الرباط اليوم

عودة الدفء للحياة الاجتماعية والثقافية في ليالي رمضان بالعاصمة الرباط

الرباط اليوم: الجزيرة

أذن المؤذن لصلاة العشاء في أول ليالي رمضان بالمغرب، فهرعت جموع المصلين تلبي النداء. مشاهد اشتاق إليها المغاربة بعد فراق، فرح المصلون بعودة الأجواء، فامتلأت المساجد كلها، واصطفت الصفوف، ورفعت الكفوف لرب السماء، وبرقت العيون بالرجاء وصدحت الحناجر بالدعاء.

بعد سنتين متتاليتين من منع الوباء المغاربة من تبادل الولائم والزيارات، وأداء التراويح بالمساجد والمصليات، عادت مظاهر الحيوية للأنشطة الليلية برمضان.

في أول أيام رمضان بالمغرب ...فرحة بعودة إقامة التراويح بالمساجد/ مريم التايدي/ المغرب / أسلوب حياة / مواد رمضان
في أول أيام رمضان بالمغرب فرحة كبيرة بعودة إقامة التراويح بالمساجد (الجزيرة)

التراويح أولا

أولى مشاهد عودة الحيوية لليالي رمضان بالمغرب بدأت بأداء التراويح من مختلف أنحاء البلاد. وشهدت بعض المساجد بالعاصمة الرباط اكتظاظا كعادتها قبل الجائحة. وعملت مواقع إخبارية محلية على النقل المباشر لعودة التراويح؛ حيث شهدت بعض المساجد إقبالا واسعا.

من مدينة وجدة (شرق المغرب) يقول الصحفي محمد الشلاي للجزيرة نت “إن دينامية ليالي رمضان عادت بشكل عادي جدا. وإن كورونا أصبحت من الماضي، عدنا ولله الحمد لزمن ما قبل كورونا”.

ومن تطوان (شمال المغرب) يقول الصحفي عادل التاطو للجزيرة نت “هناك إقبال كبير على صلاة التراويح خاصة لدى القراء أصحاب تجويد مميز، وامتلاء المساجد في كل الصلوات”.

ونشر عادل بصفحته على فيسبوك تقليدا تعرفه مدينة تطوان، وهو صدح المزمار، أو ما يعرف بـ”الغيطة”، من فوق الصوامع بعد انتهاء صلاة التراويح.

ويوضح عادل للجزيرة نت أن هذا تقليد أندلسي تم الحفاظ عليه من طرف المجالس العلمية، ويتم اختيار مساجد محددة لهذا الغرض.

ومن مدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط، والتي كان بها واحد من أكبر المصليات، تحن ابتسام لأجوائه المتميزة، وتقول للجزيرة نت “بعد إغلاق المصلى الكبير بسلا، تبدو الأجواء مختلفة شيئا ما”. وتستدرك “لكن المشهد في المساجد مهيب، فرحة في وجوه الناس، وأطفال صغار يلبسون لباسا تقليديا وفتيات صغيرات بغطاء الرأس لأداء الصلاة، وهذا شيء جميل كنا قد افتقدناه”.

نساء وأطفال وشباب ..في ليالي رمضان الكل بالمساجد_
إقبال الناس على المساجد يتزايد كثيرا في ليالي رمضان (الجزيرة)

فرحة التلاقي

تعود خليل (30 عام) -وهو مغترب مقيم في دولة أجنبية- أن يلائم عطلته السنوية مع رمضان ليعود للمغرب، لكن الجائحة والإغلاق منعاه من ذلك لسنتين متتاليتين. كانت فرحة خليل كبيرة بتمكنه من قضاء رمضان بحضن عائلته هذه السنة، وأعاد له ولهم دفء التجمع الذي اعتادوا عليه في كل رمضان.

وتقول “ن-ت” قريبة خليل -وهي أم لطفلين تعيش ضمن أسرة ممتدة- للجزيرة نت “بكي خليل من الفرح حين عاد، وتمكنا والحمد لله هذه السنة من اقتسام أجواء رمضان مجتمعين، عمت البهجة، وتشاركنا الاستعداد لرمضان”.

ويفضل العديد من المغاربة المقيمين بالخارج قضاء رمضان بالمغرب، وتجدهم يلائمون عطلهم معه، وذلك لما تمتاز به أجواء الشهر الكريم من عادات وتقاليد.

ويحافظ المغاربة خلال رمضان على التزاور واقتسام مائدة الإفطار، ويحرصون على تبادل الدعوات بالتناوب في بعض العائلات. وتعمد بعض الأسر لتجديد طواقم المائدة وأفرشة الصالونات والستائر أو تنظيفها على الأقل استعدادا لاستقبال الضيوف على مائدة الإفطار.

مقهى بحي يعقوب المنصور بالرباط أول ليالي رمضان_
مقهى في حي يعقوب المنصور بالرباط في أولى ليالي شهر رمضان الجاري (الجزيرة)

المقاهي بارومتر الحركة في ليل رمضان

كانت الإجراءات الاحترازية المرتبطة بالوباء قد أفقدت ليالي رمضان حركتها المعهودة في المغرب، حيث يشهد الشهر تكاثف الأنشطة المتنوعة من عروض بالمسارح وندوات ومحاضرات، ويتوقع وفق إعلانات الندوات والأنشطة عودة تدريجية مشتركة بين الحضوري والافتراضي، كون الأنشطة الرقمية دخلت ضمن السلوك الثقافي للمواطنين.

يقول عادل التاطو إن “الأسبوع الأول يشهد عودة الأنشطة الثقافية تدريجيا لسالف عهدها، ويتوقع أن يشهد النصف الثاني من رمضان ارتفاعا في دورية الأنشطة وديناميتها، من دوريات كرة القدم والأمسيات الثقافية والفكرية والفنية”.

وتبقى المقاهي والمطاعم والساحات العامة مجالا مفتوحا يؤشر لعودة الحياة لليالي رمضان بالمغرب، ووفق رصد أولي أجرته الجزيرة نت في أول يوم رمضان، مثلت المقاهي بارومتر قياس عودة الحركة بليل رمضان، حيث شهدت المقاهي إقبالا.

ويفضل بعض المغاربة الإفطار خارج البيت ومنهم من يضطر لذلك بسبب عمله أو ظروف معيشته، وتقدم المقاهي والمطاعم عروض إفطار متنوعة، فيما يفضل آخرون أجواء الشاطئ والساحات، ولا يمنعهم عن ذلك إلا الظروف الجوية.

وبعد صلاة التراويح يستمر السمر إما بالبيوت رفقة العائلة والأصدقاء، أو خارجها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى