RABATTODAYالرئيسيةسياسة

انتخابات الرباط.. الأحرار تراهن على الحركي تاتو في العاصمة

1355419585
الرباط اليوم: جمال السوسي

يدرك حزب التجمع الوطني للأحرار ، أنّ نتائج الانتخابات المحلية والجهوية في شتنبر الماضي تشير إلى أنّه سوف يحصل على نتائج أقل في انتخابات البرلمان.

في حزب التجمع الوطني للأحرار مناضلون أحرار وصادقون، يضحون بالغالي والنفيس من أجل قضايا الوطن الكبرى التي يعبرون عنها تحت شعار الحمامة من سِلمٍ وأُلفَةٍ وانسجامٍ وتناغمٍ وخدمةٍ للبلاد في هده الأجواء المليئة إخاءً وانسجاما وتناغماً ، ولكن في التجمع الوطني للأحرار أيضا أشخاص مندسُّون بين صفوفه سرعان ما تظهر أهدافهم الحقيقية، سواء في سلوكا تهم أو في مواقفهم. وقد عرف الحزب الكثير من هذا النوع (المتحذلقين والوصوليين)، سواء في الماضي أو في الحاضر، وأهم خاصية لهؤلاء الـ”المناضلين” المشبوهين هو زرع البلبلة وخلق جو من التخاذل بين مناضلي ومناضلات الحزب والتفرقة بينهم وبتّ الكراهية والحقد في النفوس ضدّ بعضهم البعض،وخاصة بين الشباب الذين ينتمون إلى جهة الرباط سلا القنيطرة اللذين هم رجال المستقبل والمعول عليهم في حزب الحمامة الذي أشرنا إلى مجموعة من المعاني المستفادة من هدا الشعار الجميل. فما قلناه من سلبيات بسبب سلوكيات المتخاذلين هو عمل على خندقة المواقف بين المعول عليهم من دوي الهمم و الشباب من الجيل الأول والثاني والثالث من مناضلي التجمع الوطني للأحرار، ودلك بسبب التشويش على مطالب المناضلين الأحرار وتحريفها.

ومن هؤلاء “المناضلين” المشبوهين الذين على المناضلين الحقيقيين التزام الحذر منهم نماذج معروفة تتحرك داخل الأحزاب بتحركٍ مثَبِّطٍ للهمم والعزائم ومعرقلٍ للعمل الحزب كنضال وكتأطير وكمساهمة داخل الحقل السياسي المغربي.

ومن المعلوم أن من هم على هده الشاكلة لا شك أنهم يبذلون الجهد و الجهدِ لتحقيق مأربهم بالوسائل المعروفة لديهم هي التزلف والمدارة والمصانعة والتمويه وما إلى دلك من سلوكات سلبية، كل دلك أنهم ليسوا على شيء من مقومات النضال الحقيق والوطنية الحقة ولدلك تراهم يلجئون إلى مثل تلك الممارسات للخداع والتمويه بغاية الوصول إلى مأربهم لكون هده الأساليب هي الأساليب التي يتقنونها ليس غير. وكل هدا من أجل أن يكره التجمعيين بعضهم بعضا ويتفرق شملهم ويصبحوا في حالة من الضعف والتداعي والتخاذل.

ولقد صُدمنا نحن كإعلاميين وكمتتبعين للحدث وكمتعاطفين مع هدا الحزب عندما فوجئنا بالنتائج الهزيلة التي حصل عليها التجمع الوطني للأحرار بجهة الرباط سلا القنيطرة، وبعد إمعان النظر في سبب هدا الفشل المؤسف توصلنا إلى الحقائق الآتية هي أن جل من استقطبهم السيد الطالبي العلميي المكلف بلجنة الانتخابات بالحزب الحمامة من حزب الحركة الشعبية فَمًنِحُوا تزكية الحزب كرؤساء لوائح لم يحصلوا إلا على عدد قليل من الأصوات لا يسمن ولا يغني من جوع مما ساهم في إضعاف حضوض الحزب في الاستحقاقات الماضية، ونستثني من هدا الإخفاق العدد الهائل من الأصوات المحصل عليها من طرف سعيد التونارتي ومن معه من المناضلين الشباب دو الكفاءة والأخلاق بمقاطعة يعقوب المنصور بالرباط والتي تتجاوز (7000 صوت ) رافعاً بدلك كفة الحزب بشكلٍ جعله يحصل حظوة لا بأس بها وبكيفية حالة دون خروجه من هده الانتخابات صفر اليدين، إلا أنه رغم هده الحظوة فإن الحزب قد خسر معركته الانتخابية في السنة الماضية خسران يَنمُ عن ضعف البرنامج المقترح من طرف السيد الطالبي العلمي وهو برنامج الاستقطاب من خارج الحزب لشخصيات خيبة الآمال لأنها هي بعض من تحدثنا عن وصوليتهم وتنقلهم من حزب لأخر وفق المصالح الشخصية.

فالآمل معقودٌ إداً على نُمو وعيٍ جديد لدى قيادة التجمع الوطني للأحرار وتشوفٍ صحيح إلى المستقبل حتى يتمكن الحزب بواسطتهما من تدارك الأخطاء وتجاوز السلبيات وردم الهوة التي تردى إليها بسبب ما ذكر ولا نشك في أن قيادة الحزب لا تعدم جرأةً ولا تشوفاً ولا قدرةً على تصحيح السير والاستفادة من الأخطاء ودلك من شيم النوابغ اللدن عودنا التاريخ على أنهم لو أخطئوا فإنهم سرعان ما يصححون الخطأ ويتداركون المواقف فيخرجون من معركة الخطأ إلى معركة الانتصار كالأبطال الشوامخ والرجال الأشاوس،

ومن باب النصيحة الواجبة للإخوة في حزب التجمع الوطني للأحرار أن نقول لهم بضرورة المراهنة على الشخصية المناسبة وتلافي الميل إلى شخصية تعتبر ورقة خاسرة ومن هدا المنطلق نرى بكل تجرد ومسؤولية مهنية أن إعطاء التزكية للسيد عبد القادر تاتو هو انصياعٌ طبيعي ومنطقي لهده النصيحة التي نرجو أن تؤتي أكلها في الوقت المناسب.

ولا شك أن الرهان على ورقة خاسرة هو ما جعل حزب الأحرار غير متوفر على مقعد في البرلمان بمدينة الرباط أثناء الولاية البرلمانية السابقة كما يشهد بدلك الواقع البرلماني، ومن المعلوم أن هده الحقبة التي عرفت بخلو البرلمان من برلمانيٍ من الأحرار بالرباط هي حقبة هيمن عليها أسلوب شخصية معروفة ساهمت مند سنوات في خلق جو الخندقة داخل الحزب بجهة الرباط سلا القنيطرة الشيء الذي يقتضي الحكمة حتى لا تتكرر سلبيات هده الحقبة.

فإذا كنا نراهن على شخصية قادرة على ترجيح كفة الحزب في الانتخابات البرلمانية في السابع من أكتوبر المقبل بواسطة ما لها من شعبية ومواهب، فإن رهاننا الذي ندعو إليه هو في آن واحد هو رهان على مقاطعة يعقوب المنصور بالرباط الذي لهدا الحزب الآمل في أن يحظى داخلها مجدداً بالنصر المؤدي إلى الفوز بمقعد برلماني في الاستحقاقات المقبلة ليكون تصحيحاً لهفوات الماضي ودعما للحزب داخل قبة البرلمان بشرط مراهنة الأحرار على السيد سعيد التونارتي الذي قد يُفَوِّت رُجُوعُه إلى حزب الحركة الشعبية فرصة ثمين على حزب الأحرار للحصول على الأقل على مقعد واحد لا غير على مستوى جهة الرباط.

فلابد إدا من المراهنة على السيد سعيد التونارتي خاصةً أنه موعود باحتلاله رأس اللائحة الحزب الحركة الشعبية على إثر المفاوضات الجارية في هدا الصدد بينه وبين السيد العنصر والسيدة حليمة العسالي تحدياً لعبد القادر تاتو وتحديا لحزب الأحرار بعد فقده لمقعد في البرلمان المقبل، والمعطى الثاني الواجب أخده بعين الاعتبار هو فقد عبد القادر تاتو لجناحه الثاني المتمثل في السيد العوني بعد أن حصل على تزكية من حزب الأصالة والمعاصرة بدائرة يعقوب المنصور.

وبهذا أغلق الباب أمام السيد عبد القادر تاتو المجمدة عضويته في حزب الحركة الشعبية مما دعاه حسب مصادرنا إلى أن يولي وجهه شطر السيد نبيل الدخش الذي تربطه مصالح شخصية وتجارية مع كوادر بوزارة الشباب والرياضة منتمية إلى الحركة الشعبية لتشجيعه على الحصول على التزكية من صديقه محمد أوزين المنسق العام لحزب الحركة وبهده الخطة يكون عبد القادر تاتو في موقف قوة تهدد حزب الأحرار بخسران شخصية وازنة كهده مما لا يبقى معه إلا اختيار منطقيٌ واحد أمام حزب الأحرار إلا وهو الإسراع بتبني هده الشخصية تبنياً رسمياً لا رجعة فيه وتزكيتها تزكية تجعله صاحب هده الشخصية على رأس اللائحة مما يضمن كسب الرهان الذي اشرنا إليه ألا وهو الحصول على أصوات في دائرة يعقوب المنصور الشيء الدي ينتج عنه في آنٍ واحد فوز الحزب بالحصول على مقعد في البرلمان في الاستحقاقات المقبلة وهو الشيء الذي مافتئنا نؤكد عليه وعلى أهميته طوال هدا المقال .

وفي ختام هدا المقال المسهب نبادر إلى القول ونحن نتحمس إلى شخصية عبد القادر تاتو أنه لم يتم بيننا وبينه أي لقاء ولا اتصال وهو كلام نقصد به فكرة مفاده ضرورة تزكية الأشخاص الحزبية من دوي الكفيات ومن ذي الماضي النضالي المعروف، حتى إدا تم ترشيحهم بوصفهم رؤساء لوائح كان بإمكانهم أن يحصلوا على العدد المرجو من الأصوات نظرا لتلك الكفايات والصفات التي أشرنا إليها، كما عودتنا الأحداث فإن المواطن قبل أن يصوت على حزب معين فهو يصوت على الأشخاص ولا بد في هدا التصويت من يأنس فيهم روح المواطنة والقرب من الشعب والآمل في أن يكون في خدمته بعد النجاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى