RABATTODAYالرئيسيةوطنية

إنقلاب الصخيرات بعد 45 سنة: ماذا كانت أسباب الفشل؟

kRkCx96
الرباط اليوم: متابعة
صادف يوم الأحد الماضي (10 يوليوز) الذكرى ال 45 لإنقلاب الصخيرات الفاشل لسنة 1971. كما يصادف يوم غد (14 يوليوز) الذكرى 58 لإنقلاب العراق الذي أنهى النظام الملكي سنة 1958.

إنقلاب الصخيرات الذي تم بطريقة غريبة و فشل بطريقة أغرب كان ليكون نقطة مفصلية في تاريخ المغرب الحديث.

إعتبارات تاريخية

من وجهة نظر تاريخية، يمكن القول أن محاولة الإنقلاب هذه، تأخرت كثيرا. و كان إنقلاب مصر في بداية الخمسينات (1952)، و قبله إنقلاب العراق لسنة 1941 الذي أفشلته بريطانيا، هو الشعلة و إشارة الإنطلاق للتمرد على الأنظمة الإستعمارية. فالأنظمة الملكية في البلدان العربية، كان لها قاسم مشترك واحد، و هو أن جميعها وبدون إستثناء، تم تنصيبها من طرف المستعمر و كانت (و لا زالت) مدعومة و محمية من طرفه. فتلت إذن على هذا المنوال إنقلابات/ثورات تونس (1957)، (و ينسى الكثيرون أن بورقيبة قام بالإنقلاب على سلطان صوري ساذج وجاهل تركته فرنسا تماما مثل محمد الخامس في المغرب، بل وقام أيضا بتقليد جمال عبد الناصر حين فرض سنة 1961 حصارا على ميناء بنزرت التي كانت فرنسا تحلته، والدخول في نزال عسكري مع الأخيرة) ثم العراق (1958)، و شمال اليمن (1961)، و ليبيا (1969).

الحسن الثاني و بورقيبة و عبد السلام عارف وجمال عبد الناصرء القمة العربية لسنة 1964: (من اليمين لليسار) الحسن الثاني، الحبيب بورقيبة، عبد السلام عارف، جمال عبد الناصر، الملك حسين.

و في المغرب كانت الظروف متأتية للإنقلاب على النظام الإستعماري الذي تركته فرنسا منذ الخمسينات و الستينات. و لكن إختلافات الإدارة الفرنسية مع رديفتها البريطانية جعلت هذا الإنقلاب يتأخر. ففحين منحت بريطانيا “إستقلالا مصغرا”، لكل من العراق (منذ بداية الثلاثينات) و مصر (منذ العشرينات)، و ذلك لأغراض إدارية محضة، لأن شساعة الإمبراطورية الكولونيالية البريطانية كانت تُحتم عليها أن تدير الأمور بموارد بشرية محدودة، في حين حافظت فرنسا على الإدارة المباشرة و سياسة التجهيل الممنهج للمغاربة (و التفخيخ ءسابوتاعيء الإجتماعي) إلى غاية أواخر الخمسينات. فلذلك لم يتوفر المغرب على ضباط حقيقين إلى غاية نهاية الستينات، أما الضباط الذين كانوا يشغلون المناصب العليا في الجيش آنذاك، فلم يكونو في الواقع سوى جنود متقدمين في السن، ذوي تكوين لم يتجاوز الإعدادي في أحسن الحالات، وكانوا يعملون كأعوان صغار و مترجمين و “بياعة” و خُدام (بالمعنى الدنيئ للكلمة –أي عمال مطبخ و تحضير قهوة إلخ…) للضباط الفرنسيين في مكاتبهم. فلذلك لم يكن المغرب يتوفر على رجال في الجيش بإستطاعتهم أن يفكروا في الإنقلاب إلا لغاية أواخر الستينات و ذلك بخلاف التجارب الأخرى، بمصر و العراق، و كان أمحمد أعبابو (مواليد 1938) أول هذا العنقود، و مما زاده تميزا عدم كونه أحد أبناء أو الأقارب المباشرين للخونة وأعوان الإستعمار، أمثال الدليمي، (إبن “البياع” الحسين الدليمي الذي كان يعمل مع المخابرات الفرنسية) و حسني بنسليمان (إبن أخ الفاطمي بنسليمان مرادف الكلاوي في فاس) و أوفقير (إبن أحد كبار قُياد الإستعمار) و آخرين.

أوفقير في المدرسةء صورة من مدرسة تكوين الجنود المغاربة من أبناء أعوان الإستعمار. (أوفقير على يمين الضابط الفرنسي). عدد كبير من هؤلاء الذين أمضو حياتهم كأعوان صغار للفرنسين سيجدون أنفسهم بعد سنة 1956 يرتدون قبعات أكبر منهم، بعد ترقيتهم إلى رتب “ضباط كبار”، لم يكونو أبدا مؤهلين لها، لا معرفيا و لا تكوينيا و لا حتى نفسيا.

و جعل الجيش (على الأقل سلك الضباط) حكرا على أبناء و أقارب أعوان الإستعمار كان أيضا أحد أساليب تحكم و ضبط الجيش الذي إستخدمته فرنسا أولا (وهو في الواقع تقليد قديم جدا و لم يولد مع الإستعمار، فحتى نابليون بونابرت أُدخل للمدرسة الحربية الراقية بباريس لأن أبوه كان كبير الخونة في كورسيكا، و كان نابليون وعائلته جد مكروهين في هذه الجزيرة. و لم يكن نابليون ليحلم يوما بأن يصبح ضابطا لو لم يكن أبوه خائنا)، حيث كان الدخول للإعدادية العسكرية بأزرو (چوللèعي ميليتايري) حكرا على أبناء و أقارب، من أسدى خدمات جد عظيمة لفرنسا و إنقلب على أهله أو أدلى بمعلومات سهلت المأمورية على فرنسا و أظهر عبر السنوات الطوال ولاأ شديدا لفرنسا لحد لم يعد ممكنا له و لا لعائلته، أن ينقلب على المستعمر يوما ما. فكان إذن هذا الأسلوب (أي إختيار الضباط من أبناء الخونة)، إضافة إلى سياسة التجهيل (أي التحكم بالجيش عبر اللاءكفائة و تحميل المسؤولية لأجهل و أضعف الضباط لأنه يسهل التحكم فيهم و يصعب عليهم أن يتجرأوا على التفكير في إنقلاب أو حتى التخطيط له عمليا إن تجاوزوا عقبة الخوف)، هو العنان الذي يتم عبره ضبط ولاء الجيش.

الحسين بن البشير البوهاليء الصورة (من اليسار إلى اليمين): محمد بن البشير البوهالي، حمو أوعقا أمحزون، و إدريس بنعمر. الصورة من سنة 1938 خلال معرض للجيش الفرنسي بباريس سنة 1938. محمد بن البشير البوهالي، كان هو الذي أطلق النار على امحمد أعبابو في القيادة العليا للجيش منهيا بذلك الإنقلاب، و كذلك حياته بعدما أرداه أعبابو قتيلا بواسطة رشاشه. البوهالي، الذي لم يكن يتوفر سنة 1955 سوى على رتبة ملازم ثاني ( سووسءلييوتينينت) رغم أن سنه آنذاك كان يتجاوز 43 سنة، ستتم ترقيته بصفة “صاوروخية” إلى رتبة Cومماندانت سنة 1956 و تعيينه كمدير لمدرسة تكوين الضباط المغاربة. و تم ذلك بفعل المخابرات الفرنسية التي كانت لازالت تدير المغرب رغم الإستقلال الصوري. و إختيار البوهالي، غير المؤهل بتاتا طوال حياته ليكون أي شيء فوق ملازم ثاني، كان بسبب عمله كموظف بسيط (ما قد نسميه اليوم “سخار”) في مكتب المقيم العام الفرنسي آنذاك، الجنرال إلپهونسي Jوين، تماما مثل أوفقير. مثل هؤلاء وجدو أنفسهم، و بعد أن أمضو حياتهم حتى سن الخمسين ك “خدم” لدى الضباط الفرنسيين، برتب و ألقاب أكبر منهم. البوهالي مثلا، رُقي سنة 1962 إلى رتبة كولونيل ثم جنرال دو بريغاد سنة 1966 ثم جنرال دو ديفيزو سنة 1969.

يوم الحسم و التخاذل

أمحمد أعبابو و محمد المذبوح، الوجهان الرئيسيان في العملية، قُتلا عشية يوم الإنقلاب الفاشل، فلم تصلنا إذن وجهة نظر أي منهما. كما قُتل محمد أعبابو (الأخ الأكبر للكولونيل أمحمد أعبابو) وهو في السجن سنة 1976، فيما صُور على أنها محاولة هروب. ولا يمكننا إذن سوى إقتفاء أثر تفكير مخططي الإنقلاب إستنادا للوقائع و بعض الشهادات النادرة لقلة الضباط الذين عاينو الحادثة.

الجنرال المذبوح و البشير البوهالي و مولاي حفيظ العلوي و إدريس بنعمرألصورة من اليمين لليسار: الجنرال محمد المذبوح و الجنرال محمد بن البشير البوهالي و الجنرال “مولاي” حفيظ العلوي و الجنرال إدريس بنعمر. كل من البوهالي و العلوي كانو خُداما لدى القيادة العسكرية الفرنسية بمراكش، و كانو بالتالي رجال التهامي الكلاوي و ممن تآمر و وافق على نفي بن يوسف (محمد الخامس)، كل هؤلاء وجودوا أنفسهم بعد الإستقلال في مناصب عليا في القصر و كونو ثروات ضخمة. وهو ما لا يدع مجالا للشك في أن رجالا مثل المذبوح، توصلو إلى الإستنتاج المنطقي أنه بعد الإستقلال أصبح “الخونة يحكمون المغرب”.

الإنقلاب كما هو معلوم اليوم، تم تأجيله من طرف المذبوح من موعده الأصلي خلال زيارة للحسن الثاني لضواحي الحاجب في أبريل 1971، بسبب خوفه من طلاعات جوية إستطلاعية للدرك. كما طالب المذبوح مرة أخرى بتأجيل الإنقلاب يوم 10 يوليوز 1971 و ذلك بسبب تأخر شاحنات أعبابو بضع ساعات بسبب عدم معرفتهم طريق الصخيرات، و هو ما رفضه أعبابو و ربما كان أحد أسباب شجار الرجلين داخل القصر. و يمكن من هذا أن نستقي حالة التوجس و الإحتياط المفرط من طرف المذبوح الذي كان يكبر أعبابو ب 11 سنة.

الجنرال المذبوح و الحسن الثاني أثناء ترقية البشير بوهاليألصورة: الجنرال المذبوح يساعد الحسن الثاني على تعليق النياشين لمحمد بن البشير البوهالي أثناء ترقية الأخير لرتبة جنرال دو ديفيزو سنة 1968ء1969.

المذبوح الذي لقبه البعض بالعقل المدبر للإنقلاب، يبدو وكأن دوره كان محدودا، بل سلبيا لدرجة ما. فمن موقعه كأحد المقربين من الحسن الثاني (رئيس الحرس الملكي)، كان بإمكانه أن يسهم بفعالية أكبر بكثير، لكنه، وبإعتراف الحسن الثاني الذي صرح بها علانية، إختار أن لا يتخلص من الحسن الثاني رغم قدرته على ذلك في عدة مناسبات. و يبدو أن تفكير المذبوح المحدود، وإحتياطه الزائد عن اللزوم، و عدم رغبته في المجازفة، كان أحد أهم أسباب إفشال الإنقلاب.

و الواضح اليوم أيضا، أنه سادت هناك ضبابية في الرؤية لدى مخططي الإنقلاب، بما في ذلك عند الكولونيل أمحمد أعبابو الذي كان الأشجع في الدائرة الضيقة التي خططت للإنقلاب والتي لم تتجاوز أربعة أو خمس أشخاص على الأكثر (الإخوة أمحمد و محمد وعبد السلام أعبابو و الجنرال محمد المذبوح، و ربما الكولونيل العربي الشلواطي أيضا). و الأكيد أن المذبوح و أعبابو إطلعا بإسهاب على تجربة الضباط الأحرار بمصر و ربما بالغوا في محاولة تقليدها.

فمحاكاة إنقلاب الضباط الأحرار كانت في غير محلها لعدة إعتبارات: أولا لأن سياق 1952 ليست مثل سياق 1971، فمحاولة إستخدام أسلوب قديم يسهل المأمورية على القوة المضادة للإنقلاب. و من جهة أخرى لم يكن أعبابو و المذبوح يتوفران على ولاء عدد كبير من الضباط عكس الضباط الأحرار بمصر الذين كان عددهم يتجاوز الستين بمن فيهم على الأقل مجموعة من عشرة أو إثني عشرة شخص، شاركت مباشرة في العملية. أعبابو حاول إقناع الضباط في يوم الإنقلاب وبالطبع لم يكن هذا الأسلوب لينجح.

الجنرال حمو و الجنرال بوكرين و الجنرال الحسين بن البشير البوهالي
ء جنرالات البدلة: (من اليمين إلى اليسار) الجنرال حمو أمحزون، الجنرال الخياري بوكرين، الجنرال البوهالي، و الجنرال عبد الرحمان حبيبي. البوهالي توفي برصاصة من اعبابو و هو يطالب من الأخير تسليم نفسه في حين، تم إعدام الثلاثة الآخرين يوم 13 يوليوز 1971 رميا بالرصاص. عدد من المعطيات اليوم تشير إلى أن لا حمو و لا بوكرين و لا حبيبي وافقا على المشاركة في الإنقلاب، و إنما أمضى أعبابو يومه في محاولة إقناعهم بذلك.

كما أن أحد أوجه خطأ المذبوح في محاولة جعل الإنقلاب نسخة من إنقلاب الضباط الأحرار بمصر كان رغبته في الحفاظ على حياة الملك و جعله يوقع على حكومة جديدة و من ثم التعويل على عامل “الجبن” من جانب الملك لكي يقوم بالتنازل بعد سنة أو سنتين (وهذا ما حدث بالضبط مع الملك فاروق في مصر). ففي هذا التفكير إستهانة كبيرة بالظرف، و تظهر قصورا في التفكير و التصور الإستراتيجي لدى المذبوح. فحتى لو نجح هذا السيناريو، ما كانت فرنسا لتترك الحسن الثاني في نفس وضع الملك فاروق و كانت بالتأكيد لتتصرف تماما كما تصرفت بريطانيا مع إنقلاب رشيد عالي الكيلاني في العراق سنة 1941، أي بالتدخل المباشر عسكريا و إرجاع الملك لعرشه. و هذا الأسلوب نهجته فرنسا في عدة مناسبات في إفريقيا عندما وقعت إنقلابات لم تكن على مزاجها، والطريقة سهلة و جد هينة: الإدعاء بأن هناك تهديد على مواطنين فرنسيين أو مقيمين أجانب عبر إفتعال حالات تخريب (مثل عملية لافون في مصر سنة 1954 التي كان هدفها إفشال ثورة جمال عبد الناصر عبر إفتعال الأسباب التي كانت ستبرر تدخلا عسكريا بريطانيا)، و من ثم إنزال قوات عسكرية فرنسية ستجد مأمورية سهلة و تقوم بإرجاع حاكمها المفضل. هذا الأسلوب إستخدم بنجاح في عدة مناسابات في إفريقيا و لا يحتاج الأمر سوى إنزال 200 أو 300 مظلي مسلح، لذلك فحتى التفكير في الإبقاء على حياة الحسن الثاني (و عائلته) كان هو أول خطأ إرتكبه المذبوح، و من ثم كان الإنقلاب محتوما بالفشل حتى و إن نجح في الحصول على ورقة التنازل من الملك التي كان يريدها المذبوح ليشكل “حكومته الثورية”، لأن التدخل الفرنسي كان مؤكدا في هذه الحالة، و كان من جد المستبعد أن ينجح المذبوح، عبر قُدرات دبلوماسية لم نعرفها عنه، في طمأنة الفرنسيين، الذين لم يكونو يعرفونه أصلا لكونه ينحدر من المنطقة التي كانت خاضعة لإسبانيا.

البشير البوهالي و الجيلالي بولهيمزء الصورة: الجنرال البوهالي (يمين) و الجنرال الجيلالي بولهيمز (يسار)، قائد الدرك آنذاك و أول من أعدمهم أمحمد أعبابو الذي قصده شخصيا في قصر الصخيرات و أطلق عليه النار.

هندسة الإنقلاب كانت فاشلة منذ البداية، و تطبيقها في الواقع ما كان لينتج سوى الفوضى التي أنتجها. إلا أن هناك عاملا آخر، حسم الأمر في صالح الحسن الثاني: فكبار الضباط الذين كان يتوفر عليهم المغرب آنذاك كانو ضعيفي التكوين (و هم في الواقع فقط جنود صغار نُطلق عليهم جزافا “ضباط”)، و جاهلين تمام الجهل بالأمور، لذلك لم يدركو طريقة التصرف يومها. ففي حالة الإنقلاب لا يمكن للضابط الكبير أن يُحاول أن يلعب على الحبلين، بالتردد و محاولة التموقع في المنطقة الرمادية بعدم الوقوف ضد الإنقلاب في بدايته و مساندته إذا ما نجح. (على طريقة أنور السادات و القصة الشهيرة عن ذهابه للسينما كي يتفادى أي لوم في حال فشل الإنقلاب، ثم ظهوره في الصورة بعدما تأكده من نجاح العملية)، لذلك فقد تخاذلو في ساعة الحسم و قدموا حياتهم مجانا، ضريبة على جهلهم.

البشير بوهالي و عبد الرحمان حبيبي و الخياري بوكرينء الصورة: الجنرال محمد بن البشير البوهالي الذي حاول إلقاء القبض على أعبابو، و الجنرال عبد الرحمن حبيبي و الخياري بوكرين، الإثنان أُعدما مباشرة على التلفزة المغربية يوم 13 يوليوز 1971 بتهمة محاولة الإنقلاب.

و كان من الأنسب أن يتبع الإنقلاب نموذج الإنقلاب العراقي ل 14 يوليوز 1958، الذي قاده عبد الكريم قاسم و عبد السلام عارف، الذين إستفادو من تجربة فشل إنقلاب 1941 و عرفو أنه لا يمكن لإنقلاب أن ينجح إلا بالإجهاز على كبار القيادات في البلاد، و ليس التصرف بسذاجة (و حماقة) بمحاولة التفاوض معهم، و هم تحت التهديد بالسلاح.

إبراهيم المانوزيء الصورة: الكوماندار المانوزي، أحد الضباط الذين كانو يشتمون الحسن الثاني بأعلى صوتهم أثناء عملية الإعدام، خلافا للجنرال حمو الذي كان يطلب العفو. بعد الإنقلاب سيتم إختطاف أخيه الطالب وتصفيته و إخفاء جثته، ولازالت أسرته تطالب بكشف الحقيقة عما جرى لإبنها.

الحسن الثاني يولد من جديد

محاولة الإنقلاب هاته، و تلك التي تلتها السنة الموالية (1972)، كانت لها تأثيرات سياسية عميقة. فالحسن الثاني بعد محاولات الإنقلاب أصبح أكثر ثقة و أقل إستهتارا. و قد عبر بنفسه عن هذا في الندوة الصحفية التي تلت الإنقلاب حين صرح بعبارته الشهيرة التي إلتقطها كاميرات العالم: “أنا اليوم ملك أكثر من الأمس” (قالها بالفرنسية: Jي سويس ينچوري پلوس روي اوجوورذهوي قو’هيير).

و على المستوى السياسي إنخرط الحسن الثاني في منعطف مهم، (بدعم و نصيحة من الأجهزة الفرنسية)، حيث تبنى هو أيضا الخطاب الوطني و القومي و دخل في نزاعات صغيرة مع فرنسا و إسبانيا (كانت لأغراض ظهور و دعاية)، سواء بتسريع مسلسل “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى