سياسة

ما هي حقيقة المطالبين برحيل أخنوش؟

الرباط اليوم

حكيم لمطارقي

ربما رأيتهم وسمعتهم، هذه الأصوات التي ترتفع عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة برحيل أخنوش. بعض هذه الأصوات معروفة ولكن العديد منها، إن لم يكن المئات، هي حسابات مزيفة، أصوات غامضة مسموعة ولكن لا تُرى. يبعثون الأصوات، يشاركون، يعلقون لكنهم يعيشون في الظلام كالخفافيش. لا نراهم لأنهم بكل بساطة مجرد صفحات رقمية وهمية، تم إنشاؤها من قِبَل نفس الأشخاص، للمشاركة، والرعاية، و”الإعجاب”، والهدف من كل هذا هو تسليط الضوء على موضوع واحد، ألا وهو رحيل رئيس الحكومة.

إذا كان هناك أشخاص لا يحبون أخنوش ويريدون رحيله، فهذا حقهم غير القابل للتصرف. لكن لماذا يختبئون وراء حسابات مزيفة؟ على الأقل، أولئك الذين يتحدثون دون أن يختبئون، لديهم على الأقل ميزة واحدة وهي ميزة وهو أنهم يقولون ما يريدون قوله بوجه مكشوف. أنا لا أتفق معهم ومع أقوالهم لكنهم يعبرون عن رأيهم بحرية.

ولكن حملة هؤلاء الأشخاص الذين يتكلمون بوجه مكشوف، وبمساعدة مئات الحسابات المزيفة، والمحتوى “الإبداعي” (المحترف) والرعاية المكثفة (التي تذكرنا بالمقاطعة السيئة الذكر والتي تم تدبيره بحنكة كبيرة قبل بضع سنوات)، طالبوا برحيل الحكومة حتى قبل أن تبدأ، أي حتى قبل المصادقة على قانون المالية 2022 (والذي هو أداة أساسية للعمل الحكومي).

لم يكن عمل الحكومة ومقاربتها هو ما يهمهم ولكن احتجاجهم هو أشبه ما يكون، ضد شخص أخنوش نفسه. إنه شخصه هو الذي يزعج وليس عمله أو سياسته. لهذا السبب فأنا متفق مع من يقولون إن الحملة تُنظم من قبل قوى غامضة، بمساعدة من “العدليين” و “النهجيين” وسديم المتطرفين في كل من اليسار والإسلام السياسي.

من المسلم به أن أزمة الأسعار تخلق معاناة غير مسبوقة لدى المغاربة وللمواطنين الحق في القلق والغضب ومساءلة الحكومة. لكن عشيرة “المطالبين بالرحيل” خصوصا أولئك الذين باعوا وهم رحيل الإسلاميين وفشلوا لا يهمهم ذلك بقدر ما يهمهم أخذه كمطية لمهاجمة أخنوش. إنها تطلق النار على كل شيء، بما في ذلك استغلال معاناة المغاربة في مواجهة غلاء المعيشة ، لتحقيق مآرب سياسية ألا وهي إظهار أخنوش على أنه غير قادر على التدبير رغم أنه ربح معجزة إزاحة الإسلاميين التي فشل فيه الآخرون. هؤلاء يستغلون كل شادة وفادة للوصول لهدفهم : أي أنهم رغم فشلهم فإن أخنوش سيفشل كذلك.

بدلاً من الانغماس في الثقافة الحسابات الزائفة، والاحتجاج بقيادة قوى غامضة، لماذا لا نفتح النقاش في البرلمان وفي وسائل الإعلام؟ لماذا لا نحرك مسطرة سحب الثقة من الحكومة في البرلمان؟ لماذا لا يتم توسيع النقاش على مستوى الأحزاب السياسية والنقابات والسلطات المحلية والمجتمع المدني والخروج بتوصيات ذكية؟

هكذا يمكننا تعزيز الديمقراطية، وفي نفس الوقت، مساءلة الحكومة حول غلاء المعيشة، بدلاً من إضعافها من خلال تبني مناهج تشير إلى ثقافة الاستبدال، والتي ثبت في كل مكان آخر أنها مناهضة للديمقراطية.

إذا كان هناك أشخاص لا يحبون أخنوش، فلينتصروا عليه في مجال المناظرة السياسية والانتخابات والعمل البرلماني. وليس خلف هواتفهم الذكية متلذذين بثقافة النبذ ​​التي تتدفق زلالا في العديد من وسائل التواصل الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى