أقلام وآراء

الكتابة اشتياق في زمن الشقاق والنفاق

الرباط اليوم
بقلم محمد الطنجي

أريد أن اكون كاتبا مبدعا فنانا لا يعترف بالقيود او بذلك الافق المحدود، فنانا كالحصان الجامح الغير الآبه للآتي والرائح مستكينا فقط لأمه الطبيعة؛ لأكتب عن مآس أعيشها ويعيشها آخرون لإيماني أن الفن ينبثق من رحم المعاناة.

الكتابة ذلك الخطاب اللساني المستعمل لأرقى الأنساق والذي يخول لي أن أكتب عن الأزمة الأخلاقية المتجاوزة لكل الازمات التي يمكن للإنسان أن يتصورها بالرجوع إلى عقله القاصر عن استجلاء الحقائق جميعها، وعن سلوك البراح الذي نسلكه في حياتنا اليومية من النقيض إلا النقيض لتبقى الوسطية مجرد شعارات ترفع عندما تعود القلوب إلى رشدها ويستنير حاطب الليل ببصيرته عوض الاعتماد على بصره المضلل، الذي يصور له الطيور على غير أشكالها بنفس وثيرة تمثل اصوات الحيوانات فالنعيق يغدو نهيقا والصياح يستحيل نباحا؛ ولا صوت يعلو على صوت الطبلة والمزمار في زمن تختلط على المستقبل أو لنقل المتلقي الأمور في ظل تبادل الادوار الممارس بشكل ممنهج مؤسس لثقافة الصياح في زمن الانبطاح، زمن يجب فيه أن تخفض جميع الأشرعة كي لا تجرف السفينة الرياح…

رياح كانت وستبقى رمزا للتغيير المضلل، الذي يقوده فتى مدلل تبهجه ألون الهوان والذل، تغيير ظاهره رحمة وباطنه من قبله العذاب، يرسخ نوعا من الاغتراب الذي أسس له نعيق السراب والجراب والشراب والضباب الذي لم يلق له الفلاح بالا ليجد تصرفه حين آوى أبناء آوى عليه وبالا، وهو امر ربما أدركته وأنا يافع مع اقراني من اليافعين الذين كانوا على الحق في نيل النصيب من صعود المؤسسة التعليمية كمصعد مدافعين… أتوق ليوم أكون فيه ذلك الكاتب الذي يتجاوز حلم ذلك الكاذب أو أوهام من لجمع الاشياء راغب، كاتب لا يعبأ بالتاويل الأعوج في زمن كثر فيه أصحاب “الفز” وممتهنوا القفز، لكن دائما وفي خضم مخر عباب الكتابة لا تفتأ الرقابة الذاتية متبوعة بالإكراه الاجتماعي تكبح جماح الفرس المنطلق، ولعل عبارات تتبيط العزائم وعدم الاعتراف بالكفاءة في زمن الرداءة تفعل فعلها لأجدني أغوص نحو القعر، قعر لا يسعنى إلا أن أتخذه ملجأ إلى أن تمر أزمة القيم كي يتاح للمارد الكامن في فن الكتابة أن يستفيق، والاستفاقة أو الاستيقاظ ليس شعارا فضفاضا أو ضحكا على الدقون لأن الكتابة الرصينة لا تختلط بسوء النوايا، ولتكن الكتابة استشرافا لمستقبل نتمناه جميلا لأجيال لاحقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى