خارج الحدود

“بي بي سي” يحمل مسؤولية سقوط قتلى في معبر مليلية لإسبانيا

الرباط اليوم

عاد النقاش حول الأحداث الأليمة التي عرفها السياج الفاصل بين الناظور ومليلية في يونيو الماضي، ليفرض نفسه من جديد في إسبانيا، بعد تحقيق تلفزي بثته قناة “بي بي سي” البريطاني، كشفت فيه عن حقائق مثيرة بشأن وفاة ما لا يقل عن 23 مهاجرا من جنوب الصحراء وعن الجهات التي تتحمل مسؤولية هذه المأساة.

وأعادت قناة “بي بي سي” فتح ملف أحداث مليلية ليوم 24 يونيو المنصرم، حيث أحدث التحقيق الذي بثته ضجة في الأوساط السياسية والحقوقية الإسبانية والأوروبية، بعد إشارة التقرير إلى معطى يتعلق بأن أغلبية حالات الوفيات قد حدثت في الجانب الذي تتواجد فيه القوات الإسبانية، وهي الاتهامات التي سرعان ما ردت عليها حكومة “بيدرو سانشيز” بالنفي.

وكشف التحقيق التلفزي، أن عددا من جثث المهاجرين سقطت على الجانب الاسباني وقد تم جرها إلى المنطقة المغربية بمعبر “باريوتشينو” التابع ترابيا لإقليم الناظور، وأن الكثير من المتوفين قد فارقوا الحياة بسبب غياب الرعاية الطبية لعلاج الجروح الناتجة عن التدافع وتسلق السياج الشائك.

 

وحسب “بي بي سي”، فإنها اطلعت على العشرات من فيديوهات كاميرات التسجيل الأمنية بالحدود الاسبانية، وقامت بمعاينة دقيقة للأحداث المؤسفة التي راح ضحيتها العشرات من مهاجري جنوب الصحراء.

وعادت واقعة المنطقة الحدودية بمليلية لتطفو من جديد بعد تقرير الـBBC المفاجئ، حيث تحولت مرة أخرى الى وقود أشعل نيران المواجهات السياسية في إسبانيا، لاسيما وأن أطراف رسمية عدة تفاعلت مع التحقيق وعلقت عليه في وسائل الإعلام ومنصات التواصل.

وتفاعلا مع هذه المعلومات التي تنشر لأول مرة بعد أحداث 24 يونيو 2022، يرتقب أن يقوم وفد برلماني إسباني بزيارة الى مدينة مليلية المحتلة خلال الايام المقبلة للوقوف على ما سيمكنه من تحديد المسؤوليات، إذ توقعت مصادر أنه سيجري جولة استطلاعية إلى مسرح الأحداث (معبر باريو تشينو)، قبل أن ينتقل إلى مركز عمليات قيادة الحرس المدني المكلف بمراقبة الحدود من أجل الاطلاع على التسجيلات التي تحتفظ بها من يوم الأحداث، والتي وصل أمين المظالم الإسباني إلى بعضها خلال زيارة سابقة.

من جهة ثانية، هاجمت مدريد تحقيق القناة البريطانية (بي بي سي)، متهمة إياها بنشر المزاعم والادعاءات غير المثبتة بأدلة، بعدما أشارت إلى تسجيل مهاجرين قتلى في المنطقة التي تؤمنها القوات الإسبانية.

واستهجنت وزارة الداخلية “توجيه اتهامات بمثل هذه الخطورة لإسبانيا دون أي دليل”.

يذكر أنه في 24 يونيو المنصرم، حاول ما يقرب عن 2000 مهاجر غير شرعي أغلبهم من السودان، عبور الحدود الفاصلة بين الناظور وجيب مليلية، ليتحول الهجوم إلى مأساة بسبب التدافع الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا حسب وزارة الداخلية المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى