مجتمع

اتحاد علماء المسلمين يقبل استقالة الريسوني

الرباط اليوم: سارة الشملي

أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اليوم الأحد، “الاستجابة لرغبة الشيخ أحمد الريسوني في الاستقالة من رئاسة الاتحاد”.

وقبل ساعات من اليوم الأحد، قدم الريسوني استقالته من رئاسة الاتحاد (مقره الدوحة)، في بيان، تمسكا منه “بمواقفه وآرائه الثابتة الراسخة، التي لا تقبل المساومة، وحرصا على ممارسة حريته في التعبير بدون شروط ولا ضغوط”.

وأكد الفقيه المقاصيدي، أنه في تواصل وتشاور مع الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لتفعيل قرار الاستقالة، وفق مقتضيات المادتين 21 و22 من النظام الأساسي للاتحاد.

وردا على الاستقالة، قال الاتحاد “توافق مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على الاستجابة لرغبة الشيخ الدكتور أحمد الريسوني بالاستقالة من رئاسة الاتحاد”.

وأضاف: “وتغليباً للمصلحة وبناءً على ما نصّ عليه النظام الأساسي للاتحاد فقد أحالها للجمعية العمومية الاستثنائية كونها جهة الاختصاص للبت فيها في مدة أقصاها شهر”.

وفي 17 غشت الجاري، قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي، إن موقف الاتحاد من تصريحات رئيسه أحمد الريسوني في مقابلة تلفزيونية، مؤخرا، عن إقليم الصحراء المتنازع عليه، “يمثله وحده ولا يمثل علماء المسلمين”.

وأوضح أن “دستور الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينص على أن الرأي الذي يسند إلى الاتحاد هو الرأي الذي يتم التوافق، والتوقيع عليه من الرئيس والأمين العام بعد المشورة، ثم يصدر باسم الاتحاد، وبناء على هذا المبدأ فإن المقابلات أو المقالات للرئيس، أو الأمين العام تعبر عن رأي قائلها فقط، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد”.

هذا ، وأثارت تصريحات أحمد الريسوني رئيس اتحاد العلماء المسلمين، وصف فيها تخلي المغرب عن موريتانيا بـ”الخطأ التاريخي” غضب نشطاء موريتانيين، الذين رأوا فيها اعتداء غير مقبول على وحدة بلادهم الترابية، بينما دخلت الجزائر على الخط، خاصة من الأحزاب ذات التوجه الإسلامي التي طالبت بإقالة الريسوني من رئاسة اتحاد العلماء المسلمين.

وكان الريسوني قد قال في مقابلة مع قناة الكترونية مغربية، إن “وجود ما يسمى بموريتانيا غلط”، وإن “قضية الصحراء صناعة استعمارية”. ورغم أن موريتانيا لم تعلق بشكل رسمي على تصريحات الريسوني، فإن وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد ثار فيها جدل كبير بشأن ما أدلى به رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وأغضبت تصريحات الريسوني موريتانيا، ووصف الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، حمد ماء العينين ولد أييه، التصريحات بـ”غير المسنودة والمتعارضة مع الشواهد التاريخية”.

وقال حمد ماء العينين ولد أييه، وزير التهذيب الوطني وإصلاح نظام التعليمي، الناطق باسم الحكومة الموريتانية، إن تلك التصريحات “مردودة على صاحبها وكل من تلامس أي هوى عنده”، مؤكدا أنها “لا تستند لأي مصدر، وتتعارض مع الشواهد التاريخية والجغرافية والقوانين والشرائع التي تحكم العلاقة بين الدول”.

كما أثارت تصريحات الريسوني، جلبة كبيرة لدى الجارة الشرقية بالرغم من التوضيحات التي قدّمها المعني بهذا الخصوص، والتي على ما يبدو لم ترض الكثيرين بما فيهم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي قررت تجميد نشاطها في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وأكدت الجمعية في بيان لها، أن هذا القرار يأتي على خلفية التصريحات التي وصفتها بـ “الاستفزازية” والتي أطلقها مؤخرا رئيس هذه الهيئة، المغربي أحمد الريسوني، ضد الجزائر”.

وأكد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الرزاق قسوم، في تصريح للتلفزيون الجزائري، تجميد نشاط الجمعية في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مشترطا للعودة تقديم اعتذار “صريح ودقيق” من رئيسها أحمد الريسوني أو استقالته من منصبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى