كولر في مهمة شبه مستحيلة ويوجه دعوة “عاجلة” للمغرب
أفادت مصادر دبلوماسية من الرباط أنه من المرتقب أن يباشر المبعوث الأممي لنزاع الصحراء هورست كولر إتصالاتها بأطراف نزاع الصحراء في الأيام القليلة القادمة، بغية تحديد الجدولة الزمنية ومكان إنعقاد جولة جديدة من المفاوضات .
واستنادا لما أورده “الصحراء زووم”، فإن من المرجح أن تجلس الأطراف لطاولة المفاوضات يوم 15 أكتوبر 2018 ، أي قبل إجتماع مجلس الأمن الدولي نهاية شهر أكتوبر لمناقشة مستجدات الحل السياسي، وتقييم قدرة كولر على تحقيق إختراق يقرب وجهات نظر الأطراف ويحرك المياه الراكدة التي طبعت الملف منذ سنة 2012، ويعتبر عديد المراقبين أن الموعد المقبل سيشكل محطة فارقة من عمر النزاع في ظل تلويح الإدارة الأمريكية بتعليق عمل ودعم المينورسو اذا ما استمر الوضع على ماهو عليه .
وفي هذا السياق أعلن المغرب شروطه المبدئية للإنخراط في المسار التفاوضي، أولها حضور الجزائر كطرف أصيل في النزاع والخروج من بوتقة العضو المراقب، على اعتبارها تمتلك مفاتيح الحل، وأنها من يضغط في كواليس مجلس الأمن والأمم المتحدة للدفاع عن مصالح البوليساريو، هذه الأخيرة التي تعود لها قبل الحسم في أي نقطة طيلة الجولات التفاوضية الماضية، حسب عمر هلال الممثل الدائم للمملكة بالأمم المتحدة .
كما دعا المغرب الى اعتبار الحكم الذاتي قاعدة وحيدة للتفاوض، في ظل عجز الأمم المتحدة على تحديد ماهية الأشخاص والكتلة الناخبة التي يحق لها التصويت، أما جبهة البوليساريو فقد أعلنت على لسان زعيمها ابراهيم غالي ترحيبها بدعوة كولر الأطراف للتفاوض، مع التشديد على رفض أي شروط مسبقة لذلك .
تأتي هذه التحركات والحديث عن طرح هورست كولر لمقترحات جديدة تمازج بين الحكم الذاتي والإستفتاء على شكل حكم فيدرالي أو كنفدرالي، والذي يبقى حديثا سابقا لأوانه، في ظل الجمود والقطيعة التي ميزت الملف، هذا بالإضافة الى اقبار حلول مشابهة سبق وقدمها المبعوث الأممي الأسبق جيمس بيكر.