وطنية

الباحثة الحسناوي تناقش أول أطروحة بالمغرب باللغة الانجليزية في موضوع “السياسية الخارجية الجزائرية في نزاع الصحراء “

الرباط اليوم

احتضنت رحاب جامعة محمد الخامس الرباط كلية الآداب و العلوم الإنسانية يوم الثلاثاء 23 أبريل 2019 مناقشة بحث دكتوراه من إنجاز الباحثة ياسمين الحسناوي حول موضوع “السياسية الخارجية الجزائرية في نزاع الصحراء ” من تأطير الأستاذ لحسن حداد ، وبرئاسة الأستاذة يمينة القراط . ونوهت اللجنة العلمية بمستوى و مضمون هذه الأطروحة و منحتها شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع توصية بالنشر باللغة العربية و الإنجليزية.
يتمحور موضوع الأطروحة حول مدى الاستمرارية أو التغيير في السياسة الخارجية الجزائرية بخصوص نزاع الصحراء منذ حصول الجزائر على استقلالها في سنة 1962 .
وتناولت هذه الاطروحة السياسة الخارجية الجزائرية وفق مقاربة تستند على الدور الذي لعبته الجزائر في القرارات ذات الصلة بملف الصحراء من داخل الأمم المتحدة.
ووقفت الأطروحة عند الخطاب الدبلوماسي المغربي بالوضوح التي ميزه في العقد الأخير ، مؤكداً على أن التدخل الجزائري المباشر في نزاع الصحراء هو السبب الرئيسي في استمراره وباعتباره الطرف الأساسي في النزاع . من جهة أخرى في الوقت الذي تنفي فيه الجزائر هذه الاتهامات بشكل قاطع، مدعيةً عكس ذلك أن نزاع الصحراء هو مسألة تخص الأمم المتحدة واصفة المغرب بآخر قوة استعمارية في القارة الأفريقية.
وأشارت في أطروحتها أن التحقق من صحة تلك الاتهامات المتناقضة، يكمن في تقييم العوامل الرئيسية المؤثرة في إنشاء وتنفيذ السياسة الخارجية الجزائرية فيما يتعلق بصراع الصحراء. وسيكون الهدف هو التحقق من صحة الافتراضات البحثية التالية:خلافاً لحجة الجزائر بأنها لم تتورط مباشرة في نزاع الصحراء، فإنها قد لعبت في الواقع دوراً بارزاً ومهيمناً في هذا الصراع.

تستند هذه الأطروحة التي تعد الأولى من نوعها بالمغرب من حيث تحريرها باللغة الانجليزية اعتمدت فهيا الباحثة ياسمين الحسناوي على مقابلات أجرتها مع العديد من صناع القرار ومراكز البحوث الإستراتجية بأمريكا وبأروبا، وخبراء و شخصيات بارزة لها دراية وتخصص بهذا الملف على الصعيد الوطني و الدولي و في أروقة الأمم المتحدة
بالإضافة إلى مسؤولين وسياسيين شاركوا في عملية التفاوض على المستويين المغربي والجزائري من أجل استجلاء الكثير من المعطيات الداعمة لهذا البحث الأكاديمي الذي يشكل قيمة علمية ومتفردة للعاملين في الحقل الدبلوماسي والمجتمع المدني وللأحزاب السياسية و للبرلمانيين في الترافع حول ملف القضية الترابية .

تتمثل النتيجة المركزية لهذه الأطروحة في أن”الاستمرارية” هي المصطلح الذي يميز السياسة الخارجية الجزائرية بشكل أفضل في ظل قيادة ما بعدد1975.

.هناك مشاركة قوية من جانب القيادة الجزائرية في النزاع حول الصحراء من قبل مجموعة من صانعي القرار يدعى le pouvoir ، الذين ينتمون إلى ثلاث قوى قوية هي جبهة التحرير الوطني وجهاز المخابرات الجزائري والجيش.

 ومن النتائج الأخرى لهذا البحث أن “الاستمرارية والمأزق” في القرار المتعلق بالصحراء هي المصطلحات التي تميز السياسة الخارجية الجزائرية تحت قيادة ما بعد عام 1975.

الجزائر حريصة للغاية على طموح المغرب المتصور في توسيع حدوده إلى الأراضي الجزائرية. وهكذا ، فإن السياسة الخارجية للجزائر بشأن الصراع في الصحراء تم تأطيرها من خلال سياقات تاريخية وإيديولوجية وجيوسياسية تمتزج جميعها بمنافسة هيمنة.

يتعين على المجتمع الدولي ، أي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ، تحمل مسؤولياتهما من خلال الاعتراف بالدور التي تقوم به الجزائر في استمرارية نزاع الصحراء.

بالنظر إلى أن الأمن والحرب على الإرهاب أصبحتا أولويات للمجتمع الدولي. يجب أن تكون هناك حاجة ماسة لدفع الجزائر لتعديل الأساس المنطقي أو المبادئ التي وجهت سياستها الخارجية نحو نزاع الصحراء بقراءة جديدة للأمن والحرب على الإرهاب التي تهدد المنطقة المغاربية والتهديد الذي تشكله مخيمات تندوف على الاستقرار في المنطقة.

إن انتخابات 2019 المقبلة في الجزائر لن يكون لها أي تأثير على السياسة الخارجية الجزائرية فيما يتعلق بقضية الصحراء طالما ظل نفس القادة العسكريين في السلطة ؛ لن يستطيع أي رئيس تغيير الوضع الراهن.

إن الجزائر مشلولة بالفعل من قبل جنرالاتها ورؤساءها السابقين. حتى لو غادر بوتفليقة ؛ لا تزال نقوده في السلطة ، وهناك روابط قبلية وإقليمية ، وهناك نخبة من رجال الأعمال ؛ هناك الجيش ، وجبهة التحرير الوطني والأجهزة السرية. دوائر معقدة ومبهمة من السلطة. إن هذا الأمر ذو نفس الإيديولوجية الثورية المتمثلة في انعدام الثقة هو الذي يجب أن يكون غير متجذر – وهنا يكمن التحدي.

سيتعين على القادة الجزائريين أن يدركوا أن كلا البلدين لهما مصير مشترك وتهديدات مشتركة وأن لشعبهما نفس الطموحات للديمقراطية وحريو اىتنفل والازدهار والاستقرار. لا يمكن تحقيق هذه الأهداف إلا إذا عملت المغرب والجزائر يداً بيد لتحويل المغرب العربي الموحد إلى واقع وقوة إقليمية يحسب لها حساب عالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى