مجتمع

شهادات حارقة لمرحّلين من سبتة

الرباط اليوم

رصاص مطاطي وغازات مسيّلة للدموع.. ليلة لم تكن ككل الليالي بعد اجتياز نحو 6 آلاف مغربي، من بينهم 1500 قاصرا، السياج الحدودي الفاصل بين الفنيدق وسبتة المحتلة من جانب البحر والسياج الفاصل بين قرية بليونش قبل أن يتم ترحيلهم على دفعات، في الوقت الذي انقطعت أخبار شباب آخرين عن أهاليهم.

وصلوا إلى سبتة سباحة واعتمدوا على القوارب المطاطية لإيصالهم إلى وجهتهم، غير أنّ طريق العودة لم يكن مفروشا بالورود، مثلما كشفت مصادر محلية من عين المكان في حديثها لـ “الأيام 24″، مؤكدة أنّ القوات العمومية الإسبانية قامت بإطلاق أعيرة نارية تحذيرية ردّا على الحجارة المتناثرة في اتجاهها، كما حاصرت مدرعات الجيش الإسباني شواطئ سبتة المحتلة.

مصادر “الأيام24” باحت بالقول إنّ خراطيم الغازات المسيّلة للدموع لم تفرّق بين الشباب والرجال والنساء والأطفال بل جمعت الكل في سلّة واحدة، في حين رفع شباب مرحّلين من سبتة، صوتهم عاليا، وهم يمنّون النفس بأن تصل صرختهم إلى الملك محمد السادس.

من المرحّلين من لم يذق طعم اللقمة ليومين ومنهم من فقد عينه ومنهم من لم يسلم من الإعتداء بالضرب، تردف المصادر ذاتها في إشارة منها إلى أنّ اليأس تسلّل إلى قلوب المرحّلين، وهم يعرضون حقائق حارقة عما أسموه “المعاملة المهينة” في حقهم من طرف الحراس المدنيين الإسبانيين.

وطفت عبارة “الجوع” و”الإذلال” بقوة على لسان بعض المهاجرين ممن حاولوا توجيه رسالة واضحة إلى الراغبين في العبور إلى الثغر المحتل، وهم ينصحونهم بعدم المغامرة بالهجرة نحو المجهول.

تصريحات حارقة، حملت بين طياتها مجموعة من الكلمات التي تترجم الأسى، خاصة تلك التي فاه فيها مرحّلين من سبتة بالقول إنّ فتيات ممن غامرن بالهجرة في رحلة الهروب الجماعي، وجدن أنفسهن ضحايا في قبضة التحرش والإغتصاب بعد استباحة أجسادهن دون رحمة أو شفقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى