RABATTODAYالرئيسيةالرباط اليوم

الماسونية في الرباط: محافل كبرى، شخصيات، تواريخ.. وصراع طاعات

1338981683

الرباط اليوم: متابعة
بعيدا عن مبادئها الأولى القديمة، وعكس ما بشرت به كتبها ورسائلها الموغلة في القدم، تحولت الماسونية عبر قرون، من مجرد تنظيم يهدف إلى الإخاء والنقاء وتوحيد البشر من خلال احترام اختلافهم، إلى تنظيم ملغز، يعيش في الغالب حياة السرية والصمت. تحولت الماسونية إلى سلطة سوداء، وإلى مركز قوة حقيقي، تسللت أخباره عبر الزمن، لتكتب تاريخا بشعا، سيطرت فيه الحركة الماسونية على سلطة القرار السياسي والاقتصادي في العالم، وقادت كثيرا من الدول نحو فضائح وجرائم تدخل القانون في بعضها ليحد من سطوة الحركة الماسونية، وسكت عن الكثير منها، كي تواصل الحركة مسيرتها، بكثير من الأسئلة، كثير من النفوذ “البناؤون الأحرار”… أو ماسونيو العصر الحديث، يختلفون في الكثير من تفاصيلهم وملامحهم، عن تعاليم الكتب الأولى للماسونية، ويبتعدون في الكثير من ممارستهم عن أهداف الماسونية القديمة وعن شرط الانتماء للحركة.

واقع الماسونية بالمغرب لم يكن بأي حال من الأحوال شبيها بالتطور الذي عاشته الحركة في تونس والجزائر.

لم تكن الماسونية في المغرب محتاجة للعمل في سرية ولم تكن مضطرة لمواجهة قوانين أو إجراءات تحد من نشاطها أو تضعف وجودها.

في المغرب، كانت الماسونية موجودة منذ القديم، ولم يكن من الصعب، حسب عدد من المراجع، التعرف على عدد من أتباعها، وخصوصا منهم رجال دولة كبار، وشخصيات ساهمت في كتابة تاريخ المغرب الحديث، وإن لم يكن ذلك بطريقة إيجابية.

من بين أبرز الشخصيات التي تشير مراجع تاريخية كثيرة إلى أنها انتمت للحركة الماسونية ونشطت في صفوفها هناك :

• إدريس البصري : وزير الداخلية الأسبق وأحد أبرز علامات سنوات الرصاص.

• أحمد رضا كديرة المستشار الشهير للراحل الحسن الثاني.

• مولاي أحمد العلوي الذي تقلد عدة مسؤوليات حكومية في عهد الحسن الثاني.

أكثر من ذلك … هناك كتابات كثيرة ودراسات متعددة تشير إلى أسماء وازنة في تاريخ المغرب القديم والحديث معا، وكانت ضمن لائحة طويلة لقادة ومسؤولين مغاربة انتموا للمحافل الماسونية، وآمنوا بأفكارها، واشتغلوا في إطارها… غير أن التأكد من صحة هذه المعلومات وبالنظر لطابع البشرية المعتم الذي رافق تطور الماسونية في العالم من جهة، ولقلة المصادر وسهولة الوصول إلى الأرشيف الحقيقي للماسونية بالمغرب، يجعل الحديث عن كل هذه الأسماء مجرد تكهنات، سواء تعلق الأمر بالسلطان مولاي حفيظ، أو عدد من الأمراء والمسؤولين السامين الذين وردت أسماؤهم في عدد من الوثائق المهتمة بدراسة الماسونية.

في هذا الاتجاه، نذكر مثلا أن الأسبوعية الفرنسية الساخرة “لو كانار أونشيني”، كانت قد أوردت في عددها الصادر في 19 ماي 1993 خبرا عن بداية علاقات بين الراحل الحسن الثاني والمحفل الكبير الوطني الفرنسي…

…عدم تعرض الماسونية للتضييق بالمغرب، وعدم اضطرارها للدخول في مرحلة الكمون الطويلة التي عاشتها الماسونية في تونس والجزائر، جعل الحركة في المغرب أكثر نشاطا وتنظيما، وجعلها حسب عدد من التسريبات والوثائق، تتوفر على ثلاثة محافل كبيرة، هي :

1. المحفل الكبير للمملكة المغربية (la grande loge du royaume du Maroc)، والمعروفة برمزها (GLRM).

2. المحفل الكبير للمغرب (la grande loge du Maroc)، المعروفة ب (GLM).

3. المحفل الكبير القانوني للمملكة المغربية (la grande loge régulière du royaume du Maroc)، المعروفة ب(GLRRM) .

المحافل الثلاثة تضم في عضويتها ما يزيد عن 200 شخص، من الجنسين حسب عدد من الوثائق المهتمة بالماسونية، كما أنها، أي الماسونية بالمغرب، عرفت انتعاشة كبرى ونشاطا أكبر انطلاقا من سنة 2000.

في بعض الوثائق التي تمكنت “الأيام 24” من دراستها، وجدنا وثيقة لإحدى الحركات الماسونية الإيطالية، تتحدث عن علاقة الحركة الماسونية في المغرب بالتنظيمات الماسونية في فرنسا، وتتحدث بالضبط عما يمكن أن نعتبره سببا لانتعاش الماسونية في المغرب منذ سنة 2000.

مما تورده هذه الوثيقة، أنه منذ سنة 2001، جعلت الماسونية الفرنسية نصب أعينها هدفا كبيرا وملحا، يتجلى في إعادة الحياة الماسونية بالعالم الإسلامي، وخصوصا، تقول ذات الوثيقة، “مع الإخوة الفرنكو-مغاربة”.

المبادرة الأولى لتحقيق هذا الهدف، قادها الماسوني الفرنسي “إيميل واكنين”، بمساعدة “إيف تريستونيل”، الكاتب العام للمحفل الكبير الفرنسي (GLNF)، الذي تقول الوثيقة الإيطالية إنه : “أصدر مرسوما للترخيص بخلق المحفل الكبير للمملكة المغربية (GLRM)”… والذي تتهمه في نفس الوقت بكونه الرجل الذي عرف دائما بخلق وتفجير عدد من التنظيمات الماسونية لأسباب مزاجية.

ذات الوثيقة تشير إلى أن مجهودات “إيميل” و “إيف” تكللت بالنجاح، بفضل الاعتماد على شخصين من المغرب، هما :

1. المعلم الكبير (وهي رتبة في التنظيم الماسوني) المهندس “بوشعيب الكوني”.

2. رجل الأعمال “لطفي بلحاج” الذي تم تعيينه في منصب “معلم كبير مساعد مكلف بالعلاقات الدولية والتواصل”.

3. الوثيقة تتحدث أيضا عن الجهود التي بذلها شخص ثالث في مرحلة ثانية، من أجل إنجاح المبادرة الفرنسية وإعادة الحياة للماسونية المغربية، وقدمت هذا الشخص باسم : “رشيد م مكوار”.

أكثر من ذلك، تشير ذات الوثيقة، وبمناسبة الاحتفال بالذكرى 900 لميلاد المحفل الفرنسي (GLNF) والذي احتضنته مدينة “كان” الفرنسية سنة 2003، تمكن المحفل الكبير للمملكة المغربية (GLRM)، من ممارسة ضغوطات أدت إلى كسر “طاعته” للمحفل الفرنسي، وأجبرته على إلغاء مرسوم الاعتراف الذي كان مفروضا عليه.

في هذه الفترة، وبسبب الخلافات التي ظهرت بين الفريقين، تقول الوثيقة الإيطالية، إن المحفل الماسوني الفرنسي، استطاع استقطاب 80 عضوا من الماسونيين المغاربة وأعاد ربطهم به، في حين طلب من ماسونيين مغاربة آخرين، عدم متابعة نشاطهم وعملهم تحت رعاية المحفل الفرنسي (GLNF).

المثير في المعطيات التي تقدمها الوثيقة الإيطالية بخصوص نشاطات الماسونية في المغرب، هو حديثها بكثير من الدقة عن هذه المرحلة، حيث تقول : “بعد ذلك، اجتمع حوالي 156 من الإخوة المغاربة، بشكل سري في فندق “ميريديان” بالدارالبيضاء، لتدارس مسألة الاعتراف التي تعرضها عليهم الماسونية الأمريكية (الحركة الماسونية بالولايات المتحدة الأمريكية)”.

العرض الأمريكي، خلف حسب ذات الوثيقة، تخوفات كبيرة من طرف المحفل الماسوني الفرنسي (GLNF)، مما أدى في النهاية، إلى خلق المحفل الكبير القانوني للمملكة المغربية (la grande loge régulière du royaume du Maroc)، المعروفة ب (GLRRM)، والذي أدى بدوره إلى خلق “المحفل الكبير النسائي للمغرب” (GLFM).

واضح إذن، من خلال الوثيقة الإيطالية المشار إليها أعلاه، أن الحركة الماسونية في المغرب عرفت دينامية جديدة بداية من سنة 2000، وأصبحت لها نشاطات أكبر، مما أدى إلى ظهور صراعات تنظيمية بسبب رغبة المحفل الماسوني الفرنسي في فرض “الطاعة” على الماسونيين المغاربة، مما أدى في النهاية إلى ظهور محافل متعددة، و”طاعات” مختلفة.

…نتيجة لذلك، ستظهر أيضا زعامات ماسونية متعددة في المغرب، فإذا كانت الوثيقة الايطالية تشير بالاسم إلى المهندس “بوشعيب الكوني” باعتباره “المعلم الكبير” للمحفل الكبير للمملكة المغربية (la grande loge du royaume du Maroc)، والمعروفة برمزها (GLRM)، والتي تؤكد ذات الوثيقة أنها تأسست في 15 يونيو من سنة 2000 بمدينة مراكش، فإن وثائق أخرى تهتم بالماسونية المغربية، تشير إلى اسم آخر، تقدمه ك”المعلم الكبير” للمحفل الكبير المنتظم للمملكة المغربية (la grande loge régulière du royaume du Maroc)، المعروفة ب(GLRRM)… هو “رجل القانون”، “سعد الحريشي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى