اقتصاد

ما موقف أوروبا وأمريكا من أكبر مشروع بين الرباط وأبوجا؟

الرباط اليوم

قبل خمس سنوات طُرح مشروع الغاز المغرب ونيجيريا، وهو مشروع استراتيجي بين البلدين يتعلق بخط الغاز نيجيريا-المغرب، واليوم يعود مجدداً إلى الواجهة، إثر المكالمة الهاتفية التي جرت الأحد 31 يناير 2021، بين الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمد بوخاري.

المغرب استطاع تعزيز علاقاته السياسية والاقتصادية مع نيجيريا. وشكلت الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس لنيجيريا في شهر دجنبر 2016 والزيارة المماثلة التي قام بها الرئيس النيجيري محمد بوخاري للمغرب في شهر يونيو 2018 نقطة انطلاقة لصفحة جدية في العلاقات بين البلدين، حيث في ظرف وجيز، وبفضل السياسة المدروسة التي نهجها المغرب منذ ما يزيد عن عقد الزمن استطاع كسب ود وثقة نيجيريا، وتمت ترجمة تلك الثقة في خط أنبوب الغاز الذي سيتم بناءه بين البلدين، والذي سيغير موازين القوى في المستقبل.

واتضح التقارب الحاصل بين البلدين من خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها الملك محمد السادس مع الرئيس محمد بوهاري يوم 31 يناير الماضي، والتي أكد فيها الطرفان على عزمهما البناء على الزخم الذي تم تحقيقه في العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأربعة الماضية والمضي قدماً في بناء أنبوب النفط الرابط بين البلدين- والذي سيمكن نيجيريا من تصدير مواردها الطاقية لأوروبا- بالإضافة إلى معمل صناعة الأسمدة الذي سيقوم المكتب الشريف للفوسفاط ببنائه بحلول عام 2032.

لكن هذا التقارب والاتفاق على استكمال مشروع خط الغاز بين المغرب ونيجيريا، يطرح معه الكثير من التساؤلات بخصوص مواقف أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، من واحد من أكبر المشاريع التي ستشهدها القارة الإفريقية.

الخضر عبد الباقي محمد أستاذ الاتصال الدولي ومدير المركز النيجيري للبحوث العربية، قال في تصريح لـ”الأيام24″، “أعتقد لحد الآن، والظاهر في العلن، أن الدول الأوروبية في مجملها رحبت بمشروع خط الغاز بين المغرب ونيجيريا وقد يكون هناك ما وراء الكواليس، ولكنها رحبت بالمشروع من منطلق أن يكون فتحا جديدا وكسرا لهيمنة روسيا وبعض الأطراف الإفريقية والغريمة للمغرب، وقد تكون الجزائر وغيرها، الذين يهيمنون على السوق الأوروبية، في هذا الإطار.

وأضاف الخبير النيجيري، “وبالتالي الموقف الأوروبي، مجملا مؤيد ومرحب بمشروع خط الغاز بين المغرب ونيجيريا، وإن قد تكون لدى كل دولة أوروبية إملاءات أو إكراهات خاصة تجعل لها موقف مغاير لهذا الموقف الأوروبي، لكن بشكل عام يرحبون بهذا المشروع خاصة كلما تعددت الأطراف التي تعرض الغاز في أوروبا كلما قلل على الدول الأوروبية من حدة السيطرة والاحتكار لمجموعة معينة مثل روسيا وغيرها، أما موقف الولايات المتحدة الأمريكية، فلم يتبين أي موقف منها لحد الآن، ولكن أعتقد أن موقف واشنطن قد يكون ما لا يعارضه لحد الآن، بشكل علني”.

وأنبوب غاز سيمتد على طول 5660 كيلومترا بين نيجيريا والمغرب وسيمر هذا الأنبوب بكل من بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا. وسيتم “تشييده على عدة مراحل ليستجيب للحاجات المتزايدة للدول التي سيعبر فيها وصولاً إلى أوروبا خلال الـ 25 سنة القادمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى