مجتمع

قضايا أمام محاكم “الرباط” تكشف ممارسات سرية لمثليين أرباب أسر

الرباط اليوم: عبدالحليم لعريبي

يلجأ العديد من المثليات والمثليين للزواج، لإبعاد النظرة الدونية للمجتمع عنهم وإخراس الأصوات المنتقدة لهم، عن طريق الاختباء وراء زوج أو زوجة مع إنجاب الأبناء، حتى لا تثار حولهم الشبهات، خصوصا من قبل الفضوليين في مجتمع مازال يعبر بازدواجية في تعاطيه مع الظاهرة.


ومن خلال قضايا مثيرة تابعت “الصباح” مجرياتها أمام المحاكم الابتدائية للدائرة القضائية للرباط، ضبط العديد من المثليين في حالة تلبس بممارسات جنسية شاذة، لكن الأبحاث تكتشف أنهم متزوجون ولهم أبناء، ويعترفون بمحاضر الضابطة القضائية بميولاتهم الجنسية، وأن لجوءهم إلى الزواج مرده إبعاد الشبهة عنهم من قبل المجتمع، التي تصل في العديد من الأحيان إلى الاعتداء الجسدي عليهم بالشارع العام.
ومن ضمن القضايا التي استأثرت بالاهتمام بالعاصمة الرباط، إيقاف مثليين قبل أربع سنوات، يت

حدران من المدينة العتيقة، واعترفا تلقائيا بالعلاقة العاطفية التي تربطهما، قبل زواج أحدهما من فتاة وإنجابها طفلا منه، مضيفا أمام المحققين أنه لم يسجل في حقه إهمال أسرته ومؤكدا أنه يؤدي واجباته تجاههم، ودافع عن نفسه في العلاقة التي تربطه بالحبيب، كما صدم الموقوف ذاته المحققين بأن له سابقة في التهمة ذاتها بعد ضبطه بجانب ضريح محمد الخامس بالرباط رفقة عشيقه، واعترف الموقوف الثاني معه أيضا بجميع التفاصيل المتعلقة بعلاقتهما الجنسية، وبممارستها السرية بعيدا عن أعين المتربصين.


حكاية الشابين تشبه الكثير من الحكايات ذاتها التي يلجأ فيها المثلي إلى الزواج والإنجاب حتى يخرس الألسن سواء أمام أصدقائه أو زملائه في العمل، وحتى لا يطعن في شرف أسرته، لكن السقوط في حالة تلبس بممارسة الجنس مع الغير، يفضحه ويضعه أمام الأمر الواقع، خصوصا إذا انتشر خبره عبر وسائل الإعلام، ووصل صداه إلى الرأي العام، فيجد المثلي نفسه أمام موقف محرج.


وفي الوقت الذي يعتقد فيه المثلي أنه هرب من الواقع حتى لا يعاني بسبب معاكسته في الشارع العام أو رفضه من قبل عائلته، فإنه يزيد من أزمته حينما تتفجر فضائحه أمام العموم ، ما يتسبب له في متاعب أخرى، تصل إلى حد طلب الزوجة الطلاق.


ومع تزايد التطبيقات الذكية خرج أزواج عن صمتهم عبر فيديوهات يطالبون فيها بحلول، بعدما اكتشفوا بعد عقد القران أن أحدهما مثلي دون أن يصرح بذلك قبل توثيق العقد، كما تدفع القضايا التي تصل إلى المحاكم بتهمة المثلية إلى طلب الطلاق سواء من قبل المثليين أو المثليات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى