RABATTODAYالرئيسيةالرباط اليوم

عبد العزيز.. من الدراسة في آلعاصمة الرباط إلى العدو 3 للمملكة

الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز

الرباط اليوم: متابعة
لاشك أن التحولات الأخيرة والانعطاف “الخطيرة” في العلاقة بين الجارين الشقيقين المغرب وموريتانيا دفعت الكثيرين إلى التساؤل عن هذا التحول خاصة وأن المغرب كانت تربطه علاقات جد طيبة بموريتانيا خاصة في فترة حكم معاوية ولد سيد احمد الطايع.

فما الذي تحول بعد مجيء الجنرال محمد ولد عبد العزيز، أو الجنرال عزيز كما يحلو لبعض الموريتانيين أن يسموه ولماذا تحول هذا الشاب الذي درس في المغرب إلى العدو رقم 3للمغرب، بعد البوليساريو والجزائر، وكيف وصل إلى هذه المرحلة؟

ومن عجائب القدر أن أغلب الذين يعادون المغرب ولدوا أو درسوا أو عاشوا فيه ردحا من الزمن .

المنشأ والدراسة والزواج

ولد الجنرال عزيز في السنغال سنة 1956 لعائلة موريتانية كانت تسكن هناك وبعد فترة عاد إلى وطنه.

لم يفلح محمد كأبناء وسطه في التجارة فكان رأي ابن عمه الضابط اعل ولد محمد فال أن يدخل محمد ولد عبد العزيز العسكر بدل من الجلوس في البيت وفى سنة 1977 دخل بوساطة من ابن عمه اعل إلى العسكرية وبصدفة من صدف الأقدار أرسلته موريتانا في بعثة إلى الكلية العسكرية بمكناس نظرا لقلة الضباط في موريتانيا آنذاك .

كان يتردد الضابط الشاب في الإجازات على المغرب على بيوت الطلبة في الرباط، خاصة في حي “العكاري” والمحمدية وفى الدار البيضاء، وكان محمد يزور بيت ماء العينين ولد أحمد وكانت لماء العينين ابنة تدعى “تكيبر” وقد تزوجها .

الولاء للرئيس ولد الطايع

كان معاوية رجلا أمنيا بكل المقاييس وكان لا يثق بأحد لذلك وإمعانا في الحيطة والحذر جرد الكثير من الوحدات من السلاح كالهندسة العسكرية والمنطقة العسكرية السادسة وقيادات الحرس والدرك وقيادة أركان الجيش، وأنشأ الحرس الرئاسي المكلف بحمايته الشخصية وهو المعروف اختصارا بـ “بازيب”.

وتم اختيار أفراد هذا الجهاز بعناية من قبائل الولاء كالسماسيد وأولاد غيلان واديشلي و بعض المخلصين، بعدها فكر معاوية في ضابط يمكن أن يشرف على الحرس الرئاسي وهو ضابط في نظر معاوية يجب أن يكون من نوع خاص، ولأن التكوين المغربي منح ولد عبد العزيز الأفضلية تم اختياره.

كما كان له نسب وصهر في السماسيد لتزوجه من تكيبر بنت ماء العينين ولد أحمد، وحتى ماء العينين ضمن ولاء محمد لمعاوية وبارك ابن عمه اعل الخطوة وجاءت تقارير المخابرات والأمن تؤكد خلوه من فيروس الطموح فعينه معاوية قائدا للحرس الرئاسي بعدما خبره كمرافق عسكري.

الانقلاب على معاوية

كان انقلاب ولد حننا في 8 يونيو عام 2003 بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لنظام ولد الطائع فدقت آخر مسمار في نعشه أدرك ولد عبد العزيز أن رأسه سيكون من الرؤوس اليانعة وسيقطف عند أول انقلاب فبدأ يتلمس رقبته، أبان الانقلاب حقيقة أن لا أحد محمي وأن معاوية باتت أيامه معدوده، ووصل معاوية من الهيستيريا حدا لا يطاق.

وأصبح ولد عبد العزيز خائفا يترقب خاصة أن معاوية رقّاه إلى رتبة عقيد بعد فشل محاولة حننّ وزاد تسليحَ وحداته، كان محمد حين يسافر معاوية يقوم بحشد قوات الحرس الرئاسي على الطرقات وفوق المباني المحيطة بالمطار ولدى عودة معاوية كان يسأله عن تلك المظاهر فيقول: تحسبا لأي طارئ خاصة وأن ولد حننا لا تؤمن بوائقه فيُسر معاوية من إخلاصه في حين كان يضمر الرجل ما يظهر للتخلص من رئيسه، وكانت تلك الحركات عبارة عن بروفات لمحاولة الانقلاب .

كان محمد يفكر في زيارة معاوية للنعمة لتدشين المطار منتصف شهر غشت لتنفيذ خطته فجاء موت ملك السعودية فهد هدية من الأقدار، فأحكم الرجل سيطرته خصوصا أن الوضع كان هشا، وكان محمد هو المتحكم في مفاصل الأمن ذلك أن الحرس الرئاسي يأتمر بأمره بتعليمات مباشرة من معاوية وكان الحرس الرئاسي وحده المسلح وكان أفراده يطيعون ولد عبد العزيز طاعة عمياء فقام بتوزيعهم بحجة تهديد خارجي وأفشى لبعض خاصته الأمر فوافقوه .

وبهذا أصبح ولد عبد العزيز رقما في معادلة الانقلابات العسكرية العربية، والانقلابيون غالبا ما يكون لهم طموح يلفه الجنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى