سياسة

حكام الجزائر منشغلون بالمغرب والمغرب منشغل بنجاحاته

الرباط اليوم

تابعت أطوار المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة من البداية حتى النهاية

أغلب حديثه كان يدور عن الصحراء و البوليساريو و ما يسميها “الجمهورية الصحراوية ” و اعتراف ترامب بالسيادة المغربية على الإقليم و رفض إدارة بايدن التراجع عن القرار،علما أن المؤتمر يفترض أنه مخصص لما يسميها الوزير “الأعمال العدائية للمغرب” ضد الجزائر.

هذا يعني أن كل هذا السيل من الاتهامات الكاذبة التي حاول النظام العسكري في الجزائر إلصاقها بالمغرب طيلة الأيام الماضية سببه الرئيسي الانتصارات الدبلوماسية و حتى العسكرية التي حققها المغرب في هذا الملف.

دبلوماسيا بجعل أقوى دولة في العالم تعترف بسيادته على صحرائه، وبإقناع عشرات الدول العربية و الإفريقية و أخرى من مناطق عدة في هذا العالم بفتح قنصليات لها في مدينتي الداخلة و العيون.

و عسكريا بطرد ميليشيات جمهورية “الكاو كاو و الزريعة” من معبر الكركرات و تمديد الخط الدفاعي المغربي حتى الحدود مع موريتانيا، وإجراء مناورات عسكرية ضخمة على أرض الصحراء مع الجيش الأمريكي في مدينة المحبس عند الحدود مع الجزائر.

بمعنى آخر لا الحرائق و لا القبائل و لا التصريحات الدبلوماسية لوزير الخارجية الاسرائيلي و لا السفير عمر هلال و لا التطبيع و لا العلاقات مع إسرائيل و لا حركة الماك و لا رشاد سبب ارتفاع ضغط حكام الجزائر.

تقزيم التدخل الجزائري في قضية الصحراء و تضييق هامش مناوراته في هذا الملف، و أقناع المجتمع الدولي بجعله يتذيل أولويات أجندة العالم،و عدم اهتمام الأمم المتحدة بتعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء كلها عوامل جعلت النظام الجزائري يفقد البوصلة.

هذا دليل آخر على تخبط و ارتباك هذا النظام الذي يدعي حياده في هذا الملف،و في نفس الوقت يسمي حفنة من المليشيات تحت خيام تندوف “جمهورية عربية صحراوية ديمقراطية عظمى” يحلم بانفصالها عن المغرب ليتسنى له تصدير الغاز و الفحم عبر المحيط الأطلسي.

تخبط النظام الجزائري و تناقضاته أصبحت واضحة للمواطن الجزائري قبل غيره، فحكام الجزائر منشغلون بالمغرب و المغرب منشغل عنهم بنجاحاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى