سياسة

عيوش لبنكران: انتهى زمنك ولا تضيع وقت المغاربة

الرباط اليوم: اشكاين

استنكر نور الدين عيوش، الفاعل الجمعوي ورجل الإشهار، مرامي المبادرة التي تزعمها عبد الإله بنكيران والقيادي الاستقلالي امحمد خليفة التي تستهدف التصدي لمشروع القانون الإطار المتعلق بـ”فرنسة التعليم”، إذ رأى أنها خطوة من ورائها دوافع إيديولوجية صرفة خصوصا أن المشروع صودق عليه مؤخرا.

ويضم التكتل الذي يقوده بنكيران فعاليات من مختلف المشارب السياسية والحقوقية والمدنية لمواجهة مشروع القانون الإطار الذي صودق عليه لأنه “خلف استياء وتذمرا كبيرين بسبب انتهاكه الصريح للفصل الخامس من دستور المملكة، وتهديده لثوابت الأمة المغربية وهويتها ووجودها عبر التاريخ، وتراجعا خطيرا عن أحد أسس الدولة المغربية”، حسب تعبير بيان نهائي صاغه التكتل أمس الخميس بعد اجتماعه بمنزل القيادي الاستقلالي امحمد الخليفة.

ويرى عيوش، في حديث مع “آشكاين”، أن ما يسعى إليه تكتل بنكيران متجاوز لأن الأمر انتهى بعد المصادقة على المشروع من طرف البرلمان، وعوض ذلك “يجب النظر إلى المستقبل وليس إلى الوراء لإثارة المشاكل”، وتساءل: “هل إذا درسنا أولادنا باللغة الفرنسية يُعتبر ذلك تنقيصا و”حكرة” للغة العربية؟”، ليجيب: “أبدا، ومخطئ من يقول ذلك، بل إن الوقت يتطلب منا الآن التدريس باللغة الإنجليزية على اعتبار أن هناك دولا غير أنجلوفونية تنادي بذلك على غرار هولندا وألمانيا والسويد، لأنها لغة المستقبل”.

وبحسب الفاعل الجمعوي المثير للجدل، “على الموقعين على هذه المبادرة أن يلتفتوا إلى المشاكل التي تعاني منها المدرسة المغربية، والبحث عن حلول لها”، معتبرا أن من وراء خطوتهم هذه “دوافع إيديولوجية خصوصا أن الانتخابات على الأبواب”، وأن “وقت بنكيران انتهى ويُضيع وقت المغاربة ويدخل نفسه في المشاكل”.

وشدد عيوش على أنه لا يكن عداء للغة العربية بدفاعه على الفرنسية والإنجليزية، “إلا أن واقع الحال يقتضي الانفتاح على لغات أجنبية إلى جانب العربية التي تعتبر رسمية لكنها ليست مقدسة”، حسب تعبيره، محيلا بنكيران والموقعين معه على دراسة استقت آراء 6000 مغربي حول لغات التدريس التي يفضلونها، قائلا إنهم اختاروا العربية والفرنسية والإنجليزية، وهو ما يعاكس توجهات السياسيين الذين يتزايدون على رغبات التلاميذ، يقول عيوش الذي شدد على ضرورة ألا يقتصر التلميذ المغربي على لغتين فقط، بل الانفتاح على أكثر من لغة، دون نسيان اللغة الدارجة التي تعتبر أقوى من العربية على حد قوله.

ومن بين الموقعين على البيان أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعبد القادر الفاسي الفهري، رئيس جمعية اللسانيات بالمغرب، وعبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، والمقرئ ابو زيد مفكر إسلامي ونائب برلماني، وعبد الرحمان بنعمرو نقيب المحامين سابقا، رئيس المرصد الوطني للعدالة.

وأعلن الموقعون رفضهم لمواد القانون الإطار “التي فرضت اللغات الأجنبية لتدريس المواد العلمية وغيرها في كل أسلاك التعليم، مما يشكل شرعنة قانونية لفرض التدريس باللغة الفرنسية، وتمكينا للمد الفرنكفوني بكل تجلياته في منظومة التربية والتكوين والأخطر من ذلك مختلف مجالات الحياة العامة بوطننا”، حسب بيانهم الذي شددوا فيه على أن وزارة التربية الوطنية أقدمت على إجراءات استباقية انفرادية منفردة بتعميم تدريس الباكالوريا وشهادة الإعدادي باللغة الفرنسية، ناهيك عن فرض هذه اللغة في تدريس العلوم بالابتدائي، في خرق سافر لمنطوق الدستور والمرجعيات الوطنية المتوافق حولها.

كما حذروا “من المخاطر المحدقة باللغة العربية، في ظل سعي مبهم وغير مفهوم وغير مؤسس علميا لفرض التدريس باللغات الأجنبية في التعليم المغربي، بعيدا عن المعرفة العلمية والقراءة الموضوعية لسبل النهوض بالمدرسة المغربية ، وذلك تحت عناوين الهندسة والتناوب والانسجام اللغوي وخلط مقصود بين تدريس اللغات، التي نؤمن بضرورة تعلمها وإتقانها، ولغات التدريس التي وجب أن تقتصر على اللغتين الرسميتين الواردتين في الدستور”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى