RABATTODAYالرئيسيةرياضة

#زيرو_ذهبية.. متى يعلن محمد السادس حالة الاستثناء في الرياضة؟

14051589_899517360148546_6171824232771813553_n
الرباط اليوم: متابعة
لم يكن الراحل الحسن الثاني، و هو المنتشي حينها بحماسة كبيرة بجلوسه على العرش، أن “يهينه” الفريق البرلماني للإتحاد الوطني للقوات الشعبية ويعلن في وجهه العصيان وهو يفتتح إحدى دورات البرلمان.

الحسن الثاني أحس بالمهانة، ولم يكن يتصور أن ينزع الاتحاديون اللباس التقليدي الرسمي المتمثل في الشاشية الحمراء و الجلباب الأبيض و السلهام، في افتتاح دورة برلمانية يترأسها الملك، وعوضوا ذلك بلباس عصري.

وشكل هذا الحدث بداية معركة بين الراحل الحسن الثاني و المعارضة البرلمانية المتمثل في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي سيتحول اسمه لاحقا إلى الاتحاد الاشتراكي، بعدما حاول الاتحاديون سنة 1964 إسقاط حكومة الحاج محمد با حنيني عبر تقديم ملتمس رقابة، في تحدي صريح لحكومة صاحب الجلالة، ليستمر بعد ذلك مسلسل شد الحبل بين القصر و المعارضة، و الذي تلته أحداث الدار البيضاء وسقوط المئات من ضحايا الكوميرا كما سماها إدريس البصري، ليعلن الراحل الحسن الثاني شهران بعد هذه الأحداث في مارس 1965 حالة الاستثناء، وحل البرلمان معلنا نفسه حاكما وحيدا للمملكة.

ما بين 1965 و 2016، 51 سنة، غير أن “المهانة” التي شعر بها الحسن الثاني في صراعه مع حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية، يشعر بها اليوم المغاربة جميعهم، وهم يرون كيف عادت البعثة المغربية من الألعاب الأولمبية ببرونزية يتيمة، في أحد أسوأ النتائج التي حققها المغاربة منذ أولمبياد لوس أنجلس 1984.

مجموعة من الظرفاء قبل بداية الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ثورة الملك و الشعب، تمنوا لو أن الملك خصص خطابه كاملا للحديث عن “النكسة” الكبيرة، و المطالبة بمحاسبة الجامعات الرياضية التي تصرف لها الملايير سنويا دون أن تقدم أبطالا للمغاربة. فيما ذهب آخرون إلى حد مطالبة الملك بإعلان حالة الاستثناء في المجال الرياضي وحل جميع الجامعات، تيمنا بحالة الاستثناء التي أعلنها الحسن الثاني سنة 1965 حينما حل البرلمان، وعلق العمل بالدستور وحكم البلاد وحيدا.

ومن بين المفارقات الطريفة في أولمبياد ريو، حصول منتخب جامايكا لألعاب القوى على 11 ميدالية أولمبية في أم الألعاب منها 6 ذهبيات، و لم يكلفوا حكومة بلادهم سوى 7 ملايير سنتيم مغربية، في الوقت الذي تصل ميزانية الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى 13 مليار سنتيم سنويا، أي ضعف ميزانية جامعة جامايكا لألعاب القوى، دون أن نحقق أي ميدالية.

بلغة الأرقام و المقارنات، احتل المغرب خلال أولمبياد ريو 2016 المرتبة الـ 78 عالميا، و السابعة عربيا، خلف البحرين في المرتبة 48 و الأردن 54 و الجزائر 62 وقطر 69 ومصر وتونس في المرتبة 75.

في دورة روما 1960 حل المغرب في المرتبة 39 عالميا، وفي أولمبياد لوس أنجلس 1984 حل المغرب في المركز الـ 18 بفضل ذهبيتي سعيد عويطة ونوال المتوكل، وهي أحسن ترتيب حصل عليه المغرب، بينما حل في دورة سيول 1988 في المرتبة الـ 27 عالميا بفضل ذهبية إبراهيم بوطيب في سباق 10000 متر وبرونزيتي سعيد عويطة في 800 متر و عبد الحق عشيق في الملاكمة.

وفي دورة برشلونة 1992 حل المغرب في المرتبة 31 عالميا بفضل ذهبية خالد السكاح، فيما حل المغرب في المرتبة السبعين في دورة أطلنطا 1996، و المرتبة 59 في أولمبياد سيدني 2000 بفضل فضية الكروج و 3 برونزيات لنزهة بيدوان و علي الزين و الطاهر التمسماني في الملاكمة.

واحتل المغاربة في دورة أتينا 2004 المرتبة الـ 38 عالميا بفضل ذهبيتي هشام الكروج في 1500 و 5000 متر وفضية حسناء بنحسي في 800 متر، ليتراجع في دورة بكين 2008 إلى المرتبة الـ 64 بفضل فضية جواد غريب وبرونزية حسناء بنحسي.

وفي دورة لندن 2012 حل المغرب في المرتبة الـ 78 عالميا إلى جانب أفغانستان بميدالية يتيمة أحرزها عبد العاطي إيكيدير في سباق الـ 1500 متر، ليتكرر نفس السيناريو في 2016 في أولمبياد ريو ليحتل المغرب المرتبة 78 بنحاسية يتيمة أحرزها محمد الربيعي في الملاكمة.

كينيا (16 عالميا)، جمايكا (17)، كوبا (18)، اوزبكستان (21)، كازاخستان (22)، كولومبيا (23).. المغرب (78).. هذه كلها دول تتقاسم معنا نفس التحديات و المشاكل الإجتماعية و الاقتصادية، غير أنها تفوقت علينا كثيرا في الرياضة، و كأن مملكة الـ 34 مليون نسمة لم تستطع أن تنجب بطلا أولمبيا واحدا، أفلا تستحون؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى