RABATTODAYالرئيسيةسياسة

الياس العماري يخرج عن صمته ويعلق عن عزل بنكيران


الرباط اليوم

علق الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة، الياس العماري عبر تدوينة نشرها على حسابه الشخصي الفيسبوكي عن عزل الملك للامين العام لحزب العدالة والتنمية غبد الاله بنكيران.

تدوينة العماري

حينما أنهيت بالأمس كتابة تدوينة عن الصحافي والمخبر، صدر بلاغ الديوان الملكي القاضي بإنهاء تكليف السيد عبد الإله بنكيران، فتساءلت مع نفسي: هل هو انهاء لتكليف بن كيران، أم انهاء لاستمرار البلوكاج؟


كيفما كان الجواب، فمن حقي كمواطن أولا وكفاعل سياسي ثانيا، أن أتساءل: من سيؤدي تكلفة خمسة أشهر من العطالة؟ ومن موقع المسؤولية في تدبير جهة تعتبر ثاني قطب اقتصادي بالمغرب، أريد أن يكتشف المغاربة حجم الخسارة الاقتصادية والاجتماعية التي تكبدتها المواطنات والمواطنون نتيجة عطالة الحكومة. فكم من طفل سيحرم من المدرسة نتيجة تأخر تنفيذ البرامج الحكومية لبناء المدارس وتوظيف الأساتذة؟ وكم من مريض سيموت نتيجة تأخر 5 أشهر في تنفيذ برامج وزارة الصحة لسنة 2017؟ وكم من عامل فقد شغله؟ وكم من منصب شغل جديد لم يعلن عنه في حينه؟ وكم حجم الأموال التي ستؤدى كفائدة عن قروض لم تستثمر؟


وأنا افكر في الاجابات عن هذه التساؤلات الحارقة، رجعت بي الذاكرة إلى الوراء، لأتذكر رفاقي وأصدقائي الذين كنت أردد معهم أناشيد الحرية والديمقراطية والوطنية.


تذكرت جميع الوجوه، حيث كنا نحكي عن الذكريات الجميلة وعن المستقبل والصبح الجميل الذي كنا نحلم بأن يحمل للجميع الخير والكرامة…أقسمنا وقتها جميعا أن نضحي بأرواحنا من أجل أن لا تبقى فتاة فقيرة خارج المدرسة، وأن لا يحرم طفل من حذاء، وأن نضمن رغيفا وخبزا وماء لأبناء الوطن، وأن نعمل مجتمعين وكل من موقعه، من أجل محاربة كل أشكال الظلام، وأن نحارب أيضا كل مظاهر الحداثة المتوحشة.


اليوم، أتصور رفاقي وأصدقائي ينظرون إلي باعتباري لست ذاك الرفيق الملتزم بالمبادئ والقضية وإنما فاعلا في حزب يعتبرونه يمينيا، ونحن الذين طالما عاهدنا بعضنا البعض على محاربته.


قد أكون، كما يقول رفاقي وأصدقائي، اخترت مسارا مختلفا. وربما لم ألتزم بالاستمرار في ترديد نفس الشعارات والترويج لنفس الخطابات.. غير أنه أريد أن يعلم رفاقي وأصدقائي أنني مازلت وفيا لذلك القسم على الرغيف، وأنني من موقعي هذا سأحاول أن أحقق القليل من الكثير الذي كنا نحلم به. كما أريد أن أوجه رسالة أخرى للرفاق والأصدقاء، إنني قد أكون لا أمشي في نفس الطريق الذي اخترناه معا، ولكن لم أخن يوما قسما أديته في ساحة نعرفها جميعا، وأنني مستمر في العمل على تحقيق ما كنا نطمح إليه ولو أنني اخترت دربا جديدا.


أقول لرفاقي لا تمحوا كل الذكريات الجميلة التي جمعتنا، اتركوا البعض منها حينما نلتقي هناك…


هناك حيث لا وجود للظلام بوجهيه، هناك حيث ترقد سعيدة وعمر وبنعيسى وأكروح وبودفت وزبيدة وآخرون.


هم هناك يحكون ذكريات جميلة، ويتحدثون معنا باستمرار، وقد حملوني رسالة أود أن أبلغكم بها:


اتركوا بعض الذكريات الجميلة بيننا، فسنلتقي يوما هناك، ونتحاسب بيننا. واسمحوا لي إن كنت قد اخترت موقعي هذا لأدافع عن اليسار، ولأدافع عن كرامة المواطن، وعن العيش الكريم،، ولأدافع عن وطن يتسع للجميع.


أخيرا وليس آخرا، أتمنى أن لا يكون البلاغ الملكي نهاية لمسؤولية شخص، بل إنهاء لحالة الركود والجمود ، إنهاء للعبث، إنهاء للأزمة.. ففي أحد التقارير الأخيرة للأمم المتحدة، يتوقع أن يصل عدد فقراء هذا الوطن خمسة ملايين هذه السنة. فحذاري من ثورة الجياع، لأنها أخطر بكثير من ثورة المثقفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى