سياسة

فوضى مؤتمر البام.. صراع أم مسرحية؟

الرباط اليوم

يتجه المؤتمر الرابع للأصالة والمعاصرة إلى تكريس أزمة الحزب بعد أن أضحى العنف والتراشق والإنزالات لغة التواصل في اليوم الثاني من أشغاله. ومن الواضح أن خروج الحزب من تحت دائرة الرعاية الرسمية تركته اليوم مفتوحا على جميع الاحتمالات بما فيها احتمال الانقسام والانشقاق وظهور حزب جديد خارج من رحم التجربة التي كان قد خطط لها لتشكل الحزب الأغلبي. وتناقلت الصور والفيديوهات في اليوم الثاني من المؤتمر مشاهد الفوضى والتدافع والتراشق الكلامي وتناسلت الاتهامات المتبادلة بين مختلف التيارات بمحاولات نسف المؤتمر.

وفي هذا الإطار أصدرت عدد من القيادات بلاغا تحذيريا شبيها بالاستغاثة أثناء أشغال اليوم الثاني من المؤتمر أشارت فيه إلى أنه المؤتمر “يشهد تطورات خطيرة متمثلة في إنزالات مكثفة، عبر حافلات، لغرباء عن الحزب والمؤتمر قصد السطو عليه ومصادرة إرادة المؤتمرات والمؤتمرين”، معتبرا أن هذه “ممارسة مشينة، بالإضافة إلى أنها تسيئ لصورة الديمقراطية التي نسعى إلى توطيدها في بلادنا،فهي تضرب في الصميم العملية الديمقراطية الداخلية“.

كما اعتبر القياديون المرشحون لرئاسة الحزب في بلاغهم أن هذه الممارسات التي وصفها “تمس بسلامة التباري و التنافس الديمقراطيين بين المترشحين لقيادة حزبنا”، معبرين عن استنكارهم واستهجانهم “لهذه الممارسات الشاذة واللاديمقراطية” داعين “القائمين وراءها إلى وقف هذا العبث ونحملهم ولرئاسة المؤتمر كامل المسؤولية وما قد يترتب عنها من نتائج”. ولم تقف لغة البلاغات عند حكماء الحزب بل تحولت إلى حرب بين تيار الشرعية وتيار المستقبل المتصارعين اللذين يعكسان التقاطب بين الأمين العام الحالي حكيم بنشماش والمرشح المنافس له عبد اللطيف وهبي.

وبينما توقفت عملية ضبط الترشيحات ورفعت الجلسات عدة مرات انسحب المرشح هشام الصغير من التباري على الأمانة العامة للحزب لصالح عبد اللطيف وهبي وهو الأمر الذي كان متوقعا منذ البداية باعتبار أن المرشح الشاب كان يحشد التأييد للمحامي السوسي الذي ينافس بنشماش. وفي المقابل أكدت مصادر من داخل الحزب أن ما يجري من إنزالات وصراعات أمام الكاميرات ليس سوى مسرحية معدة سلفا لخلق نوع من الفراغ والفوضى التنظيمية التي ستدفع بسرعة للاصطفاف وراء المرشح المنقذ، الذي يمثله حسب المصادر ذاتها عبد اللطيف وهبي خصوصا بعد أن قرر حكيم بنشماش حسب المصادر ذاتها الانسحاب من السباق حول رئاسة الحزب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى