RABATTODAYالرئيسيةسياسة

الخلفي لرباط اليوم: سنرد على تقرير بان كي مون بطريقتنا

Mustapha-El-Khalf

الرباط اليوم: محمد الطهري
قال الناطق باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، إن بلاده ستعلن موقفها من التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حول إقليم الصحراء، بعد صدوره في صيغته “النهائية والرسمية”.
وفي مؤتمر صحفي اليوم الخميس، بالعاصمة المغربية الرباط، أوضح الخلفي أن “تقرير السيد بان كي مون حول الصحراء، حتى اليوم، ليس تقريرا نهائيا ورسميا، وفي هذا الإطار تكون هناك عدة مسودات وصيغ”.
وأضاف أن المغرب “سيتعامل مع التقرير وسيعلن عن موقفه من التقرير في صيغته النهائية عندما يعلن عنها”، موضحا أن المغرب سيعلن “ملاحظته حول سياق التقرير ومضمونه”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حذر في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن الثلاثاء، بخصوص الإقليم، المتنازع عليه بين المغرب وجبهة “البوليساريو”، من تزايد “خطر التصعيد إلى حرب شاملة”، في حال اضطرت البعثة الأممية في إقليم الصحراء (مينورسو)، إلى المغادرة.
واقترح بان كي مون، على مجلس الأمن الموافقة على نشر 14 عنصرا إضافيا من العاملين العسكريين والطبيين في الإقليم، داعيا إلى “استعادة ودعم الدور المنوط ببعثة الأمم المتحدة في الصحراء، وتعزيز معايير حفظ السلام وحيادية الأمم المتحدة، والأهم من ذلك، تجنب وضع سابقة لعمليات حفظ السلام للأمم المتحدة في أنحاء العالم”.
وخلال المؤتمر ذاته، قال المتحدث باسم الحكومة المغربية، إن بلاده “ترفض بشكل كلي أي انحياز أو تغيير في محددات هذا النزاع (حول الصحراء)، كما تم الاتفاق عليها، كما ترفض أي تصرفات غير مقبولة تؤدي إلى نزع أو محاولة المس بشرعية التواجد المغربي في صحرائه”.
وعبر الخلفي، عن رفض المغرب لما وصفه بـ”أي محاولة تحاول تشجيع شروط الانفصال والتقسيم أو تسعى إلى إضعاف مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب”.
كما أعلن رفض بلاده أي محالة لتغيير طبيعة هذه النزاع، ومحاولة تأسيس وضعية تؤدي إلى “التنكر” للمجهود التي قام بها المغرب طيلة السنوات الماضية، مشيرا إلى أن المغرب متمسك باتفاق وقف إطلاق النار وبالعمل على احترامه.
وجدد الخلفي التأكيد على أن مشكلة بلاده “ليست مع الأمم المتحدة ولا مع مجلس الأمن وأعضائه، وإنما مع الأمين العام للأمم المتحدة، بسبب تصريحات منحازة وتصرفات غير مقبولة، وبعض مساعديه الذين لهم مواقف معادية للمملكة المغربية”، دون ذكر أسماء بعينها.
بدوره قال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، في كلمة له، في افتتاح اجتماع الحكومة، صباح اليوم الخميس، أوردها الموقع الرسمي، لرئاسة الحكومة، إنه “لا يمكن أن يصبح المغرب بسبب أمين عام اتخذ مواقف مائلة كل الميل إلى جهة أخرى، أن يصبح رهينة للأمم المتحدة، أو لغيرها”.
وأضاف بنكيران أن “المغرب الذي دخل بعد مسلسل إطلاق النار متعب ومجحف ومرهق ماديا ومعنويا ساير المنتظم الأممي في البحث عن حل متوافق عليه وتنازل إلى أقصى الدراجات الممكنة”.
وتابع بنكيران أن بلاده ستظل في مواقفها ومواقعها المدافعة عن السلم والصلح، “وتمتيع الناس بحقوقهم في إطار سيادتها التاريخية على أراضيها الجنوبية التي لم تكن كرها بقدر ما كانت مبينة على علاقة المحبة والمودة والتي مازالت قائمة إلى اليوم والمغرب”.
يشار أن استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال في مؤتمر صحفي، مساء أول أمس الثلاثاء، إن مجلس الأمن الدولي سيرد على تقرير كي مون، بشأن الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة “البوليساريو”، خلال الشهر الجاري، دون الحديث عن أن التقرير نهائي أم مبدئي.
كان “كي مون”، قد زار مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر، مطلع مارس/ آذار الماضي، وأكد أنه لن يدخر جهدًا للمساعدة في تحقيق تقدم للتوصل إلى حل لقضية الصحراء، واصفًا وجود المغرب بـ “الاحتلال”، ما أثار حفيظة الرباط التي ردت على تصريحاته، بتقليص جزءٍ كبيرٍ من المكوِّن المدني وخاصة الشق السياسي من بعثة “مينورسو” وسحب إسهاماته المالية التطوعية المخصصة للبعثة الأممية.
وأعلنت جبهة البوليساريو قيام “الجمهورية العربية الصحراوية” في 27 فبراير/شباط 1976 من طرف واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوا بالأمم المتحدة.
وعملت المغرب على إقناع العديد منها بسحب اعترافها بها في فترات لاحقة، وتسبب الاعتراف بها من طرف الاتحاد الأفريقي سنة 1984 إلى انسحاب المغرب من المنظمة الأفريقية.
وفي عام 2000 عقد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، جيمس بيكر، سلسلة مشاورات خلال سنة، في لندن ثم في برلين، دعا من خلالها الأطراف إلى ضرورة التوصل إلى حل وسط، عرف باسم “الحل الثالث” والشروع في المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي لنزاع الصحراء.
وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، بينما تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى