سياسة

العثماني يقر ضمنيا بفشل حصيلة برنامج التعليم الرقمي

الرباط اليوم

أقر رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بشكل ضمني بفشل حصيلة برنامج التعليم الرقمي الذي انطلق في سنة 2006، والذي كلف خزينة الدولة ميزانيات مهمة بدعوى إنتاج الدروس الرقمية، وتطوير المحتوى الرقمي، ومواكبة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مؤسسات التعليم العمومي.

رئيس الحكومة الذي سبق وأن دعا إلى مراجعة حكامة تدبير برنامج “جيني” الذي استهلك صفقات بعشرات المليارات، أكد أمام مجلس المستشارين أن أزمة “كورونا” أعطت دفعة قوية للاستفادة من إدراج التقنيات الحديثة كداعم ورافد للعملية التعليمية الحضورية، مصرحا بأنه “في هذه الفترة الوجيزة أنتجت مختلف الفرق التعليمية من الدروس المصورة والمضامين الرقمية ما لم يتم إنتاجه على مدى عشر سنوات”.

هذا الإقرار الرسمي بالحصيلة الضعيفة لبرنامج تعميم التعليم الرقمي يتزامن مع الانتقادات الكثيرة التي لاحقت أداء التعليم عن بعد، كما يتزامن مع المراسلة التي وجهتها الجامعة الوطنية للتعليم، التوجه الديمقراطي، إلى كل من رئيس الحكومة، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والتي طالبت فيها بتوفير “طابْليتات” وحواسيب وهواتف للتلاميذ والطلبة والمدرِّسين.

كما دعت المراسلة إلى حث الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات وشركات الاتصالات على توفير شبكات وصبيب إنترنيت كاف ومجاني في مجال التعليم، في ظل الهشاشة الاجتماعية لأغلب الأسر المغربية التي لا تتوفر على الإمكانيات والوسائل اللازمة لانخراط بناتها وأبنائها في التعليم عن بعد.

المراسلة ذاتها ذكرت بمصير المستلزمات التقنية الأساسية التي رُصِدت لها ميزانيات ضخمة عبر برنامج جيني قبل وخلال تنزيل المخطط الاستعجالي، في ظل ضعف التكوين المسجل في استعمال الوسائط البيداغوجية الإلكترونية، مشيرة إلى أن تغطية شبكات الهاتف والإنترنيت بالمغرب لا زالت ناقصة، وأن العديد من المناطق ليس بها أي تغطية وأن العديد من المنخرطين، بشكل عام، يتنقلون من مكان إلى آخر بحثا عنها.

ونبهت المراسلة إلى أن التعليم عن بعد لا يمكنه بأي حال من الأحوال تعويض التعليم الحضوري في الفصول الدراسية، كما طالبت بإعادة تفعيل برنامج نافذة الذي “ساهم مع جزء من أسرة التعليم، إلى حد ما، في الولوج لتكنولوجيا المعلومات واستخدامها في المنظومة التربوية وكذلك الولوج للمحتويات متعددة الوسائط، لكن مع تجويدها، وتوفير حواسيب مناسبة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى