RABATTODAYالرئيسيةوطنية

ماذا يريد حزب الله من الصحراء؟

BEIRUT-jumbo
الرباط اليوم
ساهمت الوساطة المغربية العربية البناءة في ثمانينات القرن العشرين، في إنهاء حرب لبنان الأهلية الطاحنة، التي راح ضحيتها حوالي 120 ألف شخص، ، حيث كان من بين الدول العربية التي دفعت إلى عقد لقاء الطائف التاريخي الذي مهد لإنهاء هذه الحرب.

تجلى الدور المغربي عندما في انهاء الحرب التي مزقت لبنان زهاء 15 سنة بين 1975 و1990، عندما طالب النواب اللبنانيون بعقد مؤتمر لهم في مدينة الطائف السعودية، بناء على مقررات مؤتمر للقمة العربية انعقد في الدار البيضاء في ماي 1989، وخُصّص لـ”حلّ الأزمة اللبنانية”، وانبثقت منه “لجنة عربية عليا”، أعضاؤها وزراء الخارجية في كلٍّ من السعودية والجزائر والمغرب، لإجراء اتصالات تهدف إلى تنفيذ مقررات القمة..

ولاينكر إلى حدود اليوم ابرز السياسيين والمتتبعين للشأن العربي دور المغرب، في ارساء السلام ببلاد الأرز فكانت جل التنظيمات تحترم سيادة المغرب ووحدته الترابية على مدى عقود، فماذا تغير حتى رمى حزب الله الذي لم يكن له شأن سنة 82 عندما اجتاح الجيش الإسرائيلي لبنان وعمق ازمة الدولة المنهكة بكرته في ملعب الصراع في الصحراء.

إن المتتبع للشأن الإقليمي في المنطقة، يلاحظ أن إيران غالبا ما تسعى إلى بسط أدرعها في المنطقة، حيث تصبح لديها ميلشيات تعمل لصالحها بالوكالة وهو شأن حزب الله في لبنان، وحزب البعث في سوريا والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن.

هذه المرة سعت إيران، التي تنكر علاقتها بالتوغل الشيعي في شمال إفريقيا عبر تشعبات حزب الله في الصحراء بمساعدة جزائرية إلى تحويل جبهة البوليساريو إلى ميليشيا شبيهة بالحوثيين، وهو ما يشكل خطرا على الأمن القومي المغربي والمغاربي، وقد يحول المنطقة إلى فوهة بركان، إذ إن التحرك المغربي الأخير، لم يأت عبثا وإنما لاحتواء الأمر الذي قد يصبح خارج السيطرة كما هو الحال في بؤر التوتر بالشرق الأوسط التي لإيران يد فيها .

كما ان قرار المغرب قطع علاقاته مع إيران جاء من منطلق موقفه الثابت من القضايا العربية، و حين يتعلق الأمر بالأمن القومي العربي ، تسعى الرباط دائما للتدخل.

فالمملكة المغربية وباعتراف اللبنانيين أنفسهم كانت دائما تلعب دورا ايجابيا كوسيط مقبول من الجميع في الصراع السني الشيعي ، حتى وإن زعم بعض المحسوبين على التيار الشيعي أن عودة العلاقات بين ايران والرباط، قبل اربع سنوات أقلق خصوم إيران وأن ما قامت به الرباط مؤخرا جاء لطمأنة حلفاء المغرب وعلى رأسهم امريكا والسعودية.

لكن جل المراقبين يرون، أن قرار المغرب قرار سيادي و حين أعاد علاقاته بإيران كانت الأوضاع متشنجة والوضع لم يتغير، وقرار المغرب الأخير هو قرار ثنائي بين المغرب وإيران ولا علاقة لمشاكل إيران مع جيرانها بهذا الشأن ، لأنها تهدد الأمن المغربي ووحدته الترابية والأمر هذه المرة تجاوز الخلافات الدبلوماسية العادية، إلى التدخل العسكري الاستخباراتي، فوجب التدخل بسرعة وبحزم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى