خارج الحدود

تقارب مدريد والرباط يسوده غموض غير مسبوق (باحث)

الرباط اليوم: متابعة

بعدما لاحت بوادر طي الأزمة التي عاشتها العلاقات المغربية الإسبانية، على خلفية استقبال الأخيرة لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية إبراهيم غالي، بهوية مزيفة وما تلا ذلك من تطورات، عادت الشكوك لتلقي بظلالها على مستقبل العلاقة بين البلدين الجارين.

ويرى مراقبون أن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، للجزائر أمس الخميس، كأول زيارة له لبلد مغاربي، تؤكد استمرار الأزمة مع المغرب، الذي ظل طيلة عقود من الزمان يمثل الوجهة الأولى لأي وزير خارجية إسباني جديد للمنطقة.

وفي هذا السياق، اعتبر سعيد الجديدي، الإعلامي والخبير في الشؤون المغربية الإسبانية، أن التقارب الأخير ما بين إسبانيا والمغرب يسوده “غموض كبير لم يسبق له مثيل في تاريخ العلاقات بين البلدين”.

وأضاف الجديدي في حديث مع “الأيام 24” أن الدليل هذا الغموض يكمن في أن “جميع وزراء الخارجية الإسبان كانوا طيلة العقود الماضية يزورون المغرب كأول وجهة خارج دول الاتحاد الأوروبي بعد تعيينهم، إلا هذا الوزير، الذي كان بالأمس في الجزائر”.

وأوضح المتحدث ذاته “يوما بعد يوم يتبين أن إسبانيا أصبحت مثل الولايات المتحدة الأمريكية ليس لها أصدقاء وليس لها أعداء، بل لها مصالح”، معتبرا أن مشكلة الغاز في أوروبا وليس في إسبانيا وحدها ما جعلها تبحث عن مصالحها بعيدا عن المغرب.

وزاد الجديدي مؤكدا أن الجزائر بثقافتها “الابتزازية يمكن ان تؤثر في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، وشخصيا أظن أنه بالنسبة للجزائر لا يهمها لا الصحراويون ولا تهمها إلا الصحراء”.

وأفاد الجديدي بأن الحكم الأخير الذي أصدرته المحكمة الأوروبية “ليس الهدف منه إنصاف “البوليساريو” وإنما إعاقة عودة العلاقات المغربية مع إسبانيا والوحدة الأوروبي”، لافتا إلى أن “عمار بلاني، الذي عينه النظام الجزائري مكلفا بقضية الصحراء، صرح منذ أكثر من شهر، بأن المحكمة الأوروبية للعدل ستصدر حكما ضد المغرب في قضية الفلاحة والصيد الأوروبي سيؤدي إلى تدهور العلاقات بين المغرب ودول الاتحاد الأوروبي”.

وجدد الخبير ذاته، التأكيد على غياب الوضوح في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، مبرزا أن هناك “فتور في العلاقات وليست أزمة كما كانت من قبل، ومادام ليس هناك سفير أو سفيرة للمغرب في مدريد، أرى أن العلاقات غير واضحة وتتجه نحو تكريس غياب الثقة بين البلدين”.

ويرتقب أن تكشف الأيام المقبلة، حجم تأثير مناورات الجزائر وتحركاتها في استدامة الأزمة وتعميقها بين إسبانيا والمغرب، بعدما مثل الخطاب الملكي رسالة إيجابية ومؤشرا على دنو موعد حل الأزمة واستعادة الثقة المهزوزة بين البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى