اقتصاد

المغرب وبلدان افريقية مهددون بالجوع

الرباط اليوم: محمد السبتي

على غرار العديد من الأحداث، هناك من تكون الأحداث في مصلحته فيحقق مكاسب، وهناك من تكون الأحداث ضده فيتكبد خسائر. ولأن المغرب والمنطقة العربية والإفريقية ليست كيانا اقتصاديا واحدا، فإن التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية على أوكرانيا سوف يكون وقعها أشد إيلاما من دولة إلى أخرى، حسب المعطيات التي أسفرت عنها الحرب على الصعيد العالمي، في المؤشرات الاقتصادية المختلفة.

مخزون في خطر

الحرب الروسية على أوكرانية تقفز حدود الجغرافية والسياسية لتمس جوهر الإقتصاد ليس للبلدين فقط وإنما العالم لاسيما بالمنطقة العربية والإفريقية، والمغرب واحد من هذه البلدان، إذ يمر مخزون البلاد من القمح بفترة حرجة تغطي استهلاكها لخمسة أشهر، بعد أن تسلمت معظم طلبياتها من أوكرانيا قبل بدء الصراع هناك، وفق ما ذكر رئيس الفيدرالية الوطنية للمطاحن بالمغرب.

وتسلمت المملكة 0.55 مليون طن من القمح اللين الأوكراني من أصل طلبية حجمها 0.6 مليون طن تغطي الفترة من نوفمبر إلى فبراير، وستسعى للحصول على مزيد من الإمدادات من مناطق أخرى. في حين وصلت واردات المغرب من القمح إلى حجم قياسي يبلغ 6.5 ملايين طن من القمح خلال الموسم الزراعي 2021-2020، أي ما يزيد بنحو 35 في المائة عن واردات 2020-2019.

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، قد أكد أن ارتفاع الأسعار يهم الحكومة أكثر من التوافر. ويقول المغرب: إنه يتوقع زيادة الإنفاق على دعم القمح اللين 15 في المئة عن العام الماضي إلى 3.8 مليار درهم (410 ملايين دولار). ويمثل القمح الأوكراني والروسي 25 في المئة و11 في المئة من واردات المغرب من القمح على الترتيب، فيما تتصدر فرنسا قائمة الموردين. في وقت يرمي المغرب أنظاره إلى أسواق بديلة على غرار القمح الفرنسي والبرازيلي والأرجنتيني والبولندي والألماني والليتواني.

3 أشهر من الجوع

في الوقت الذي تشتعل فيه الحرب الروسية على أوكرانيا تستعد مساحات شاسعة من أفريقيا لتحمل وطأة صراع طويل الأمد بين الجمهوريات السوفياتية السابقة، وهما اثنان من بعض الشركاء التجاريين الأعزاء للقارة.

هذه المعطيات القائمة، يدق الاقتصاديون الأفارقة ناقوس الخطر بشأن انخفاض وشيك وكارثي محتمل في حجم التجارة بين القارة وشركائها المتحاربين إذا لم يدم التوغل الروسي المدان على نطاق واسع في أوكرانيا طويلاً.

وتعتبر روسيا وأوكرانيا لاعبين رئيسيين في التجارة الزراعية العالمية، حيث يمثل كلا البلدين ربع صادرات القمح العالمية، بما في ذلك 14 في المئة على الأقل من صادرات الذرة في عام 2020، و58 في المئة من صادرات زيت عباد الشمس العالمية في نفس العام.

ومن المرجح، وفق خبراء أن تشهد أفريقيا اضطرابات في سلاسل التوريد المتعلقة بالسلع والخدمات التي يتم تصديرها واستيرادها بين روسيا وأفريقيا”، حيث تتعرض روسيا لوابل من العقوبات من قبل منتقدي الهجوم على أوكرانيا.

بينما رد فعل أفريقيا الخافت إلى حد كبير تجاه الصراع بين روسيا وأوكرانيا قد يستسلم لموقف أكثر مباشرة من الأطراف المشاركة في الحرب إذا اشتد القتال. ولم تتحدث سوى قلة من الحكومات في القارة علانية في أعقاب الهجمات، حيث حث الاتحاد الأفريقي روسيا على احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”.

وهذا الوضع سيكون له مابعده حسب الخبراء، من خلال زيادة الضغط الكبير من وجهة نظر العلاقات المتعددة الأطراف حيث قد تضطر البلدان الأفريقية إلى اتخاذ موقف بشأن الصراع الذي يحدث بين روسيا وأوكرانيا، وقد يؤثر ذلك سلباً أو إيجاباً على العلاقة بين أفريقيا وروسيا في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى