RABATTODAYالرئيسيةوطنية

باب شالة بالعاصمة الرباط.. التاريخ بألوان الطبيعة

almosafr_e45a72accd

الرباط اليوم
لا يمكن للسائح أن يمر بالعاصمة المغربية الرباط دون زيارة منطقة شالة التي تعتبر عروس المعالم التاريخية الموجودة في هذه المدينة.
وظلت هذه المنطقة ذات جاذبية خاصة لعدة قرون، ومازال موقعها الجغرافي وفضاؤها الخلاب يثير شغف السائحين الذين يتوافدون عليها من كل حدب وصوب.
وتتربع شالة على ضفة نهر أبي رقراق الذي يفصل الرباط عن جارتها مدينة سلا ويصب في المحيط الأطلسي.
وفي القرن السادس قبل الميلاد، كانت شالة عبارة عن مدينة صغيرة شهدت تطورات متباينة من عصر إلى عصر، قبل أن تصبح مقبرة لبعض الملوك، وتضمن المكان في ذلك الحين مسجدا وأماكن للوضوء تحولت فيما بعد إلى بحيرة صغيرة للأسماك لا تزال قائمة حتى الآن.
ولا يزال الزوار، وخاصة الأطفال منهم، يفضلون إلقاء قطع نقدية معدنية بداخل هذه البركة، نظرا لإيمانهم ببعض المعتقدات التي تضفي قداسة عليها، والتي يقول أصحابها إنه يمكن هناك لأصحاب الحاجات قضاء حاجاتهم وعلى رأسها «زواج العوانس».
أما خلال السنوات الماضية، فقد أصبحت شالة ملاذا للأسر ولسكان العاصمة الرباط، حيث يذهبون إليها بعد ظهر كل يوم جمعة لقضاء أوقات ممتعة وسط طبيعة هذا المكان المعروف بجماله واتساع مساحته.
وكل ما بداخل شالة، التي تمتد مساحتها للعديد من الهكتارات، يغري بالزيارة من أشجار شاهقة تعود إلى عدة قرون وأسوار تشهد على حقب تاريخية متميزة مرت بها هذه المنطقة.
وتتولى إدارة خاصة تابعة لوزارة الثقافة المغربية العناية بهذا الموقع الأثري المهم وصيانته، حيث بات مطلوبا من الزوار سداد رسوم مادية لزيارته من أجل تغطية تكاليف الصيانة وغيرها، باستثناء أيام الجمعة، وخلال أيام الأعياد الدينية التي يكون فيها الدخول مجانا.
والى جانب الزوار العرب والأوروبيين الذين يقصدون تلك المدينة الساحرة فتقوم المدارس المغربية بتنظيم رحلات خاصة لطلابها للوقوف على أسرار منطقة شالة التي يحكى أن هناك من السلاطين من أهملها ومنهم من اعتنى بها، ولكن الحقيقة المؤكدة أن كل ما في هذه المنطقة يشهد أنها كانت مليئة بالحيوية طيلة القرون الماضية وأنها ستظل شاهدة على تاريخ الأقوام المختلفة التي مرت بها وعاشت بداخلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى