RABATTODAYالرئيسيةوطنية

عندما تمرد واخترق الاتحاد الحقل الرمزي للحسن الثاني

1470561587_650x400
الرباط اليوم: متابعة
دافع عبد الرحيم بوعبيد، وهو وقتها الكاتب الأول للاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، بقوة عن ضرورة ابتعاد الحزب عن اللعب داخل الحقل الرمزي للملك الحسن الثاني. ومن ذلك حكاية أحد اجتماعات اللجنة المركزية للحزب الذي تداول موضوع مظاهر البروتوكول الملكي المبالغ فيها، ومنها قضية تقبيل يد الملك.

لقد تواجه عبد الرحيم بوعبيد مع كل من عبد الرحمان بن عمر وأحمد بنجلون بشأن عنوان من عناوين رمزية الملك في الطاعة والولاء.

غير أن المعركة ستندلع بعد ذلك حينما اختار الفريق الاتحادي المكون وقتها من 15 نائبا برلمانيا رفض ارتداء الزي التقليدي في افتتاح آخر جلسة من جلسات مجلس النواب التي كان يترأسها الحسن الثاني. وفضل الفريق الاتحادي أن يدخل باب البرلمان بلباس عصري بدلا من الجلباب الأبيض والشاشية، التي كان الحسن الثاني قد اختارها بدلا من الطربوش الأحمر التركي.

غضب الملك الراحل مما صدر عن الفريق الاتحادي، ولم يتردد في منعه من متابعة أشغال الجلسة من داخل القاعة العامة، حيث اكتفى نواب الاتحاد بمتابعتها من إحدى القاعات المجاورة، بل إنه كان على أهبة حل حزب المهدي وعمر لأنه «خرج عن جماعة الإسلام»، حسب الملك الراحل..فالاتحاد، حسب تحليل الحسن الثاني الذي سيوظف صفته الدينية باعتباره أميرا للمؤمنين، «هو جماعة ضالة كافرة يلزمها الحد، لأنها ببساطة خرجت عن جماعة الإسلام».

هدأت العاصفة. لكن الاتحاد سيتواجه مرة أخرى مع الملك الراحل داخل حقله الرمزي، حينما سيرفض قرار الملك بتمديد عمر مجلس النواب سنة 1980. وعلى الرغم من أن بيان لجنته المركزية سيعود للاعتذار عن ذلك، فإن الحسن الثاني رمى بالمكتب السياسي للاتحاد في سجن ميسور بعد أن أصدر بيانا يرفض فيه صيغة الاستفتاء في الصحراء التي قال بها الملك. المتتبعون رأوا أن سجن عبد الرحيم بوعبيد ورفاقه لم يكن بسبب الموقف من الاستفتاء، ولكن لأن الاتحاد تجرأ على اقتحام الحقل الرمزي للملكية في المغرب، وهو المتعلق بالبروتوكول والطقوس المخزنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى