RABATTODAYالرئيسيةالرباط اليوم

بعد أزمة الخليج .. الرئيس الإيراني سيزور العاصمة الرباط 


الرباط اليوم : هسبريس

جولة مغاربية خاطفة ومفاجئة قادت وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى ثلاث دول مجاورة للمغرب، هي الجزائر ثم موريتانيا فتونس؛ وهي الزيارة التي تمت في يومين فقط، واستثنت المملكة، وجاءت في أعقاب الأزمة الخليجية بين قطر وشقيقاتها السعودية والبحرين والإمارات. إلا أن مصادر دبلوماسية إيرانية لم تستبعد قيام الرئيس الإيراني الحالي بزيارة مرتقبة إلى المغرب، ولقاء الملك محمد السادس.


زيارة خاطفة


وانطلقت جولة ظريف المغاربية يومي الأحد والاثنين الماضيين، وقادته إلى الجزائر ثم موريتانيا فتونس، والتقى خلالها رؤساء تلك الدول، ما عدا عبد العزيز بوتفليقة؛ فيما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن هدف الزيارة يبقى “بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول الجزائر وموريتانيا وتونس” و”التشاور حول التطورات في المنطقة، لاسيما في سوريا، وقضايا الخليج الفارسي”؛ على أن “إيران تعتقد ضرورة تلاحم الدول الإسلامية لمواجهة الحاقدين ومثيري الفرقة”، وفق تعبيره.


والتقى ظريف، بمعية وفد سياسي إيراني، يوم الأحد الماضي بالعاصمة الجزائرية، برئيس وزراء الجارة الشرقية، عبد المجيد تبون، فيما جالس نظيره الجزائري عبد القادر مساهل. وكشف الطرفان “الاستعداد الكامل لتنمية العلاقات الثنائية الشاملة”، ليعلق ظريف قائلا: “الجمهورية الإسلامية لن تواجه أي قيود في إطار التعاون الثنائي مع الجزائر..ونحن مستعدون لرفع العقبات في المجالات المصرفية وصناعة السيارات والسكن والصناعات المتقدمة، وتنمية العلاقات مع الجزائر”.


بعدها بساعات، أي يوم الاثنين، توجه الوزير الإيراني صوب موريتانيا ليلتقي بالرئيس محمد عبد العزيز، ومسؤولين موريتانيين، بمن فيهم وزير الخارجية اسلكو ولد ازيد بيه، ليغادر الجارة المغاربية في اليوم ذاته صوب تونس، ضمن المحطة الثالثة والأخيرة من جولته المغاربية العاجلة، إذ جالس محمد جواد ظريف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ثم نظيره في الخارجية خميس الجهيناوي، في لقاءات همت التباحث في القضايا الإقليمية والدولية والأزمات القائمة.


استثناء المغرب


ورغم أن عديدا من المحللين لشأن العلاقات المغربية الإيرانية رأوا في استثناء ظريف للرباط من زيارته المغاربية راجعا إلى حياد المغرب في ما يتعلق بأزمة قطر وجيرانها الخليجيين، مقابل أن تلك الزيارة الخاطفة جاءت في سياق توضيح الموقف الإيراني، المنحاز إلى قطر، وجلب الدعم من طرف بعض الدول العربية، إلا أن مصادر دبلوماسية إيرانية كشفت لهسبريس أن “لا سوء طال علاقة الرباط بطهران”، مشددة على أن تلك العلاقة تبقى “طبيعية وعادية”.


زيارة مرتقبة


وليست هذه المرة الأولى التي يكشف فيها مسؤول إيراني استثناء المغرب ضمن زيارة إلى المنطقة المغاربية، ففي مارس الماضي كشفت طهران زيارة كانت مرتقبة للرئیس الإیراني، حسن روحاني، إلى الجزائر، ضمن جولة إفريقية كانت ستقوده أيضا إلى جنوب إفريقيا وأوغندا، قبل أن يتم إعلان تأجيلها إلی موعد غیر محدد بمبرر “عدم توفر التمهیدات اللازمة”، في وقت مازالت تطرح التساؤلات حول نية روحاني زيارة المغرب بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مسارها الطبيعي.


ووقتها، صرحت مصادر دبلوماسية إيرانيّة لهسبريس باستبعاد التحضير لأي زيارة مرتقبة من الطرف الإيراني إلى المغرب، في المرحلة المذكورة، بسبب تأخر إعلان تشكيل الحكومة التي كان يقود مهمتها وقتها عبد الإله بنكيران، لكنها عادت لتؤكد أنّ الاستعدادات متوفرة لأي زيارة مرتقبة خلال العام الجاري؛ “لأن العلاقات بين البلدين جيدة وليس هناك أي مانع”.


وعادت العلاقات بين الرباط وطهران إلى طبيعتها مطلع سنة 2015، بتعيين السفير الإيراني الجديد محمد تقي مؤيد، ثم استقبال الرئيس الإيراني حسن روحاني سفير المغرب المعتمد لدى طهران حسن حامي، قبل أشهر؛ وذلك بعد قطيعة بدأت منذ مارس من العام 2009، وصلت تطوراتها إلى حد تجميد العلاقات الدبلوماسية وسحب السفير المغربي، وإقفال السفارة الإيرانية بالرباط.


بيد أن الطرف المغربي يريد التدرج في إعادة تطبيع العلاقات مع نظيره الإيراني؛ إذ بدا ذلك واضحا في آخر مناسبة رسمية احتضنها مقر إقامة السفير الإيراني بالرباط، إذ غابت التمثيلية الرسمية المغربية عن الاحتفال الإيراني بالذكرى السنوية الـ38 لـ”انتصار الثورة الإسلامية”، عكس باقي المناسبات الرسمية للسفارات الأجنبية المعتمدة لدى المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى