وطنية

الضحك ممنوع في المغرب (هيومن رايتس ووتش)

الرباط اليوم: متابعة

سلطت “هيومن رايتس ووتش” الضوء على واقعتين متشابهتين في كل من المغرب وتونس، تكشف فيهما تفاصيل اعتقال شابتين بسبب تقاسمهما محتويات على شبكات التواصل الاجتماعي كان الهدف منها “المرح والضحك” لكن العواقب كانت جد وخيمة.

وقالت “هيومن رايتس ووتش” المنظمة الحقوقية الأمريكية، التي ترصد واقع حقوق الإنسان عبر العالم، إن “الضحك ممنوع في المغرب وتونس!.. شابتان تواجهان العدالة بسبب نكات حول فيروس كورونا”.

وأوضحت المنظمة الحقوقية أن الموضوع يتعلّق بدعابة صغيرة، ليس إلا. لكنّ اختيار هذه الوسيلة العالمية لمواجهة القلق الناتج عن الحجر الصحي وفيروس “كورونا” أوصل شابة مغربية إلى السجن، وقد يوصل أخرى تونسية إلى المصير نفسه.

وتابع ذات المصدر، في المغرب، حصلت القصّة في مرزوݣة، وهي مدينة صحراوية صغيرة تشتهر بكثبانها الرملية التي جعلت منها أيقونة سياحية. في بداية أبريل، صوّرت شابة مقطعا قصيرا، ربّما لتواسي نفسها لكونها محاصرة بين أربعة جدران قرب تلك المناظر الطبيعية الخلابة. ظهرت الشابة في فيديو مصور في قاعة جلوس لا تتجاوز مدته 15 ثانية، والذي نُشِر في ما بعد على موقع “تيك توك”، وهي تقلّد “القايدة حورية”، شخصية من قوات الأمن اشتهرت بطريقتها الفريدة في توبيخ المغاربة الذين لا يحترمون تدابير الحجر الصحي. كان أداؤها مقنعا ويبعث على الضحك.

لكن يبدو أنّ السلطات، حسب “هيومن رايتس ووتش”، “تفتقر إلى حسّ الدعابة. فبعد أياّم، قُبض على الشابة وحُكم عليها بشهرين حبسا، وهي الآن تقضي العقوبة في سجن الراشدية. تهمتها الرئيسية أنها كانت ترتدي خلال المقطع الكوميدي لباسا عسكريا، في خرق للفصل 382 من القانون الجنائي الذي يعاقب “من تزيّا علنا بغير حقّ بزيّ نظامي”. وكان الزي الذي ارتدته ملكا لصديق دركي”.

وأضافت “هيومن رايتس ووتش”، لا شكّ أنّ الشابة آمنة الشرقي، من تونس العاصمة، كانت أيضا تسعى إلى رسم الابتسامة لمّا أعادت نشر نصّ قصير بعنوان “سورة كورونا” على “فيسبوك”، وهو نصّ خفيف الظل مكتوب على شاكلة سورة قرآنية. لكن المزحة كانت لها عواقب وخيمة. استدعيت الشابة من طرف الشرطة القضائية يوم 4 ماي، وبعد يومين خضعت لاستجواب من قبل سبعة أعضاء من مكتب النيابة العمومية. بحسب الشرقي، قال أحدهم: “لا حرية تعبير عندما يتعلق الأمر بالدين”.

وفي 6 ماي، أدينت المدوّنة الشابة بالدعوة إلى “الكراهية بين الأديان باستعمال الوسائل العدائية أو العنف” بموجب الفصل 52 من “المرسوم المتعلق بحرية الصحافة”. وتواجه الشرقي السَّجن ثلاث سنوات.

واكدت المنظمة الحقوقية أنه في أوقات الأزمات، مثل الوباء الناتج عن فيروس كورونا، يسمح القانون الدولي استثنائيا للسلطات بحظر بعض أشكال التعبير، إن كانت عواقبه تهدد الصحّة العامة. لكن ذلك لا يشمل النُكات التي، في أسوأ الحالات، يمكنها أن تقتل من الضحك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى