ثقافة وفنون

طيبة (مصر)

4ca1d7f2c39a4c1da7371d6872a9281d

الرباط اليوم: يوسف شوني

هي طيبة
و فعلا إسم على مسمى، علاقتنا بها من الصغر، فمن منا لم يتشبع بثقافتها و عاش قصصها من قطز و صلاح الدين الايوبي إلى رية و سكينة و خط الصعيد و حرب اكتوبر و غيرها لن القصص. لها مسميات عدة لكن تبقى افضلها ” أم الدنيا ” لتاريخها المديد.
لكن كانت لي تجربة خاصة معها فاول ما وطأت قدماي تلك الارض الطيبة كمنسق لمشروع ” شباب من أجل التغيير” المنظم من طرف مكتبة الإسكندرية؛ والذي بسببه استطعت زيارة هذا البلد و كذا التعرف على شباب 8 دول اخرى كانت مشاركة في المشروع بالإضافة إلى مصر و المغرب، كانوا نِعْمَ السفراء لبلدانهم.
كانت اول مدينة ازورها هي الاسكندرية بشطها الساحر و بعدها القاهرة بتاريخها الجميل و أناسها الطيببين.
فمن لم يزر الحسين و الخان الخليلي و قلعة صلاح الدين الايوبي و الاهرامات و كايروفيستيڤال فقد فاته الكثير. لانك في يوم او يومين ستسافر آلاف السنين، و ترى تعاقب الحضارات و كيف كل حضارة استفادت و احترمت الاخرى و حافظت على كنوزها.
بعد ذلك كانت لي فرصة لزيارة شرم الشيخ الرائعة و ذهب التي من سمها بهذا الاسم لم يكذب لما تزخر به من كنوز سمكية و شواطئ رائعة للغطس و جبال غاية في الجمال.
و بعدها توجهت للاقصر التاريخية و اناسها البسطاء و معابدها الخيالية و مدافن الفراعنة التي حيرت العلماء بهندستها روعتها.
أما بورت غالب و الغردقة فهي جنان فوق أرض الله فشواطئها فاقت جمال ميامي و جزرها لآلئ وسط البحر.

كل هذا الجمال و البهاء زاده رونق الموسيقى المتنوعة في كل بقاء هذه الأرض الطيبة من عود و كلاسيكيات و ربابة و غيرها ففي كل مكان تجلس فيه إلى و يطربوك بترانيم من عالم جميل.

و لكي لا انسى اجمل شيء و اختم به لأنه هو كنه الموضوع، فالكل يشهد بطيبوبة اهل طيبة الذين ما ان يكتشفوا انك مغربي إلا و ياخذوك بالاحضان و يفرشون لك الارض وردا. فكل ما اتعرف على إنسان جديد و صديق لربما لم تربطني به سوى رحلة او سفارى او جلسة على مقهى إلا و يقدم لك كل مساعدة و يعزمك على شيء. و الغريب اني ذات يوم طلبت من احد عمال إحدى الفنادق التي كنت فيها ان يرافقني في زيارة بورت غالب و بعد ذلك عزمته على العشاء و في النهاية قام هو بدفع الثمن رغم ان مرتبه بسيط للغاية لكنه اسر على ذلك و قال لي انت ضيف، حينها اكتشفت كيف انا هؤلاء الناس استطاعوا ان يتغلبوا على كل مشكلهم الاقتصادية و غيرها بتعاونهم و بإيمانهم القوي و كيف ان طيبتهم وصلت إلى هذا الحد.

هذه شهادة صدق في أناس عاشرتهم و للأسف هناك إعلام يحاول ان يوصل لنا ان المصريون هم اهل نصب و سيؤون و انا مصر غير مستقرة أمنيا.
لكن اقسم لكم بالله اني لما زرتها 3 مرات مأخرا شاهدت بأم عيني الأمن و الأمان والجمال و الطيبة في هذه البلد الطيبة. حفظها الله وبارك فيها هي و بلدي الأم المغرب و كل البلدان العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى