وطنية

حقائق مثيرة.. الفتاة التي كانت ستفجر البرلمان تخرج عن صمتها

الرباط اليوم: الأيام24

“… أنا من مواليد فبراير 1989، فتاة تعرضت للاستغلال من طرف أفراد متطرفين، شحنوا دماغي بأفكارهم الهدامة وعلموني الدين بطريقة خاطئة، كان سني 13 سنة، والذي ساعدهم على استغلالي هو الفقر واليتم والجهل لأني لم أكمل تعليمي وعشت أياما من الضياع والتشرد. في سن الـ 14 اعتقلتني السلطات المغربية وحاكمتني بتهمة الإرهاب وأنا قاصر. سنة 2003 قضيت سنتين في السجن، وعوض دمجي ومساعدتي نفسيا وإعادة توجيهي تركوني في السجن مع المجرمين أنا وشقيقتي التوأم. أنا الآن في سن الـ 30 لا زلت أعاني، لا عمل متوفر ولا مساعدة حكومية، ولا زلت عرضة للاستغلال والإرهاب، حتى المؤسسة الخاصة برعاية السجناء السابقين تماطلت في توفير دعم مالي لمشروع صغير، عوض أن نبحث كيف نحارب الإرهاب يجب أن نعرف ظروفه وملابساته .. وأكثر من هذا يجب تبني التائبين ممن أدينوا بتهم الإرهاب وتقديم الدعم النفسي والمادي لهم، عوض تهميشهم وتركهم يتخبطون في متاهات التطرف من جديد”.

الكلام أعلاه للشابة إيمان الغريس التي وجهت لها سنة 2003 تهم ثقيلة رفقة شقيقتها التوأم سناء، أبرزها التخطيط لتفجير مبنى البرلمان، حدث ذلك قبل 16 سنة من اليوم، ومن المؤكد أن الكثيرين ممن سيقرؤون هذا الحوار المطول يعرفون قصة هذه الشابة في عمومياتها، ومناسبة عودتنا لمحاورتها أن نعرفها بشكل أكبر بعدما أصبحت اليوم أكثر نضجا وأكثر وعيا وهدوءا، لتتحدث عن تجربتها مع الأفكار الجهادية التحريضية واستغلالها من طرف بعض التكفيريين، وكيف ساهم وضعها الاجتماعي في تبنيها أفكارا أكبر من سنها بكثير، ففي سن 13 سنة كانت تطرح أسئلة محرجة لها علاقة بالدين والدولة، وعوض أن تشاهد الرسوم المتحركة كانت تشاهد النقاشات الساخنة عن الانتفاضة الفلسطينية والحرب في أفغانستان والشيشان، وتتابع بأدق التفاصيل خطابات أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبو مصعب الزرقاوي، وكانت كل أحلامها أن تفجر مبنى البرلمان بمن فيه، وأن تمنع السياح من زيارة مسجد الحسن الثاني لعدم تدنيسه، وأن تفجر محلات الخمور، وأن يسقط الحاكم لأنها تنظر له كـ “طاغوت”.

بمنطق اليوم تغيرت الكثير من الأمور في حياة إيمان الغريس، فالشابة التي حكمت عليها المحكمة بخمس سنوات سجنا قضت منها سنتين فقط وخرجت بعفو ملكي أصبحت تنظر إلى الأمور بشكل مختلف، وتقول إنها قامت بمراجعات فكرية في ما يرتبط بمعتقداتها السابقة، إلى درجة أنها خرجت من الدين نهائيا، قبل أن تعود إليه مجددا بأفكار معقولة ومقبولة بعيدا عن التكفير والتحريض، ولسان حالها يقول: “… رغم ذلك أعيش حياة صعبة، والدواعش يقومون بإغرائي بالأموال لاستقطابي من جديد. لا أريد العودة إلى التطرف والسقوط في أحضان الإرهاب. إني أحب وطني وشعبي وأريد منهما إنقاذي، لا أطلب غير حقي كمواطنة في العيش الكريم. حُرمت وشقيقتي التوأم من التعليم لأسباب مادية واجتماعية، فلا تحرموني من العمل والأمان والعيش الكريم”.


لمزيد من التفاصيل تجدونها في العدد الجديد من أسبوعية “الأيام” الموجود حاليا في الأكشاك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى