RABATTODAYالرئيسيةوطنية

الدروس الحسنية أو قصة مدرسة للوسطية والاعتدال

m6causerie_493850242
الرباط اليوم
مع كل رمضان تنطلق الدروس الحسينة الرمضانية، التي أسسها جلالة المغفور له الحسن الثاني، وواصل السير على نهجها جلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين. وهي منبر علمي يعتليه كبار العلماء والفقهاء من كافة أرجاء العالم الإسلامي، من مختلف التوجهات والمشارب بغض النظر عن انتماءاتهم العقدية والمذهبية، وساهم فيها على إمتداد عشرات السنين مئات من فقهاء الأمة.

وتميزت مدرسة الدروس الحسنية الرمضانية بحصرها على استقطاب العلماء والفقهاء ذوو التوجهات المعتدلة، حتى تحول منبرها إلى واجهة لصدور الفتوى التي تقود الأمة نحو الوسطية والاعتدال، ولم يحصل أن اعتلى هذا المنبر واحد من المتشددين، لأن الغرض هو أن تكون نموذجا لمحاربة مظاهر التظرف والغلو في الدين.

واليوم تكتسي أهمية أكبر من السابق بالحاجة الماسة حاليا لفقه الوسطية والاعتدال، بالنظر إلى الانتشار الكثيف للتوجهات المتعصبة والتكفيرية والحاملة للسلاح في وجه الإنسان، التي تحارب الجميع تحت عناوين الدين، ولهذا فمدرسة الدروس الحسنية تكتسي طابعا خاصا لمحاربة الإرهاب، الذي انتشر في العالم انتشار الهشيم في النار، دون أن ننسى أنه إلى جانب الدوافع الاجتماعية والاقتصادية هناك دوافع دينية، ناتجة عن الفهم المتشدد للنصوص المقدسة.

ومن هذا المنطلق تركز الدروس الحسنية على الانطلاق من نص مقدس نحو فهمه وتوجيهه واستنباط الدروس منه، حتى يتمكن المسلمون من فهم سليم لدينهم نقيض للدين الذي تقدمه تنظيمات مثل داعش والقاعدة وحتى تنظيمات الإسلام السياسي، التي تزعم أنها معتدلة وتنشد الديمقراطية.

كما تعتبر الدروس الحسنية حاجة واقعية لمحاربة مظاهر الغلو، وليست اليوم من نافلة القول ولكنها أساسية للأمة وليس للمغرب وحده، باعتبارها ملتقى للأفكار والإنتاجات الفقهية والاجتهادات الشرعية، وهنا في هذا المنبر تتلاقح الاختلافات لتخلق مدرسة الوسطية والاعتدال التي يرعاها أمير المؤمنين باعتباره الفقيه المجتهد للأمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى