وطنية

اليوبي يتراجع عن الاستقالة.. لا يمكن ان اتخلى عن بلدي المغرب

الرباط اليوم

أدى تداول خبر “استقالة” محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض في وزارة الصحة من منصبه بسبب خلافات بينه وبين الوزير أيت الطالب والكاتب العام للوزارة قيل إنها وصل إلى حدّ نشوب مشاداة كلامية بين الكاتب العامّ ومستشاره الإعلامي، إلى “فوضى عارمة” بين أروقة الوزارة أمس الجمعة.

وبدأت فصول هذه القضية، وفق مصادر مطلعة، منذ تعيين أيت الطالب وزيرا على القطاع، بعدما دشّن عمله بتصفية “تركة” سابقيه، بإعفاء أهمّ أطر الوزارة، ومسؤوليها، وآخرهم اليوبي، وتعويضهم بـ”مقرَّبين” منه.

وقالت المصادر ذاتها إن أيت الطالب اتخذ قرار إعفاء اليوبي من منصبه منذ بداية بوادر جائحة كوفيد -19 في المغرب، ما دفع الوزير إلى تأجيل إعفاء مدير مديرية الأوبئة، لكنّ تألّق اليوبي مهنيا وإعلاميا طوال فترة تفشّي الجائحة زاد حدّة ضغوط “الحيتان الكبيرة” في الوزارة عليه ومضايقاتهم له.

ورغم تفاني اليوبي في عمله منذ تسجيل الحالات الأولى لكورونا في المغرب، فقد اشتدّ عليه الخناق والضغوط من مقربين من أيت الطالب بدؤوا يتدخّلون بكيفية غير لائقة في اختصاصاته، ما دفعه إلى التصريح، لأحد المقرّبين منه قائلا ”كون ما خفتشّ نتسمى خائنْ ويقولو عليّ تخليت على بْلادي فهاد الظرفية الصعيبة كون مشيت فْحالي”.

ولم يستسغ أيت الطالب، وفق المصادر ذاتها، “القبول” الذي حظي به اليوبي من قبَل المغاربة بفضل تواصله الجيد وقدرته على إيصال المعلومة إليهم بطريقة سلِسة، ما جعل الوزير يعفيه من حضور المؤتمر الصحافي قبل أيام ويأتي كل يوم بشخص آخر وجه جديد كل يوم مكانه، بل إنه تولّى شخصياً تقديم حصيلة الحالة الوبائية في إحدى هذه الندوات اليومية، لكنه فشل في إقناع المتتبّعين الذين واجهوه بانتقادات شديدة مطالبين بعودة اليوبي، فوجد نفسه مرغما على الاستجابة لذلك.

وزادت غضبَ الوزير الكلمات التي وجّهتها له البرلمانية ابتسام مراس قبل يومين، خلال اجتماع لجنة القطاعات الاجتماعية في البرلمان، بعدما قالت له إن المغاربة لا يعرفون اسمه رغم أنه وزير القطاع بخلاف اليوبي، ما أجّج غضبه وزاد حنقه تجاه “غريمه”، مدير الأوبئة.

وتفاقم غضب الوزير وحنقه على اليوبي بعدما طلب مستشاره الإعلامي من اليوبي، من خلال “رسالة قصيرة”، بتكليف أحد مسؤولي المديرية بتقديم تصريح لقناة تلفزيونية حول تطور الحالة الوبائية في المغرب، لكن اليوبي لم يطلع على الرسالة ولم ينفذ “الأمر”، فاتصل الوزير باليوبي مستفسرا إياه عن عدم ردّه على الاتصالات والرسائل وعدم تكليف أحد أطر مديريته بالمهمة المطلوبة، لينفي اليوبي توصّله بأي تكليف أو اتصال هاتفي بهذا الشأن. وبعدما  عرف اليوبي أن التواصل تم عبّر رسالة علر تطبيق “واتساب” قال إن مثل هذه المهمات لا تُطلب بمثل هذه الوسيلة “غير المهنية”، فنشبت مشادة كلامية بينهما، تطورت إلى “توبيخ” الوزير لمدير مديرية الأوبئة، ما دفع الأخير إلى تقديم استقالته من منصبه، والتي وافق عليها الوزير.

وتابعت المصادر ذاتها أنّ اليوبي حرّر بالفعل استقالته خطيا وقصد مكتب الوزير، لكنّ الأخير رفض أن يستقبله. ورغم أن مسؤولين في الوزارة حاولوا إقناع اليوبي بالتراجع عن تقديم استقالته، فقد بدا مصمما على ذلك، إذ قال لهم إن استقالته نهائية و”حتى حدّ ما يقدر يْقنعني نْبقى إلا إدا كانت جهات عليا باغْية أنني نستمرّ”.

ورغم ذلك، واظب اليوبي على الحضور يوميا إلى مقرّ عمله وتتبع مستجدّات الحالة الوبائية وكذا على إعداد الإحصاءات اليومية لتقديمها في الندوات اليومية التي تعقدها الوزارة.

في خضمّ ذلك، قالت المصادر ذاتها إن “جهات عليا” تواصلت، مساء أمس، مع كلّ من الوزير ومدير مديرية الأوبئة لدعوة الأخير الى التراجع عن استقالته ومواصلة مهامّه في المديرية وفي لجنة اليقظة إلى حين اجتياز هذه الظرفية الاستثنائية وتأجيل مثل هذه الخلافات والتوترات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى