RABATTODAYالرئيسيةوطنية

الحسن الثاني يتحدث عن أسلوب عقاب والده محمد الخامس

faux-672x353
الرباط اليوم: متابعة
لم يكن الكاتب السويسري جورج فوشي حين قدم إلى المغرب للتعرف أكثر على شخصية الملك الحسن الثاني، في أول سنة له من توليه العرش سنة 1961، يظن أن اللقاء مع الملك سيتحول إلى لقاءات في أماكن متعددة داخل إقامات الحسن الثاني، سيتمخض عنها كتاب “تحت أشجار الأرز بإفران، حوارات حرة مع الحسن الثاني ملك المغرب”.

في هذا الكتاب يكشف الملك الحسن الثاني عن جوانب عديدة في طفولته، أبرزها أسلوب عقاب والده الملك محمد الخامس، يقول الراحل الحسن الثاني:” كان والدي يدللنا، لكنه كان صارما في تربيتنا، حيث كنت أقضي أربعا وعشرين ساعة من الدراسة في الأسبوع، كانت مخصصة للبرنامج الخاص بالعربية، إلى جانب بقية المواد الخاصة بالباكالوريا الفرنسية.

كان يزرع فينا روح المنافسة والاعتزاز بالكرامة، كان يريد أن نتعلم كل شيء، ممارسة كرة المضرب، والفروسية، وكذلك الاهتمام بالمواد الدراسية العادية، كان يريد أن نجتاز امتحاناتنا بتفوق.

ويضف الحسن الثاني، حسب ما جاء في الكتاب نفسه، “حين كان والدي يغضب مني، كان يتجاهلني، وقد لا يوجه لي أي كلام لمدة تزيد عن الأسبوعين، لدرجة تجعلني أشعر بالحزن، حيث كنت أترجاه أن يقوم بضربي، بدل اللجوء لهذا النوع من العقاب، فحتى سن الرابعة عشرة كنت أتعرض عدة مرات لعقاب قاس.

ويسأل صاحب الكتاب الحسن الثاني عن نوعية هذا العقاب، فيجيب الملك الراحل ضاحكا: “ببساطة كان العقاب يتم بكل الوسائل الممكنة، منها استعمال والدي للسوط، أو الحزام، بل إنه أمر مربيتي بضربي، إذا تطلب الأمر، لكنه نبهها ألا تصفعني أبدا”.

ويتابع الحسن الثاني متحدثا :”وحين تجاوزت سن الرابعة عشرة، لم يعد والدي يستعمل معي العقاب الجسدي، بل كان يلجأ إلى الجانب العاطفي والنفسي لعقابي. وحين أصبحت طالبا، كان والدي يبدو منشغل البال ثلاثة أيام قبل موعد اجتيازي للامتحانات السنوية، لم يكن يستطيع النوم.

ويضيف “ككل الطلبة، كنت استعد للامتحانات بشدة في الشهور الأخيرة للسنة، فالطالب في كلية الحقوق الذي يعرف أنه بعد التخرج سيفتح مكتبا للمحاماة، كان ببساطة يبذل كل جهده للنجاح في المواد التي تؤهله لذلك، بينما أمير شاب وريث للعرش بإمكانه أن يجد مستشارا جيدا بجانبه، لا يشعر أنه مطالب أن يشحن ذاكرته بكل هذه المعلومات القانونية، لكن حين أفكر إلى أي درجة يمكن لنجاحي أن يدخل الفرحة على ملامح والدي، وأنا أعرف كم سيتألم إن حدث ورسبت في الامتحان، لذلك كنت أهيئ لامتحاناتي جيدا كي أنجح بميزة أعرف إلى أي حد يمكن أن تجعله سعيدا بنجاحي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى