عبد الإله بنكيران و”الأخطاء” السبعة القاتلة

الرباط اليوم: حسن طارق
أبرز حسن طارق، أستاذ العلوم السياسية، العديد من جوانب القوة في شخصية عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ووصفها بكونها “أخطاء” أسهمت في الوصول لما نحن عليه اليوم.

الخطأ الأول، يوضح طارق، في مقال رأي نشرته يومية ” أخبار اليوم” في عددها ليوم الاثنين 20 مارس، هو “تمرد ابن كيران على الصورة النمطية للنخبة بمعايير “جون واتربوري” واحتفاظه بنمط حياة شكل لوحده، كما انتبه إلى ذلك الأستاذ محمد الناجي، أزمة ضمير أخلاقي لدى النخب المخملية السعيدة بهكتارات الريع ومنافع خدام الدولة ومزايا الريع، والأرصدة السمينة بالداخل والخارج”.

وتابع أن الخطأ الثاني، يتعلق بــ”تملك ابن كيران لكاريزما سياسية استثنائية داخل محيط يعج بأشباه السياسيين من فاقدي القرار، بشكل أصبح معه شخصية لا يمكن التعامل معها بحياد أو عدم اكتراث، ذلك أن حضوره يستدعي بالنسبة إلى العموم بالضرورة اتخاذ موقف ايجابي أو سلبي”.

واعتبر الكاتب، أن الخطأ الثالث، يتجلي في “تحول ابن كيران إلى حالة تواصلية غير مسبوقة، بخطاب قوي مختلف عن المعجم الباهت والخشبي للتواصل السياسي المألوف، وبنبرة خاصة وشخصية استطاعت أن تخلق تواطأ حقيقيا مع جمهور المواطنين عبر شبكة من الرموز والاستعارات والتعابير”.

أما الخطأ الرابع، فهو حسب طارق، “خرق ابن كيران لقاعدة الكتمان التي تحكم منطق الولوج إلى المسؤولية، وقدرته على التنقل السريع والتلقائي بين سجل الخطاب “السلطاني” ومقتضيات الأعراف “المخزنية” ومتطلبات الموقع الحكومي، وبين سجل الفاعل الحزبي الذي لم يحوله المنصب السياسي إلى مجرد موظف محكوم بقيود التحفظ”.

الخطأ الخامس، حسب طارق، هو “قيادة ابن كيران للعدالة والتنمية نحو ثلاث نجاحات انتخابية متتالية، لم ينتصر خلالها حزب “المصباح” على مجرد خصوم، بل انتصر فيها على قواعد وثوابت هندسة سياسية لنظام انتخابي، وُضع لكي يعمق من هشاشة المؤسسات المنتخبة ولكي لا يفرز أي قوة انتخابية من شأنها الحد من هامش حركة النظام السياسي”.

وأضاف أن الخطأ السادس، هو “تمسك ابن كيران بثوابت البلاد ومؤسساتها، وعلى رأسها المؤسسة الملكية، واعتناقه خيارا إصلاحيا، ونهجا توافقيا وخطا معتدلا مع ترجيح محسوم لمنطق العمل المؤسساتي”.