RABATTODAYالرئيسيةالرباط اليوم

رمضان بالرباط: أجواء دينية ومناسبة لتعزيز قيم الأخوة والتضامن

85cb8730-f544-4f30-8262-8c24192214d9_16x9_600x338
الرباط اليوم
تعيش ساكنة العاصمة الرباط خلال شهر رمضان العظيم، شهر التبرك والتضامن وتعزيز الروابط الأسرية، أجواء رمضانية دينية.

فالمدينة التي تعرف حركة دؤوبة غير معتادة تستقبل شهر القرآن في جو متميز تطبعه العبادة وتكريس العبادات الدينية والعادات الاجتماعية وتعزيز قيم التضامن النبيلة، حيث يزداد التعلق بالدين وارتياد بيوت الله للصلاة وقراءة القرآن الكريم، ويكثر الإقبال على الفضاءات الثقافية والتجارية.

ولا يختلف استقبال ساكنة العاصمة لشهر الصيام عن غيرها من سكان المدن المغربية الأخرى، إذ تستعد له جيدا أياما قبل حلوله من خلال اقتناء ما يلزمهم من حاجيات لإعداد مختلف أنواع الحلويات والأطباق الغنية لتزيين مائدة الإفطار بوصفات لذيذة تفننت في إعدادها النساء الرباطيات.

ومائدة الإفطار الرمضانية لدى الأسر الرباطية تحافظ على العادات والتقاليد، فإضافة إلى “الحريرة” التي تعتبر أكلة رئيسية مشتركة بين المغاربة، يتفنن الرباطيون بتزيين المائدة بأكلات خفيفة كالتمر والحليب والبيض و”الزميطة” و”الشباكية” و”البريوات”.

وتفضل الأسر الرباطية، خلافا لبعض العادات السائدة بعدد من المدن المغربية التي تعتمد وجبة الفطور وجبة رئيسية، تقديم وجبة فطور خفيفة تليها وجبة العشاء التي تتكون عادة من أطباق غنية ولذيذة أهمها السمك أو اللحم وسلاطات متنوعة يعقبها بعد ذلك بساعات احتساء شاي مع “البغرير” أو “الرغايف” أو “الزميطة”.

ويتناول أهل الرباط في وقت متأخر، وجبة السحور التي تتكون عادة من “الشفار” وهو عبارة عن خبز يقطع إلى أجزاء صغيرة، يغمس بالحليب ثم بخليط البيض ويقلى في الزيت ويقدم مع الشاي.

وعلى غرار باقي مدن المملكة، فإن استقبال هذا الشهر الفضيل يشكل لدى الرباطيين التزاما دينيا واجتماعيا، إذ تتحول ليالي رمضان إلى لحظات عبادة بعد الإفطار وأداء صلاة التراويح، حيث تعرف مساجد المدينة المتعددة والعريقة ولاسيما مسجدي “السنة” و”حسان” إقبالا كبيرا للمصلين من كافة الأعمار لأداء صلاتي العشاء والتراويح، حيث يصعب على المصلي أن يجد مكانا له داخل المسجد وتمتلئ جنبات الشوارع بصفوف المصلين في مشاهد جليلة تجعل الإنسان يتمنى أن تكون أيام الله كلها رمضان.

وبعد أداء الصلاة تبتدئ أجواء الاحتفال والترفيه والترويح عن النفس لتمتلئ المقاهي التي تعرف اكتظاظا ملحوظا بالزبناء لتناول بعض المشروبات وتجاذب أطراف الحديث، كما تشهد بعض الفضاءات تنظيم أمسيات تنشيطية للأطفال والشبان بالمنتديات والنوادي.

ويحرص الرباطيون على أداء فرائض الصلاة بالمساجد التي يتلى فيها القرآن الكريم وتلقى فيها دروس الوعظ والإرشاد.

كما يتميز رمضان بالرباط، بالإضافة إلى طابعه الديني والأجتماعي والترفيهي، بطابعه التجاري، إذ تعرض الأسواق والمتاجر المتمركزة ببعض شوارع العاصمة وأزقتها الشعبية وخاصة المدينة العتيقة كل ما يشتهي الصائمون من أكلات وفواكه وحلويات متعددة الأشكال، فتغص قبل ساعات من وقت آذان صلاة المغرب بالباعة المتجولين الذين يعرضون سلعهم داخل أروقة المدينة العتيقة، ويشتد زحام المتسوقين تضيق معه الشوارع والأزقة.

وفي الوقت الذي يفضل البعض التوجه إلى شوارع المدينة العتيقة خصوصا “السويقة وسيدي فاتح والجزاء” حيث تجوبها أفواج هائلة من سكان المدينة وضواحيها لاقتناء مستلزمات مائدتي الإفطار والسحور أو لارتياد المحلات التجارية التي تعرض أشكالا من الملابس التقليدية الأصيلة التي تتميز بها العاصمة عن باقي المدن المغربية ولاسيما “الجلباب الرباطي”، يكتفي البعض الآخر بالتوجه إلى “الأسواق الممتازة”.

وتقوم بعض العائلات الميسورة، خلال هذا الشهر الفضيل، بإفطار الأشخاص المعوزين، فضلا عن إقامة موائد إفطار جماعي من طرف جمعيات خيرية تعمل على توزيع المؤن على الأسر المعوزة كالسكر والزيت والحليب، إضافة إلى تنظيم بعض مقاهي المدينة لموائد إفطار “موائد الرحمان”.

ويبقى شهر رمضان المعظم مناسبة لوصل ما انقطع طوال العام من “وشائج الرحم” مع الأهل والأقرباء، عاكسا بذلك سمة مميزة للأسر الرباطية، حيث تكثر الزيارات العائلية في نهار رمضان ويتم لم شمل أفراد الأسرة حول مائدة واحدة كمظهر اجتماعي تتميز به الأسرة المغربية عامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى