RABATTODAYالرئيسيةسياسة

بلكبير لرباط اليوم: هكذا ساهمت أمريكا في صعود العدالة والتنمية

6883622-10522320
الرباط اليوم: سارة الشملي
سبق للأستاذ عبد الصمد بلكبير أن أشار في حوار سابق مع “الرباط اليوم” إلى أن فرنسا ضد العدالة و التنمية، وفي هذا الحوار يتحدث عن أسباب دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإخوان بنكيران و الاسلاميين بشكل عام في الوطن العربي، كما يتطرق ذات المتحدث إلى التناقض الفرنسي الأمريكي على الساحة المغربية و علاقات أمريكا بـ “البيجيدي”.

هل يمكن أن نقول إن أمريكا مع العدالة والتنمية ؟ وأين يتجلى الدعم الأمريكي للإسلاميين ؟

نعم مع، ودعم أمريكا للعدالة والتنمية يندرج في سياق المصالح، عندما لا تكون الرأسمالية في أزمة يمكن أن تتعايش وتتنافس، ولكن عندما تكون في أزمة سواء على الصعيد الوطني الداخلي أو على صعيد العلاقات الجهوية والدولية لا يمكنها ذلك.

الرأسمالية الأمريكية في أزمة حادة جدا، فهي تحاول أن تكظمها، ولكن في العمق هي تحارب الاتحاد الأوروبي من داخله، لتفكيكه حتى تستأثر وتخلق له مشاكل بين أوربا الشرقية والغربية، وحصار روسيا برمته له طبيعة اقتصادية، والخلاف مع تركيا وحتى مع اسرائيل، إلا صراعها مع أوروبا لأنها هي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا سابقا، فرنسا تعتبر الواجهة السياسية وتجسد الخطر، أما ألمانيا وفرنسا تعتبر الواجهة السياسية وتجسد الخطر، أما ألمانيا فهي الاقتصاد وهي الآلة، ألمانيا ليس لديها مشكل مع الولايات المتحدة لأنها تتبعها رسميا بفعل مواثيق نهاية الحرب العالمية الثانية، فألمانيا لا تستطيع صناعة الطائرات والبحث النووي، أو إعداد جيش عسكري، بخلاف فرنسا التي تعتبر ممثلة أوروبا سياسيا، وبالتالي يقع الصدام بين أمريكا وفرنسا، فهو صراع قديم من أيام الرئيسين السابقين، حيث كان الرئيس الفرنسي دوغول ينعت الرئيس الأمريكي السابق ريغن بـ”راعي البقر”، كما انسحب من الحلف الأطلسي، إلا أن أمريكا استطاعت الإطاحة به، اخترقوا اليسار وعبئوا الصحافة، وأقاموا مظاهرات ضد دوغول في سنة 1963، عبارة عن انقلاب مدني على شاكلة ما يقع في البرازيل حاليا وفي فنزويلا، وما وقع في مصر سابقا، وبالتالي أحرجوا دوغول واضطر إلى إقامة الاستفتاء وسقط فيه، ولكن الديغولية لم تمت، فقد أحياها الرئيس السابق ميتران، الآن استطاعوا اختراق فرنسا عن طريق الرئيس ساركوزي، وكما اخترقوا سابقا بريطانيا عن طريق طوني بلير، هل كانوا يستطعون دخول العراق 2001، من دون دعمه ؟ لقد رعت أمريكا طوني بلير منذ كان مراهقا.

هل تؤكد وجود علاقة مباشرة بين البيجيدي وأمريكا ؟

حزب العدالة والتنمية بالمغرب له علاقة موضوعية بأمريكا، أما من لهم العلاقة المباشرة بها، فهم الإخوان المسلمون في مصر، وهم المؤهلون الذين دخلوا في مفاوضات في جنيف مع الدولة الأمريكية، لأن الإخوان المسلمين عندهم دولة وكانوا موعودين لكي تعطاهم حلب والموصل في العراق، وفي مصر منحوا جزءا من سيناء لحركة حماس، حتى يتم القضاء على مشكل اسرائيل، ومنحوا قناة السويس لقطر، والطرف الثاني الذي يشرف على هذه العملية هو يوسف القرضاوي والدولة القطرية.

وأقول بأن إخوان المغرب يمرون بطريق غير مباشر عن طريق علاقاتهم مع حركة النهضة ومؤسسها راشد الغنوشي، وهناك من أكد لي أن عبد الإله بنكيران انتقل شخصيا إلى قطر، ولم تكن للحزب علاقات غير مباشرة فقط، ومازالت العلاقات مستمرة وباقية عن طريق فاعلين سياسيين وإعلاميين.

أمريكا قوية بالمغرب، وتتوفر على مجتمع مدني، ولا تتوفر على تأثير داخل مجتمع مدني، ولا تتوفر على تأثير داخل الأحزاب، وهذا يفسر الانقلاب الذي وقع في الأحزاب المغربية، لأن الداخلية استشعرت الخطر، واستبقت الأحداث لأنه إذا تم “شراء” الأحزاب أمريكيا، سيقع الخطر، ولذلك عملت على التأثير في الانتخابات الداخلية للأحزاب وتم إفراز قيادات حزبية ونقابية جديدة موالية لفرنسا، فحزب فرنسا موجود في الإدارة والقطاع العام والأحزاب والجمعيات الدينية والمجتمع، بما فيها العدل والإحسان.

هل دعم أمريكا لحزب العدالة والتنمية هو بسبب الأبناك فقط ؟

هذا واحد من الأسباب، ولكن الهدف هو أن يتم فتح السوق المغربية أمام أمريكا، وأصلا استعمال الإسلام معبرا لاختراق المجتمعات العربية تم في أول مرة من طرف المخابرات الانجليزية، ومن أسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر سنة 1928، وبعد ذلك لاحظنا كيف أسسوا حماس لمنافسة الليبراليين واليساريين، فالولايات المتحدة الأمريكية منذ زمان أشرفت على تنزيل مخطط تعميم الديمقراطية، وهو مخطط غاية في الذكاء، وبحثت عن معبر لمخططها فوجدت أنسب منفذين، وهم الإسلاميون، فالليبراليون عاجزون عن تطبيقها لأنهم يفتقدون إلى الشعبية، واليساريون سينفذون توجهات اشتراكية ضد الديمقراطية التي تريدها أمريكا، ومن هنا بدأت المراهنة على الإسلاميين ومن ثم بدأ مخطط غاية في الذكاء، ومن هنا تم إنشاء قناة الجزيرة بالضبط من أجل تنزيل هذا المخطط، وتم تأسيس المؤتمر القومي الإسلامي الذي كنت أحد مؤسسيه، لتوفير الشروط للإسلاميين، فهم حركة رأسمالية والذي يجمعهم بالخصوص مع أمريكا هو أنهم ضد الفرنكفونية، والذي يجعلهم يتناقضون مصلحيا مع فرنسا هو الموقف العلماني المتطرف للأيديولوجيا الفرنسية، وبالتالي هم موضوعيا يتقاطعون وربما يتطابقون مع الأمريكيين في العديد من توجهات الرأسمالية المتوحشة والتي تشجع على خوصصة قطاعات بالغة الأهمية كالتعليم والصحة، وابن كيران في بعض التصريحات يقول إن التعليم والصحة لا يمكن أن يستمرا خدمة عمومية في القطاع العام، الصراع الآن حول 150 شركة للدولة، والتي يقوم عليها الاقتصاد المغربي.
كان الهدف تجميع المثقفين والسياسيين من الاشتراكيين والليبراليين في شعار واحد، وهو تطبيق الديمقراطية والتطبيع مع الإسلاميين، وعزلها عن الأنظمة الوطنية المستقلة كليبيا وسوريا والجزائر، أو الأنظمة التي تتبع أوربا كالمغرب وتونس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى