RABATTODAYالرئيسيةالرباط اليوم

شالة أو سلا الرباط عروس المعالم التاريخية

79e61294893853d
الرباط اليوم: سارة الشملي
لا يمكن للسائح أن يمر بالعاصمة المغربية الرباط دون زيارة منطقة شالة التي تعتبر عروس المعالم التاريخية الموجودة في المغرب.

وظلت هذه المنطقة ذات جاذبية خاصة لعدة قرون، ومازال موقعها الجغرافي وفضاؤها الخلاب يثير شغف السائحين الذين يتوافدون عليها من كل مكان.

وتتربع شالة على ضفة نهر أبي رقراق الذي يفصل الرباط عن جارتها مدينة سلا ويصب في البحر المتوسط .

أما خلال السنوات الماضية، فقد أصبحت شالة ملاذا للأسر ولسكان العاصمة الرباط، حيث يذهبون إليها بعد ظهر كل يوم جمعة لقضاء أوقات ممتعة وسط طبيعة هذا المكان المعروف بجماله واتساع مساحته.

ففي القرن السادس قبل الميلاد، كانت شالة عبارة عن مدينة صغيرة شهدت تطورات متباينة من عصر إلى عصر، قبل أن تصبح مقبرة لبعض الملوك، وتضمن المكان في ذلك الحين مسجدا وأماكن للوضوء تحولت فيما بعد إلى بحيرة صغيرة للأسماك لا تزال قائمة حتى الآن.

ولا يزال الزوار، وخاصة الأطفال منهم، يفضلون إلقاء قطع نقدية معدنية بداخل هذه البركة، نظرا لإيمانهم ببعض المعتقدات التي تضفي قداسة عليها، والتي يقول أصحابها إنه يمكن هناك لأصحاب الحاجات قضاء حاجاتهم .

وكل ما بداخل شالة، التي تمتد مساحتها للعديد من الهكتارات، يغري بالزيارة من أشجار شاهقة تعود إلى عدة قرون وأسوار تشهد على حقب تاريخية متميزة مرت بها هذه المنطقة.

وتتولى إدارة خاصة تابعة لوزارة الثقافة المغربية العناية بهذا الموقع الأثري المهم وصيانته، حيث بات مطلوبا من الزوار سداد رسوم مادية لزيارته من أجل تغطية تكاليف الصيانة وغيرها، باستثناء أيام الجمعة، وخلال أيام الأعياد الدينية التي يكون فيها الدخول مجانا.

والى جانب الزوار العرب والأوروبيين الذين يقصدون تلك المدينة الساحرة فتقوم المدارس المغربية بتنظيم رحلات خاصة لطلابها للوقوف على أسرار منطقة شالة التي يحكى أن هناك من السلاطين من أهملها ومنهم من اعتنى بها، ولكن الحقيقة المؤكدة أن كل ما في هذه المنطقة يشهد أنها كانت مليئة بالحيوية طيلة القرون الماضية وأنها ستظل شاهدة على تاريخ الأقوام المختلفة التي مرت بها وعاشت بداخلها.

ويذكر بعض المؤرخين أن الفينيقيين اختاروا الموضع الذي تشغله شالة الواقعة جنوب الرباط الحالية كأول نقطة للماء قابلوها قرب المصب التي أصبحت عاصمة الفينيقيين، وكانت هذه المنطقة بمثابة المركز التجاري للفينيقيين في المغرب الأقصى.

برز اسم سلا في العصر الروماني، وفي المنطقة المحيطة والمجاورة للرباط التي أنشئت في العصر الإسلامي.

واستمرت سلا القائمة قبالة موضع الرباط الحالية مزدهرة في العصر الروماني، وحدث أن تقلصت مكانتها بعض الشيء عند ظهور الوندال، ولم تلبث أن استعادت مكانتها في العصر البيزنطي.

كانت شالة أهم المدن التي ارتبط بها موقع المدينة التي ستسمى فيما بعد برباط الفتح تاريخياً التي كانت حتى ظهور دولة المرابطين مجرد منطقة فضاء تقع شمالي مدينة شالة وترتبط بها إدارياً وتاريخيا.

وبلغت شالة أوج عظمتها في أوائل القرن الثالث الميلادي، إذ كانت المرسى الوحيدة للمراكب الشراعية الرومانية التي تمد الرومان بسائر غلالها الزراعية وتستجلب منها أنواع المتاع وضروب المصنوعات الرومانية.

تلك المدينة الاثرية الجميلة ترقد بجانب الآثار الرومانية والآثار الإسلامية، وترجع بعض الدراسات اسم شالة إلى الاسم القديم لنهر سلا ، وهو الذي يسمى الآن نهر أبي رقراق.

وهكذا يكون هناك تبادل للأسماء وللأدوار، ذلك أنه في مرحلة لاحقة اتخذت مدينة سلا هذا الاسم من مدينة شالة الرومانية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى