أخبارهن

السحاقيات.. مراهقات هربن من الرجال إلى أحضان النساء

الرباط اليوم

ليال ساخنة.. جنس.. متعة.. إغراء، لكن الأطراف نشاز واستثناء. “نيوز بريس” تدخل عالم السحاقيات أو مثليات الجنس لتنقل لقراءها أسرار تعرف لأول مرة عن ظاهرة تنتشر في صمت.

إنهن يبحثن عن هوية ضاعت في خضم إخفاقات التعليم والشغل المفقود، وفي هذه الطريق يظهر النشاز والاستثناء ليبرز إلى السطح بعد أن كان بالأمس محدودا محصورا في الغرف المغلقة.

وبينما تتجاذب إغراءات الحياة وإكراهاتها الجيل الشاب ينبع من وسط هذا الخضم ذلك التشكيك في الهوية الجنسية. فيكتشف فجأة بعض من المراهقات أنهن يمتلكن ميولات جنسية مختلفة تصنفهم في خانة المثليات.

ظاهرة صادمة

في الماضي كان الشاب أو المراهق المثلي حريصا على إخفاء هويته وعدم الإفصاح عن ميولاته بسبب التحفظ الذي كان المجتمع يعلنه بهذا الخصوص،،، لكن اليوم خرجت المثلية في أوساط المراهقين من دائرة الطابوه لتتحول تدريجيا إلى ظاهرة معلنة يتعاطى معها المراهقون في أسوأ الأحوال بالسخرية.

هؤلاء المراهقون لا يقبلون الصورة التقليدية للأسرة التي يقودها الرجل وتتبعه المرأة، إنهم يرفضون ما شبوا عليه في أوساطهم الاجتماعية، ويثورون على قوانين الطبيعة التي تحكم العلاقة الجنسية بين الأنثى والذكر.

إنهم في الغالب تلاميذ أو تلميذات في بداية المشوار ينزعون نحو مثلية جنسية ضد التيار العام السائد في أوساطهم المدرسية والاجتماعية.

مثلية الإناث الخفية

منال فتاة مراهقة من هذه الفئة، تدرس في المستوى الثانوي، تعتز بمظاهر الذكورة الواضحة على شكلها وهندامها لكنها تؤكد أنها لا تستطيع البوح بمثليتها الجنسية التي اكتشفتها بعد أول علاقة جنسية لها مع إحدى زميلاتها.

وفي حين أن منال تحرص على عيش حياتها المختلفة في الظل، فإن بعض الشواذ والشاذات لا يترددون في الكشف عن مثليتهم والمجاهرة بها.

تتناقل بعض مشاهد الفيديو على شبكات الإنترنت تلميذات بوزرات دراسية مغربية وهن يتبادلن القبل في فصل دراسي، وبالنسبة للكثير من المغاربة فإن هذا السلوك يعتبر صدمة، فما بالك إذا تعلق الأمر بأولياء أمور هؤلاء التلاميذ والتلميذات.

ولا يتعلق الأمر بمشهد أو مشهدين من الفيديو، فهناك أرقام رسمية صادمة تكشف عن عالم من المثلية المتنامية في أوساط المراهقين في المدارس والمؤسسات التعليمية.

تؤكد تقارير اجتماعية أن المثلية الجنسية أصبحت تنتشر في صفوف التلاميذ، الذين باشروا، بالفعل، حياتهم الجنسية في سن مبكرة.

وحسب دراسة أجريت مؤخرا فإن المراهقين ما بين الـ14 والـ19 سنة أقرّوا بممارستهم نشاطا جنسيا يتسم بوجود علاقات جنسية مثلية أو حتى علاقات جنسية مع أشخاص من الجنسين معا.

وتتوزع هذه النسبة ما بين 18.75 في المائة من التلاميذ الذين أكدوا أنه سبق أن كانت لهم علاقات جنسية مثلية، في حين اعترف 12.5 في المائة من هؤلاء التلاميذ أنهم أقاموا علاقات جنسية مع أشخاص من الجنسين معا، بينما بلغت نسبة التلاميذ الذين أقاموا علاقات جنسية عادية 68.75 في المائة.

أما عن متوسط العمر الذي يعرف فيه المراهق المغربي أول علاقة جنسية فقد كان -حسب الدراسة- 15.6.

ليال ساخنة وتساهل اجتماعي

بالنسبة للسلوك الجنسي الشاذ تبدو المهمة سهلة كثيرا بالنسبة للإناث السحاقيات مقارنة بالشواذ من الذكور. فغالبا ما تعيش الفتيات من التلميذات والمراهقات علاقاتهن الجنسية الخفية بيسر بالنظر إلى التساهل الاجتماعي.

تقول منال “لا أحد يمكنه أن يشك في علاقتي بصديقتي حتى ولو قضت معي الليلة في نفس الغرفة”، وهي تعترف بأنها كثيرا ما دعت صديقة لها للمبيت معها في الغرفة لقضاء ليلة ساخنة.

لكن الوضع يختلف كثيرا بالنسبة للمثليين من المراهقين الذين تعتبر وضعيات ممارساتهم الشاذة متطلبة لخصوصية كبيرة.

أكره الرجال

تتعدد أسباب اتجاه السحاقيات نحو المثلية الجنسية بين المشاكل الأسرية أو حتى كره الرجال أو التعرض للاعتداء الجنسي، فميول مراهقة مثل “إلهام” إلى الفتيات تفسره بكرهها للرجال.

إنها ضحية صريحة من ضحايا المشاكل الأسرية والخلافات بين الزوجين فقد عاشت وسط أسرة غير مستقرة، وشاهدت كثيرا من مشاهد العنف الذي تعرضت له والدتها على يد والدها.

لا تستطيع إلهام تناسي ذكريات الطفولة الأليمة وهي تحكي تجربتها. لكن مأساتها لم تتوقف فقط عند علاقة أبيها وأمها المتوترة فقد كانت بدورها ضحية لهذا العنف الجنسي الأعمي عندما تعرضت لاعتداء جنسي وهي طفلة صغيرة في العاشرة، تقول عن نتيجة ذلك “لا أطيق أن يلمسني رجل”.

بالنسبة لعلماء الاجتماع إن الميولات السحاقية أو المثلية عموما هي نتيجة من نتائج التفكك الأسري أو غياب الحضن الاجتماعي الذي يمثله الأب والأم. عندما تنشأ الفتاة في أسرة مفككة وغير مسؤولة يمكنها أن تكون ضحية وفريسة سهلة لكل الطامعين في جسدها وهو ما يفتح أمامها نوافذ الاكتشاف المبكر للممارسة الجنسية ومن ثمة مسارات الشذوذ المختلفة.

إن الميكانيزم الذي تخضع له الفتيات الشاذات شبيه بذلك الذي ينطبق على الفتيان الذين يقعون بدورهم فريسة للإدمان على التدخين والمخدرات.

الوسط المدرسي.. خزان السحاقيات

في كل المؤسسات التعليمية الثانوية على الخصوص هناك شخصيات سحاقية “مرجلة” أو “ذكرية” حسب التعبير الدارج المستخدم لتوصيفها.

ليلى تعرف جيدا هذا النوع من الفتيات في الثانوية التي تدرس بها بالدار البيضاء، وهي لا تخفي أنها تنتمي إلى هذه الفئة. بل إن هويتها الجنسية معروفة في وسط المؤسسة تقول عن ذلك “يعرف الكل أن لدي ميولات جنسية سحاقية، وكثير من الفتيات اللواتي يرغبن في خوض التجربة واكتشافها يتقربن مني على هذا الأساس”.

لكن الذي يجعل ليلى مشهورة في هذه المؤسسة هو انتماءها إلى جماعة “عبَدة الشيطان” وحولها بعض الفتيات اللواتي ينتمين إلى فرق موسيقية تعشق “الروك” أو “البانك”.

وتروي ليلى عن بعض زميلاتها السحاقيات قائلة “بعضهن يتحرشن بصفة علنية ببعض الفتيات الجميلات”.

ورغم سنها الصغيرة التي لا تتجاوز السابعة عشر تجزم وتحسم سعاد في وضعها الجنسي وهي تؤكد أنها لا تمتلك أي ميول نحو أصدقائها الذكور.

فمنذ أن اكتشفت جسدها مع سن البلوغ بدأت تحس بهذا الميل الدائم نحو صديقاتها، وتحكي هنا كيف أغرمت بإحدى الفتيات اللواتي كن يدرسن معها وحاولت التحرش بها في مرحاض المدرسة.

“لقد بدأت أغازلها وأصف جمالها ثم بدأت أتحسس أجزاء من جسدها، لكنها أحرجت وخرجت مسرعة” تحكي سعاد عن أول محاولة للتقرب من الإناث.

هذه الفتاة التي فرت في المرة الأولى ستصبح لاحقا عشيقة قرينة لسعاد تزورها في البيت وتعيشان معا سحاقيتهما في غفلة من الأسرة.

لم يكن إقناع هذه العشيقة سهلا، لكن إصرار سعاد على الإيقاع بها في غمار الشذوذ كان كبيرا. كانت تتصل بها ليلا نهارا، وتضايقها في المدرسة وفي الشارع، وعبر الإنترنت إلى أن “رطابت” حسب تعبيرها، وجاءت تبحث عني لتخوض التجربة ومنذ ذلك اليوم تأكدت أنني لا حاجة لي بالرجال.

تصف ذلك قائلة “لقد اكتشفتُ من أكون فعلا ووجودي مع صديقتي يُشعرني بالأمان، كما أن علاقتنا يسودها الحب والوئام الذي لا أعيشه حتى مع أسرتي.. والأهم من ذلك كله أنه لا أحد يمكنه أن يشك في علاقتنا حتى ولو أمضينا الليلة في نفس الغرفة”.

ليست سعاد التلميذة الوحيدة التي اكتشفت ميولاتها المثلية خلال فترة الدراسة الثانوية، فحكاية إيمان تشبه حكايتها مع العشيقة المتمنعة.، إيمان اليوم امرأة متزوجة بعد أن عاشت مراهقتها سحاقية.

زوجها يعرف حكايتها لأنه كان زميلا لها في الدراسة لكنها حبه الشديد لها دفعه إلى الارتباط بها في محاولة منه لتقويم ميولاتها الجنسية.

تتذكر إيمان قصة حبها مع صديقتها في الدراسة التي كانت سببا في اقتحامها عالم السحاقيات. تتحدث عن هذه الصديقة إلى الآن بانتشاء وفخر، “لقد كانت فتاة شجاعة وكانت تعلن على الملأ أنها سحاقية”.

لقد تقربت هذه الفتاة من إيمان وشيئا فشيئا بدأت تثق بها إلى أن صارحتها بحبها لها.

“كان الأمر بالنسبة لي غريبا بل صادما” تقول إيمان. لكنها أخذت بعض الوقت للتفكير ثم قررت في لحظة من اللحظات أن تستجيب لهذه العلاقة الشاذة.

لقد كان شعار صديقتها “ما كاينشْ اللّي كا يفهم البنت قد البنت”. تزوجت إيمان بعد أكثر من 8 سنوات من عيش حياة المثليات، لتعيش حياة “عادية”. الرغبة الشديدة في الأمومة كانت وراء زواجها وبحثها عن الاستقرار وابتعادها عن العلاقات المثلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى