وطنية

سموم الشاي.. حماية المستهلك تطالب بحماية المغاربة

الرباط اليوم

عبرت جمعيات حماية المستهلك، عن دعمها لفرض معايير مغربية على منتجي الشاي، معتبرة أن ذلك يخدم مصالح المستهلك المحلي، الذي يفترض في المؤسسات التي يهمها الأمر حماية صحته.

وأشار بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، في تصريح لـ”تيل كيل عربي”، إلى أنه يفترض في المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، إلزام المصنعين باحترام المعايير اعتبارا من يوليوز المقبل.

ولاحظ بأن المعايير التي يضعها المكتب الوطني للسلامة الغذائية يستشير بشأنها المهنيين، الذين يبقى رأيهم استشاريا خلال الاجتماعات التي تعقد قبل وضع المعايير.

ووضع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية معايير يفترض في مستوردي الشاي الامتثال لها اعتبارا من يوليوز المقبل.

وكان المكتب وجه رسالة للمعنيين في فبراير الماضي، يشدد فيها على تبني معايير حول الحدود القصوى لبقايا المبيدات في تلك السلعة الغذائية.

وكانت “تيل كيل” قد قامت ما بين شهري دجنبر2017  ويناير 2018، وتحت إشراف مفوضقضائي، بتحليل عينات من الشاي الذي تسوقه 11 علامة تجارية الأكثر حضورا في المراكز التجارية الكبرى لدى مختبر أوروبي مستقل. 

ويتعلق الأمر بالعلامات التجارية: سلطان، بارود،الحفلة، المسك، هدية مربوحة، هدية ضيفان،الصويري، القافلة، الشاقور، السبع، ومياز، آخرعلامة التحقت بالسوق المغربية.

وأظهرت التحليلات التي خضعت لها 11 ماركةمغربية أنها ملوثة بحوالي 30 مبيدا، بعضهايشتبه في خطورتها على الصحة. وقد تصل نسبةالمبيدات إلى 150 ضعف الحد الأوروبيالمسموح به، كما أن الشاي الأخضر الصيني لايراعي مقتضيات  الدستور الغذائي، وهو معياردولي وضعته منظمة الصحة العالمية ومنظمةالأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO).

وعبر مصنعون للشاي بعد الإعلان عن معايير مغربية عن صعوبة الامتثال لها، مشيرين إلى أن الصينيين الذي يفترض فيهم مراعاة المعايير المغربية، يرون أن السوق المغربي الذي يمثل بالنسبة لهم 70 ألف طن،لا يشكل رهانا كبيرا.

وبلغت واردات المغرب من الشاي الأخضر في العام الماضي 2,06 مليار درهم، مقابل 2,14مليار درهم في العام الذي قبله، بينما انتقلت الكميات المشتراة من 72587 طن إلى 75621طن.

ويذهب مصدر من المهنيين في تصريح لـ”تيلكيل” إلى صعوبة توفير الشاي بالمعايير المطلوبة من قبل الصينيين، في نفس الوقت الذي يشير إلى تأثير ذلك على الأسعار.

ويرى المصدر أن الأمر يتجاوز مسألة السعر، كي يشكل تهديدا للقطاع الذي يوفر ما بين 3000 و4000 فرصة عمل، بحوالي 20 مصنعا متواجدا في المغرب.

ويؤكد وديع مديح، الكاتب العام للفيدرالية الوطنية لجمعيات المستهلك، في تصريح لـ”تيل كيل عربي”، على أنه يجب الامتثال للمعايير التي وضعها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، بما يساعد على حماية صحة المستهلك من السموم التي يمكن أن يحويها الشاي المستهلك.

ويشدد على أنه لا يمكن للمصنعين المغاربة الاحتجاج بتبرم الصينيين من الاستجابة للانشغالات المغربية، على اعتبار أن مزارعي البلد الآسيوي اعتادوا على احترام المعايير التي يعمل بها الأوروبيون أو الأمريكيون، المنشغلون بحماية صحة المستهلك.

ويرى أنه لا يمكن الاحتجاج باحتمال ارتفاع الأسعار في حال العمل بالمعايير الجديدة، داعيا المصنعين إلى العمل على تقليص هوامش أرباحهم من أجل حصر الأسعار في مستوى يراعي القدرة الشرائية للمغاربة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى