RABATTODAYالرئيسيةخارج الحدود

الجزائر مهددة.. تدهور مستمر للقدرة الشرائية للمواطنين

files
الرباط اليوم

اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الخميس، بالتدهور المستمر للقدرة الشرائية للمواطنين الجزائريين، على الرغم من لجوء الحكومة إلى طباعة الأوراق النقدية لتمويل الاقتصاد، وهو ما حذر منه صندوق النقد الدولي السلطات دون أي نتيجة..

وكتبت صحيفة “الوطن”، في هذا الصدد، أن المواطن الجزائري، الذي يواجه الارتفاع الصاروخي لأسعار عدد من المواد الاستهلاكية والخدمات الأساسية، لا يقوم بأي ربط بين التدهور الملموس لقدرته الشرائية والضخ المكثف من قبل السلطات السياسية لما يعادل 30 مليار دولار من الأوراق النقدية طبعها بنك الجزائر.

وأضافت الصحيفة أن أي سلطة رسمية لم تكلف نفسها عناء مخاطبته، ولو بنصف كلمة، بأن النظام السياسي فشل بشكل ذريع في المجال الاقتصادي وأنه اقتصر على الاستعمال المتحايل، الخطير وغير المجدي، قصد توفير موارد مالية لم يعد النفط والغاز يضمنانها له منذ حوالي أربع سنوات.

وكتبت الصحيفة، في افتتاحيتها بعنوان “النظام-المواطنون.. نهاية الاتفاق”، أن المواطن الجزائري اختزل في مجرد رقم انتخابي ويتم نسيانه من قبل السلطات السياسية بمجرد غياب أي رهان انتخابي، مؤكدة أن هذا المواطن، الذي يتم تجاهله دائما، ولا يحظى بالاحترام، لا يطلب وده إلا خلال المواعيد الانتخابية، حينما يكون الحكام في حاجة للنفخ في أرقام المشاركة، وخاصة التعبير عن تأييد النظام.

وأكد صاحب الافتتاحية أن المواطنين تعاملوا، على العموم، بنوع من “التسامح” مع هذا الوضع على اعتبار أنهم يستفيدون من جزء من الريع، وأن العديد من المواد والخدمات يتم دعمها بشكل واسع، وأنه ضمن مستوى اجتماعيا معينا.

وفي السياق ذاته، كتبت صحيفتا “لوكوتيديان دو وهران” و”الحياة” أن النظام السياسي، ووعيا منه بهذا الخطر، يستعمل طباعة الأوراق النقدية بأقصى طاقتها، مع الاغتراف بشكل كبير من احتياطات الصرف المودعة في الخارج، فما هو أساسي بالنسبة له هو الحفاظ على ما تبقى من “السلم الاجتماعي”، لأن هناك خطر إدارة الساكنة ظهرها للسلطة، أو الأسوأ من ذلك، الانقلاب عليها وبطريقة عنيفة.

وأوضحت الصحيفتان أن الأوراق النقدية المطبوعة تساهم إلى حد ما في تحريك عجلة الاقتصاد وتغذي أسواق الاستهلاك، بما في ذلك بالمواد المستوردة، غير أنها تؤدي مع توالي الأشهر إلى ارتفاع معدلات التضخم، مما يثير استياء السكان، وخاصة الأكثر هشاشة، والتي تتابع بقلق التصريحات السياسية حول احتمال رفع الدعم.

من جانبهما، ذكرت صحيفتا “كل شيء عن الجزائر” و”الخبر” بأن صندوق النقد الدولي حذر السلطات الجزائرية من انعكاسات التمويل غير التقليدي، غير أن هذه التحذيرات ظلت بدون تأثير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى