سياسة

الصديقي: العلاقات مع فرنسا لم تتحسن بشكل جيد

الرباط اليوم: الايام24

جاءت وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، أمس الجمعة للرباط، لتعلن عن “مواصلة أنشطة قنصلية عادية” مع المغرب، بعدما خفضت فرنسا بشكل حاد عدد التأشيرات الممنوحة للمغرب بنسبة 50%، مبررة ذلك برفض الرباط استعادة عدد من المهاجرين الذين صدرت في حقهم قرارات الترحيل.

وبحسب معطيات صادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية، فقد حصل المغاربة سنة 2020 على أكثر من 98 ألف تأشيرة دخول إلى فرنسا، مقابل 346 ألفا سنة 2019، وحوالي 303 آلاف سنة 2018، و295 ألفا سنة 2017.

ورغم إعلان وزيرة الخارجية الفرنسي لهذا القرار في ندوة صحفية رفقة نظيرها المغربي، ناصر بوريطة، إلا أن سعيد الصديقي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس، يرى بأنه “ليست هناك حتى الآن مؤشرات قوية على حل الأسباب الجوهرية للأزمة الدبلوماسية التي سادة العلاقات بين المغرب وفرنسا خلال الشهور الماضية”.

وأوضح الصديقي حديثه مع “الأيام 24” أن ما يتم الحديث عنه الآن يتعلق ببعض الملفات والتي منها مسألة التأشيرات، موضحا أنها مجرد مظاهر للأزمة أعمق من ذلك بكثير، حيث أنه “هناك دون شك تحسين العلاقات بين البلدين ولكن لا يُتوقع أن تعود إلى وضعها الطبعي سريعا إلا اذا اتخذت فرنسا مواقف متقدمة جدا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية كما فعلت الحكومة الإسبانية”.

وأكد أستاذ العلاقت الدولية، أنه حتى الآن ليس هناك ما يشير إلى أن فرنسا عازمة على التعبير بموقف أكثر وضوحا، بحث أن ما يقوله المسؤلون الفرنسيون أنهم كانوا دائما داعمين لمشروع الحكم الذاتي، مؤكدا أن “المغرب لا يرد ترديد العبارات التي يتكلم بها المسؤولون الآخرون، بل يريد موقفا اكثر وضوحا.

كما توقع المتحدث نفسه، أنه في حالة إذا تمت زيارة ماكرون إلى المغرب، “فإنها ستكون خطة مهمة لتحسين هذه العلاقات، لكن الوضع لن يعود إلى ما كانت عليه بين البلدين إلا بعد نهاية الولاية الثانية لماكرون نظرا لعدة أسباب والتي منها، غياب قنوات قوية والتواصل والحوار بين البلدين، حيث أنه “في الحكومات السابقة كانا نجد بعض أصدقاء للمغرب في تلك الحكومات سواء تعلق الأمر برؤساء دولة أو حكومة أو وزراء أقوياء ضمنها او مستشارين كبار لدى الرئاسة الفرنسية”.

وأوضح الصديقي أن هناك عوامل كثيرة، غير أن أهمها والذي يجعل فرنسا تحاول عدم خسارة لا المغرب ولا الجزائر، رغم أن هذه الأخيرة بدت منعزلة بسبب موقفها من الحرب الروسية الأوكرانية وعلاقتها مع روسيا، لكنها تستعمل ورقة الغاز والنفط لأقصى الحود نظرا لحاجة اوربا الكثيرة للطاقة الجزائرية وخاصة الغاز، موضحا أنه “لا يمكن أن نتوقع اتخاذ فرنسا لموقف معين لصالح المغرب قد يثير غضب حكام الجزائر مما قد ينعكس ما حققته فرنسا مع الجزائر من تفاهمات خلال زيارة ماكرون الأخيرة لها”.

وحول حسن العلاقات وما سينتج عنه في يما يتعلق بالقضايا الإقليمية خصوصا منطقة الساحل والصحراء، أبرز أستاذ العلاقت الدولية، أن فرنسا تواجه تحديا غير مسبوق في مناطق نفوذها الكلاسكية خاصة في منطقة غرب إفريقيا والساحل والصحراء، مبرزا أن عدم خسارة مزيد من الحلفاء يُفيدها، بحيث يعد المغرب تاريخيا حليفا لفرنسا.

وأضاف الصديقي، أنه عمليا لا ينعكس بشكل كبير هذا الأمر النفوذ الفرنسي بالمنطقة الساحل والصحراء، في حين أنه سيساعد في بقاء صورة فرنسا في الحفاظ على مصالحها، مضيفا “لذلك فتحركه أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية اتجاه القارة الإفريقية لا تحكمه المصالح الجيواستراتيجة فقط، بل أيضا للحد من أي نفوذ يهدد هذه المصالح وخاصة من دول مثل تركيا والصين لمتزايد خاصة على المستوى الإقتصادي والحضور العسكري الروس ببعض القوات غير الرسمية”.

 

 

وكانت كولونا، قد قالت خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عقب محادثاتهما، إن مواصلة “علاقة قنصلية كاملة” بين البلدين تهدف إلى “النهوض بالتبادلات البشرية وتشجيع التناغم العميق بين المجتمعين، وهو ما يجعل هذه العلاقة الثنائية متفردة”.

 

وفي معرض جوابها عن سؤال حول التأشيرات المسلمة من طرف القنصليات الفرنسية بالمغرب، قالت الوزيرة الفرنسية “قمنا بما يتعين القيام به. لقد تم الأمر”.

 

وأشارت إلى أن “الرأسمال البشري الذي يوجد بيننا يشكل مصدر قوة لكلا البلدين”، مضيفة أن “هذه التبادلات ستظل حجر الأساس لعلاقاتنا الثنائية ومحركها في المستقبل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى