآخرين، وهو ما يضعه في حرج كبير. فأحيانا يتلقى العون، وأحيانا لا أحد يكترث لأمره، وهو الشيء الذي يُشعره بالدونية” وفق تعبيره.

ويتواجد مكفوفون متخرجون من مختلف الشُعب والتخصصات الجامعية، في شوارع الرباط بين الفينة والأخرى، حيث ينظمون وقفات احتجاجية أمام البرلمان، يطالبون من خلالها الحكومة بتوفير وظائف لهم في القطاع العمومي، في مناصب تناسب وضعيتهم وإعاقتهم الخاصة.

وينظم المكفوفون العاطلون عن العمل أشكالا احتجاجية للضغط على السلطات الحكومية، من أجل الاستجابة لملفهم المطلبي الذي يهم العناية بأوضاعهم، ومن ذلك تهديدهم أحيانا بإضرام النار في أجسادهم، أو الجلوس وسط سكة القطار، أو التهديد بالانتحار الجماعي، وغيرها من الأشكال الاحتجاجية.

ويطالب مكفوفون متخرجون، بتفعيل نسبة سبعة في المائة من المناصب العمومية للأشخاص المعوقين، وهو ما ترد عليه الحكومة بالتأكيد أنه “تم تعديل المرسوم المتعلق بتحديد شروط وكيفيات تنظيم مباريات التوظيف في المناصب العمومية، وكذلك المرسوم المتعلق بالرعاية الاجتماعية للمكفوفين وضعاف البصر، بهدف تمكين الأشخاص في وضعية إعاقة حاملي الشواهد من ولوج الوظيفة العمومية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى