RABATTODAYالرئيسيةوطنية

الجنرال بوشعيب عروب: مات أم لم يمت؟… هذه هي الحقيقة

bouachaib_arroub_closeup
الرباط اليوم
بعد مرور نحو عشر أيام من إنتشار خبر “وفاة الجنرال بوعشيب عروب”، لم يصدر لحد الساعة، و رغم عودة الملك محمد السادس من عطلته المطولة في فرنسا مساء أمس، أي تأكيد أو نفي رسمي لهذا الخبر.

وتطرح طريقة تعامل الدولة مع الأنباء عن وفاة الجنرال عروب، التي إنتشرت على نطاق واسع منذ يوم الجمعة الماضي (29 ماي)، عدد من التساؤلات، نظرا للتوقيت الذي إنتشر فيه هذا الخبر، الذي تزامن مع إذاعة وثائقي فرانس3 حول الملك محمد السادس.

و لا يمكن سوى أن نتسائل: لماذا الصمت الرسمي؟ لماذا لا يُنفى رسميا أو يؤكد رسميا هذا الخبر؟ هل تمت إذاعة الخبر للتشويش على التعليقات التي عقبت وثائقي فرانس3؟ و في هذه الحالة، هل هناك، في جهاز الدولة و مخابراتها، من هو مستعد ل “اللعب بأمور حساسة في الجيش” فقط لتحوير الإنتباه عن وثائقي في قناة فرنسية، الذي لن يكون سوى سحابة إعلامية عابرة؟

يصعب، بل و يستحيل، أن يكون خبر جريدة ليكونوميست و معه التأكيد من مصادر رسمية، مبادرة من هذه الجهات من تلقاء نفسها. و حتى إن ذهبنا في هذا الإتجاه كان نفي الخبر من طرف وكالة الأنباء الرسمية، ليكون فقط مسألة ساعات قليلة.

صحة الجنرال عروب، و قُدرته على مزاولة المهام الرسمية كانت دائما محل شك. فهو الجنرال الذي سبق و أن أُحيل على التقاعد في أواسط سنوات الألفين بسبب مرض مُزمن قبل أن يُعاود الملك محمد السادس النداء عليه و يعيد إدماجه في الجيش سنة 2007ء2008. كما أن سنه الحقيقي لازال مجهولا و مشكوكا فيه…

و إذا كان الجنرال قد توفي فعلا، ففي هذه الحالة لماذا الإستخفاف بشؤون الدولة لهذه الدرجة و عدم الإعلان رسميا عن الوفاة؟ أم أنها فقط مسألة عدم رغبة الملك في إنهاء عطلته قبل أوانها؟ أم أن الملك يتهرب من إتخاذ قرار حاسم بإحالة كبار الجنرالات العجزة على تقاعد طال إنتظاره، و ينتظر وفاتهم ليعلن تعويضهم بإرتباك كما حصل مع عبد العزيز بناني الذي ظل لست سنوات محط إشاعات حول إحالته على التقاعد، قبل أن يُتوفى و يضطر الملك لتعويضه؟

الغموض و الصمت و عدمألإكتراث كما في العديد من شؤون الدولة كان هو الجواب الرسمي، و يبدو أن هذه الحالة ستستمر حتى ينسى الجميع أنه كان هناك شخصا إسمه “بوشعيب عروب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى