RABATTODAYالرئيسيةسياسة

لهذا السبب انقلب بنكيران على الحمامة وانصارها

1476781635untitled-10
الرباط اليوم: عبو والريح

بعدما كان عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية ورئيس الحكومة المعين، يقول إن أول الأحزاب التي سيتفاوض معها حول الحكومة المقبلة هي أحزاب الأغلبية وعلى رأسها التجمع الوطني للأحرار، وأنه سينتظر حتى ينظموا مؤتمرهم الاستثنائي من أجل اختيار رئيس جديد، عاد ليقصفهم براجمات الصواريخ، حيث قال إنه “لن يخضع للابتزاز في تشكيل الحكومة الجديدة”. ولكي يتأكد أمر الهجوم والمقصود منه، أعطيت التعليمات لموقع “الرأي”، الذراع الكتائبية التابعة للعدالة والتنمية لكي تسمي الأمور بمسمياتها، وتقول بأن حزب التجمع الوطني للأحرار هو المقصود من كلام بنكيران.

ودون لف ودوران وجه لهم مدفعيته الثقيلة، إذ قال عقب مشاورات جمعته بحزب التقدم والاشتراكية “مخطئ من يعتقد أن هذه الحكومة لن تتأسس إلا بوجوده”، ويقصد حليفه السابق حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي طلب من بنكيران تأجيل الرد على قرار المشاركة من عدمها إلى يوم 29 أكتوبر الجاري، أي بعد عقد مؤتمر استثنائي لاختيار رئيس جديد بعد استقالة صلاح الدين مزوار.

التحول في خطاب بنكيران تجاه التجمع الوطني للأحرار مفاجئ جدا. لكن بعد استقراء الأوضاع يتبين السبب، ويمكن فهم ذلك من خلال تتبع مقر العدالة والتنمية، الذي تحول بين عشية وضحاها إلى محج للزعماء السياسيين ناكصين رؤوسهم ينتظرون من بنكيران قبول طلب عضويتهم في الحكومة الجديدة، غير أن الزعيم الذي يتفاوض بشكل مرتاح اليوم لم يعط عهدا لأحد، لأنه اختار سياسة ضرب الأحزاب ببعضها لضمان مزيد من التنازلات.

لم يكن بنكيران يجرؤ على مهاجمة الأحرار بعنف لولا التهافت، الذي تشهده الساحة السياسية اليوم من قبل قادة سياسيين وزعماء أحزاب، على الحكومة حتى اختلط الحابل بالنابل وأصبحت كل الأحزاب تعبر عن رغبتها في المشاركة في الحكومة من أجل “مصلحة الوطن” وكأن المعارضة خيانة للوطن.

المؤسف أن كثيرا من الأحزاب السياسية تختار تموقعها وفق رغبة قيادتها في الاستوزار. فالزعيم لما يتأكد أنه لن يستفيد من المشاركة يرفع سقف التحدي ويعلن أن خيار حزبه هو المعارضة، ولو تأكد لديه أن وزارة ستؤول إليه أو إلى قريب فإنه يعلن أن المشاركة في الحكومة واجب وطني نظرا للظرفية التي يعيشها المغرب. والحقيقة أن المغرب يعيش ظرفا عاديا وديمقراطية حقيقية والعيب ليس فيها ولكن في الأحزاب.

هذا التهافت غير المبرر على الوزارات جعلت بنكيران يجلس فوق كرسيه بمكتبه بحي الليمون ينتظر هؤلاء الطامعين في الكراسي، مما أتاح له فرصة مهاجمة الحزب الذي كان يعول عليه كثيرا في تشكيل الحكومة، وبهذه المناسبة لابد من تقدير موقف الحركة الشعبية، الحزب الذي أعلن أمينه العام أن قرار المشاركة بيد المجلس الوطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى