RABATTODAYالرئيسيةرياضة

” التحْكِيم المَغربِي .. إلى أين.. ؟! “

 rq1goxc
الرباط اليوم: إعداد : أمين لمنور ( البطولة )

واصل حكام النخبة أخطاءهم خلال قيادتهم لمباريات البطولة الاحترافية، و هو ما جعل المتتبعين يطرحون مجموعة من علامات الاستفهام حول استفادة بعض الفرق دون غيرها من هذه الأخطاء و التي تغير في كثير من الأحيان مجرى المباراة، و حتى نتيجتها.

و لاحظنا في الآونة الأخيرة كيف أصبحت جل مباريات البطولة الاحترافية تشهد مجموعة من الاحتجاجات على الحكام، و هي ظاهرة غير صحية في بطولة يقال عنها احترافية، إذ كان لزاما على المسؤولين على القطاع إصلاح منظومة التحكيم قبل التطرق لموضوع انتقالات المدربين و اللاعبين، لأنه لا يمكن إغفال دور الحكم في تطوير اللعبة داخل أي اتحاد كروي مهما بلغت قيمة اللاعبين أو المدربين.

و لعل أبرز ما يميز هذه الاحتجاجات هو استفادة بعض الفرق دون أخرى من أخطاء الحكام، خاصة تلك التي يكون مسؤولوها من أعضاء المكتب المديري للجامعة الوصية، و هو ما جعل العديد من المتتبعين يشككون في مصداقية هذه الجامعة التي يترأسها فوزي لقجع رئيس نادي نهضة بركان.

هذا و ما فتئت تنتهي مباريات أية جولة حتى بات يطرح مشكل الأخطاء التحكيمية و هو أمر أصبح غريب شيئا ما، في ظل الحديث عن بطولة احترافية و تطور مستوى الحكام المغاربة.

_ الرويسي: “أي خطأ في البطولة يعتبر مؤامرة من يتأمر على من الله أعلم”:

حاولنا الاتصال بالحكم الدولي السابق خليل الرويسي من أجل توضيح مجموعة من النقاط المتعلقة بكثرة الاحتجاجات التي باتت ترافق مباريات البطولة، إذ أوضح هذه الأخير أنه فعلا هناك أخطاء لكنها تبقى أخطاء عفوية و ليست مقصودة، و هو أمر عادي كسائر البطولات العالمية التي تعرف أخطاءا تحكيمية.

و أضاف رويسي في تصريح خص به صحيفة ” البطولة ” أن هذه الأخطاء ناتجة عن بعض الضغوطات التي يتعرض لها الحكم أثناء المباريات من قبل الفرق، و الاحتجاجات المبالغ فيها في بعض الأحيان، لكنها في وجهة نظره تبقى أخطاء عادية في كرة القدم و ليست نهاية العالم.

و تابع الحكم الدولي السابق حديثه قائلا ” في البطولة الإسبانية و الانجليزية نشاهد الإعلان عن ضربات جزاء خيالية “مكاينينش” و لا أحد يحتج على قرارات الحكم، لكن في المغرب أي خطأ تحكيمي يعتبر ” مؤامرة، من يتأمر على من الله أعلم”.

كما أشار الرويسي إلى أن تكوين الحكام ينطلق من القاعدة أي من العصب، و الحكم عندما يلتحق بالجامعة لا يكون في حاجة لتكوين و إنما فقط لاكتساب بعض الجزئيات البسيطة.

_ الحكم يعتبر الحلقة الأضعف داخل المنظومة الكروية و هناك من يحاول تعليق شماعة فشله على الأخطاء التحكيمية:

الجميع يتحدث عن الأخطاء التي يقع فيها الحكم و لا أحد يتحدث عن الظروف التي يستعد فيها الحكم لقيادته لمباريات نهاية الأسبوع، كانت هذه العبارة من حكم وطني يعتبر من أفضل الحكام داخل الساحة الوطنية في الوقت الراهن و الذي رفض ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع صحيفة ” البطولة “، إذ أكد أن الحكم هو بشر و الخطأ أمر وارد لكن ليس أن يكون متعمدا و هو أمر مستبعد البطولة الوطنية.

و أوضح ذات المصدر أن بعض المدربين و المسؤولين يحاولون تبرير بعض النتائج السلبية التي تحصدها فرقهم، بالأخطاء التحكيمية التي باتت الشماعة التي يعلقون عليها فشلهم، مؤكدا على أن جل المباريات تنقل على شاشة التلفزيون و العالم بأكمله يشاهدها.

و لم يخف الحكم المذكور استياءه من الطريقة التي يحاول البعض أن يواجه بها الحكم، خاصة أن هذا الأخير يعتبر الحلقة الأضعف داخل المنظومة الكروية، و لا أحد يراعي ظروفه، سواء من الناحية النفسية أو البدنية، بالإضافة إلى الظروف الصعبة التي ترافق استعداده لقيادة المباريات نهاية الأسبوع.

_ الأخطاء التحكيمية تشمل جميع الأندية الوطنية:

مرة أخرى ربطنا الاتصال بأحد رجال الاختصاص، و يتعلق الأمر بالحكم الوطني السابق بوشعيب الشداني للحديث عن تقييمه لأداء الحكام في بطولة هذا الموسم و كذا بعض العراقيل التي من شأنها أن تصادفهم أثناء قيادتهم للمباريات، و استفادة بعض الفرق دون غيرها من الأخطاء التحكيمية.

و أوضح الشداني أن الأخطاء التحكيمية تشمل معظم الفرق الوطنية و ليس فقط أندية دون أخرى، خلافا لما يحاول البعض الترويج له، لكنه طرح سؤالا قويا بهذا الخصوص ” لماذا تقع هذه الأخطاء و لماذا وقعت هذه الأخطاء في مثل هاته الظرفية بالذات؟ ” و هو سؤال سيظل مطروحا حسب رأي المتحدث دائما في حال استمرار هاته الأخطاء.

و تابع الحكم الوطني السابق قائلا ” صراحة عندما ندخل الثلث الثاني من البطولة فمن الطبيعي أن تكون هناك مجموعة من الضغوطات على الحكام، إذ نلاحظ أن مجموعة من الأندية و مع اقتراب مرحلة الذهاب من النهاية تبحث عن جمع أكبر عدد من النقاط و احتلال مراكز متقدمة داخل سبورة الترتيب، شأنها في ذلك شأن الفرق التي تصارع من أجل تفادي الهبوط و بالتالي فهناك ضغط كبير على الحكام، و هنا سنطرح مرة أخرى علامة استفهام لماذا تقع هاته الأخطاء في هذه الظرفية، و هو تساؤل سيعود بنا لنقطة مهمة و هي التكوين المستمر لحكام النخبة”.

و بخصوص محاولة مسؤولي بعض الأندية الضغط على الحكام أثناء المباريات بتقديم اعتراض تقني، أشار الشداني إلى أن الفرق تقوم بالاعتراض التقني عندما يكون هناك خرق كبير لقانون اللعبة، على سبيل المثال بعض الأخطاء المنصوص عليها في قانون اللعبة و يتجاهلها الحكم، أما بخصوص الأخطاء التقديرية كالإعلان عن ركلة جزاء صحيحة أو غير صحيحة أو إشهار بطاقة صحيحة أو غير صحيحة، فذلك يدخل ضمن تقديرات حكم المباراة و حتى الاعتراض التقني لا تكون له أية فعالية و بالتالي، فالقانون يعتبر في مثل هاته الحالات مجرد وسيلة للضغط على الحكام، زد على ذلك الاحتجاجات المتتالية للفرق لأنها تشكل هي الأخرى المزيد الضغط على الحكام، و هو الشيء الذي يجعل أغلبهم يفقد التركيز أثناء المباراة خصوصا في الحالات التي تكون في مساحات الجزاء أو على حدود مساحات الجزاء.

في ظل المعطيات التي تحدث عنها الحكم السابق بوشعيب الشداني و المتخصص في هذا المجال، حاولنا استفساره عن تقييمه الخاص لأداء حكام النخبة في بطولة هذا الموسم في ظل الاحتجاجات المتتالية التي ترافق أداءهم في في قيادة المباريات، إذ أوضح الشداني أن التحكيم خلال الشطر الأول من البطولة سار بوثيرة سريعة، فهناك حكام أبانوا عن مستوى مقبول و كان أداؤهم متميز، مقابل فشل بعض الحكام في قيادة بعض المباريات.

_ الشداني: بعض الحكام المغاربة يفتقدون للشخصية القيادية و يفقدون التركيز بمجرد قيامهم بأول خطأ مؤثر:

الحكم الوطني السابق بوشعيب الشداني طالب المسؤولين عن قطاع الكرة بالمغرب بإيجاد مكامن الخلل و محاولة تصحيحها، خاصة فيما يتعلق بتمييز الأخطاء و طبيعتها، في ظل الحديث عن مجموعة من الأخطاء التي يعلن عنها الحكام و هي في الأصل غير موجودة و غالبا ما تكون مكلفة خاصة على مستوى مساحة الجزاء و التي يتم خلالها احتساب ركلات جزاء غير صحيحة.

و لم يفوت المتحدث ذاته الفرصة تمر دون التأكيد على أن ما يقارب 24 ركلة جزاء لم يتم احتسابها إلى حدود الجولة 12 من البطولة الاحترافية.

و اختتم الحكم الوطني السابق حديثه قائلا ” ما يجب أن يعرفه المتتبعون أن كثرة الاحتجاجات تفقد الحكم تركيزه و تجعله يخرج من المباراة، و هنا سنتحدث عن شخصية الحكم، حيث هناك مجموعة من الحكام المغاربة يفتقدون للشخصية الكاريزمية القيادية التي تمكنهم من قيادة المباراة إلى بر الأمان و تدبير الضغوطات التي تواججهم، و لكن الملاحظ في مباريات البطولة أن أغلب الحكام يفقدون التركيز بمجرد قيامهم بأول خطأ مؤثر أثناء اللقاء يفقد تركيزه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى