RABATTODAYالرئيسيةرياضة

قصص لتاريخ .. مؤامرة نرويجية برازيلية تنهي الحلم المغربي

téléchargement
الرباط اليوم: سارة الشملي

تظل بعض الأحداث، التي يشهدها الواقع، أقرب لأن تكون جزءًا من عمل درامي مأساوي، كسيناريو من وحي خيال، يقسو فيه الكاتب على من لا يستحق، وتغلب عليه نظرية المؤامرة.
 
ولعل هذا ما حدث بالفعل، مع أسود جبل الأطلس قبل 20 عامًا، عندما ذهبوا بآمالهم وطموحاتهم الكبيرة، إلى مونديال فرنسا 1998، وكلهم رغبة في أن يصنعوا المجد على الأراضي الفرنسية.

ضمت وقتها، كتيبة المغرب، اسماء كبيرة، مثل الموهوب مصطفى حجي، وصلاح الدين بصير، وعبد الجليل حدا، ونور الدين النيبت، ويوسف شيبو، وغيرهم من اللاعبين، الذين كانت مهمتهم صعبة بشكل كبير.

 

 
وقعت المغرب وقتها، في مجموعة ضمت إلى جانبها، البرازيل، بطل كأس العالم في النسخة السابقة بالولايات المتحدة 1994، والنرويج، واسكتلندا.
 

جاءت انطلاقة المغرب، في البطولة جيدة، بعرض كروي ممتع لجماهيره أمام النرويج، وتعادل بهدفين لمثلهما، فيما فازت البرازيل في المباراة الأخرى، على اسكتلندا، بهدفين لهدف.
 
وفي الجولة الثانية، لم يتمكن لاعبو المغرب من مجاراة أبطال العالم، فخسروا من البرازيل بثلاثية نظيفة، بينما انتهت مباراة النرويج واسكتلندا بالتعادل بهدف لمثله.

وحسم بذلك منتخب السامبا تأهله، وبقي الأمل لدى المغاربة في التأهل، فلديهم نقطة واحدة، والنرويج نقطتين.

المغرب كانت في حاجة للفوز على اسكتلندا لتتأهل، وفي الوقت نفسه، يجب أن تخسر النرويج أمام السامبا، أو تتعادل معهم على أقل تقدير.
 
بدأت المغرب مباراتها بحماس كبير، تود أن تقتنص الثلاث نقاط للحفاظ على حظوظها بالصعود للدور الثاني، فلم تخذلهم الكرة، ولم يضع مجهودهم هباءً، فنجحوا في الفوز بثلاثية رائعة.
 
ومع نهاية المباراة، انتشت صدور كل لاعبي المغرب وجماهيرهم في كل مكان بالفرحة. الحلم يقترب جدًا، الجميع بات يتحدث عن قدرة البرازيل على سحق النرويج، ليكون لهم ما أرادوا والتقدم في البطولة.
 

ومع مباراة البرازيل والنرويج، أصبح تأهل المغرب أقرب من أي وقت مضى، فقط 7 دقائق كانت كفيلة بمنحهم بطاقة العبور، فحتى الدقيقة 82، كان المنتخب البرازيلي متقدمًا بهدف نظيف.

لكن ما حدث بعد الدقيقة (83) كان كفيلًا بتحويل كل الأمل والتفاؤل والسعادة، لدى أبناء المغرب إلى إحباط وحزن، بسبب مؤامرة بين البرازيل والنرويج لإقصائهم من المونديال.

ففي الدقيقة (83)، أحرزت النرويج، هدف التعادل بشباك السيليساو، الذي فتح دفاعاته ولم يعد لاعبوه يعيرون للمباراة أية أهمية، وكأنهم يقولون للاعبي النرويج “هيا أحرزوا التعادل، ومن بعدها هدف الفوز لنصعد سويًا”.

وهذا تمامًا ما حدث، ففي الدقيقة (90)، أحرزت النرويج، هدف الفوز على البرازيل، لتعود الأسود على إثرها بخيبة أمل، إلى حيث جاءت، بفعل تلك المؤامرة، لكنهم مع ذلك كسبوا احترام الجميع بمستواهم وقربهم من التأهل، لولا ما حدث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى