وطنية

الفيلالي الذي انتقاه الحسن الثاني للزواج من ابنته للا مريم

الرباط اليوم: الايام24

كان عبد اللطيف الفيلالي سفيرا بمدريد حينما كانت العائلة الملكية تنزل ضيفة في إقامته كلما انتقلت إلى الديار الإسبانية، ولم يمر جميل المحيا، فارع الطول، صاحب العينين الجذابتين، دون أن يلفت الملك الراحل الحسن الثاني ويتسلل بسرعة إلى فؤاده اسما على مسمى.

“لعل المسألة إنسانية محضة ولدتها الصدفة وضربات الحظ النادرة، فلأمر ما ارتاح الحسن الثاني رحمه الله لابن عبد اللطيف الفيلالي، والرواية لمصدر مقرب من عائلة آل الفيلالي. أعجب به وبمساره الدراسي وبقوة شخصيته. ولهذا ائتمنه على الهولدينغ الملكي أونا، ووضع فيه ثقة كبرى، في زمن قل من كان يطمئن إليه، بعد أن زوجه من ابنته البكر للا مريم ياقوتة الحسن الثاني”.

بدأ والد فؤاد الفيلالي مساره المهني مبكرا كواحد من المغاربة الأوائل الحاصلين على الدكتوراه، إذ كان عضوا في ديوان بلافريج عام 57،  قبل أن يتدرج ابن فاس الجديد في عدة مناصب، من سفير في مدريد إلى سفير في إيطاليا فوزير للخارجية ووزير التعليم، حتى منصب رئيس الوزراء لم يتعذر عليه الوصول إليه.

أما ابنه، فقد كان شاب اوسيما، درس الاقتصاد والمالية في الولايات المتحدة الأمريكية. اشتغل بعد تخرجه في بنك “شيز منهاتن” في نيويورك، وهو واحد من الأبناك التي كان يضع فيها الحسن الثاني أمواله.

لم تبرح عين الراحل الحسن الثاني الشاب فؤاد. منذ أن رأته عيناه وهو يتمنى أن تجتمع فيه كل الصفات المثالية لتأهيله للزواج من الحسناء للا مريم، ولذلك أخضعه عن بُعد لامتحانات عسيرة نجح فيها تباعا، كما يوضح لـ”الأيام” مصدر مطلع:  “من المؤكد أن الحسن الثاني الذي كان وراء فكرة زواج ابنته البكر من فؤاد الفيلالي، راقب تحركات الشاب الطموح، وقد يكون طرح السؤال على عبد السلام الجعيدي القنصل العام في نيويورك، الذي كان يمد الملك الراحل بتقرير عن الرجل المرشح في لائحة الأزواج الذين خضعوا لامتحانات إنسانية قاسية، وإلا فليس لقنصلنا العام في نيويورك الحق في أن يتدخل في ما لا يعنيه، إن لم يطلب منه ذلك”.

تطلع الحسن الثاني إلى جمال ابنته البكر وإلى استثنائيتها، فاعترته رغبة تزويجها على الرغم من أنها لم تكن بعد قد حسمت في مواصلة دراستها الجامعية، وكان فؤاد الفيلالي بدون منازع يتربع على عرش لائحة المرشحين للاقتران بها، “كان التحفظ الوحيد الذي استوقف الملك هو أن والدة فؤاد الفيلالي أجنبية(آن الإيطالية)، لكن سرعان ما سيترفع البلاط عن هذا النوع من هذه القيود التي سبق لمحمد الخامس أن تجاوزها كما ستلاحظون عندما وافق على زواج ابنه مولاي عبد الله من اللبنانية لمياء الصلح، وهو نفس المسلك الذي سينهجه مرة أخرى مع زوج للا حسناء الجزائري الأم…” تؤكد لـ “الأيام” مصادر مطلعة.

“أنا أمنحك قرّة عيني. إياك أن لا تسعدها! ” هكذا همس الحسن الثاني في أذن فؤاد الفيلالي كما كتب الصحافي تيكوا في كتابه ” آخر الملوك” ليبرهن له إلى أي حد يضع بين يدي الشاب فؤاد ابنته الأقرب إلى فؤاده، التي منحته أول حفيدة ستحمل في ما بعد لقب الأميرة المدللة للقصر.

لم يكن فؤاد الفيلالي شابا متألقا فحسب، إنه سليل آل الفيلالي أحد الفاسيين المنتمين إلى شجرة متضلعة في العلم ولها في شجرة الأنساب ما يكفي من الفروع يصل إلى الجد الأشهر في تافيلالت.

ومرة أخرى لم يكن الشاب الذي انتقاه الحسن الثاني وسط ملايين المغاربة للزواج من ابنته البكر، إلا حفيد التهامي الفيلالي الذي درًّس محمد الخامس القرآن، وكان صديقا للسلطان مولاي يوسف، منذ أن كان يشغل منصب قاضٍ في بني ملال، وقد توشجت العلاقات العائلية أكثر في دار المخزن عندما تزوج عم فؤاد من شقيقة الجنرال مولاي حفيظ.

بفاس مسقط رأس فؤاد، أحيى الحسن الثاني سنة 1986 حفل زفاف أسطوري لابنته البكر من فؤاد الفيلالي المدغري العلوي، ابن وزير الخارجية آنذاك، وقد مر الزواج من عدة مراحل عاصفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى