اقتصاد

لهذه الأسباب انهارت أسعار النفط إلى ما دون الصفر

الرباط اليوم

“الاثنين الأسود” يوم سيظل عالقا في أذهان المهتمين بأسواق النفط، فبشكل مفاجئ انهارت أسعار النفط ، أمس الاثنين، إلى ما دون الصفر، لأول مرّة في التاريخ، وهو ما يعني أن المستثمرين كانوا مستعدين للدفع للتخلص من الخام.

لماذا حدث ذلك؟

تقوم مصافي التكرير بمعالجة كميات أقل كثيرا من المعتاد من الخام، لهذا فإن مئات الملايين من براميل الخام تذهب إلى منشآت التخزين حول العالم.
وقام تجار النفط باستئجار ناقلات النفط لاستخدامها فقط في تخزين فائض النفط، ويوجد حاليا نحو 160 مليون برميل، مخزنة في ناقلات حول العالم، وهو مستوى قياسي.
وفي ظل رغبة شركات الطاقة تسويق النفط الخام لديهم، لعدم قدرتهم على تحمل خسائر أكبر، والتي تتمثل في كلفة التخزين، وكلفة التأمين، وكلفة النقل، وهي تكاليف قد تفوق 10 دولارات عن كل برميل بقي متراكما لديها.
وسارع المستثمرون إلى بيع عقود بيع النفط الآجلة التي يجب استلامها في ماي، قبل انتهاء المدة المحددة لصلاحية العقود والتي تنتهي الاثنين في غياب طلب على النفط الفعلي.
وببساطة البترول في السفينة في عرض البحر، والتكلفة تزيد مع مرور الوقت، والسفن لا تجد مكانا لتفريغ حمولاتها، وعليه فالتاجر يريد التخلص من الشحنة حتى لا يتحمل خسارة أكبر بمرور الوقت.

هل يعني ذلك أن منتجي النفط سيدفعون أموالا للمشترين للتخلص منه؟

نظريا نعم، لأن تراجع الطلب على النفط جراء أزمة كورونا، أدى إلى امتلاء مستودعات التخزين والتكرير، وفي الوقت نفسه، فإن منتجي النفط مضطرون إلى مواصلة ضخ إنتاجهم لأن غلق الآبار وإعادة تشغيلها لاحقا، باهظ التكلفة، ولهذا فإن منتجي النفط يتنافسون حاليا للحصول على أماكن تخزين جديدة.

إلى متى يستمر هذا الأمر؟

الأسعار السلبية هي لعقود تسليم الشهر المقبل والذي انتهى أجلها اليوم، ولكن العقود الآجلة تسليم شهر يونيو تتداول عند سعر 20.43 دولار للبرميل، مما يجعل الهامش بين شهرين متتابعين هو 60.76 دولار، وهو أمر غير مسبوق.
وعند النظر إلى عقود تسليم شهر نوفمبر القادم، فسنجد أن أسعارها تزيد عن أسعار عقود شهر ماي بـ 25 مرة، في إشارة إلى أن الأسواق تتوقع التغلب على وباء كورونا وتعافي أسعار النفط بحلول ذلك الوقت، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.

هل سينعكس ذلك على المستهلك العادي؟

لم يتضح ما إذا كان ذلك سينعكس على المستهلكين الذين ينظرون في العادة إلى أن يترجم هبوط أسعار النفط إلى انخفاض في أسعار البنزين في محطات الوقود، أو الكهرباء والغاز المستخدم في المنازل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى