سياسة

المرحوم اليوسفي: هذا ما قالته والدتي للحسن الثاني

الرباط اليوم: متابعة

تحدث اليوسفي عن استقبال الملك الراحل الحسن الثاني لوالدته في القصر نهاية الستينات، حين كان هو في المنفى، ويذكر الحدث في مذكراته “أحاديث في ما جرى” قائلا:

فارق والدي الحياة، تغمده الله برحمته سنة 1937، أي السنة التي حصلت فيها على الشهادة الابتدائية، وعانت أمي معنا كثيرا، لكن معاناتها الأكبر كانت معي، نتيجة غياباتي الطويلة و المتكررة عنها، التي كانت تحول دون رؤية أم لفلذة كبدها.

أذكر أنه بعد سنوات المنفى الطوال التي كنت ضحية لها، استقبلها في نهاية الستينات من القرن الماضي، المرحوم الحسن الثاني، الذي كلف الدكتور عبد الكريم الخطيب بإحضارها إلى القصر الملكي ليتناول معها الشاي، قبل انصرافها سألها إن كانت في حاجة لأي شيء، لتجيبه بلهجتها الطنجاوي: “بغيت وليدي” (أريد ولدي). أجابها الملك، رحمه الله، يمكن لابنك أن يعود إلى بلاده متى يشاء و الوطن سيرحب به، فظلت أمي متشبثة بالحياة، إلى أن عدت سنة 1980 بعد غياب دام 15 سنة، لتنتقل إلى عفو الله سنة 1981.

مات في سنة 1943 شقيقاي محمد ومصطفى، فيما اختفى شقيقي عبد السلام ولم يظهر له اثر إلى اليوم. كانت هذه الأحداث الحزينة و الأليمة، قد نزلت علينا كصواعق متتالية، وكادت أن تثنيني عن متابعة دراستي بثانوية مولاي يوسف بالرباط، غير أن باقي أفراد العائلة شجعوني على العودة إلى مقاعد الدراسة، لقد تحملت أمي بجلد، ونحن معها، دفن ابنيها محمد ومصطفى، لكن اختفاء أخي عبد السلام في نفس السنة دون أن نعرف مصيره، هو الذي خلق لدينا جرحا غائرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى